مجتمع الكفاية والعدل
بمناسبة عيد العمال تذكرت الشعار الذي كان مرفوعاً أيام »ناصر« عن مجتمع الكفاية والعدل، والمفاجأة التي أقدمها لحضرتك أنني موافق تماماً علي هذا الشعار وأري ضرورة أن نضعه موضع التطبيق حتي تخرج بلادنا من الأوضاع الصعبة التي تعيشها حالياً، ولا نكتفي بمجرد الحديث عنه!! والعرب كما هو معروف ملوك الكلام!!
وأراهن أن البعض بعد كلامي هذا سيقولون عني إنني اشتراكي! مع أنني من أنصار الانفتاح المنضبط، وإذا سألتني وكيف يتفق هذا مع إيماني بمجتمع الكفاية والعدل؟.. فإن الرد جاهز وقبل سرده أقول لحضرتك: إن صاحب هذا القلم - مع غيره من ملايين المصريين - يرفض سياسة التأميمات ووضع الدولة يدها علي كل شيء باسم الاشتراكية.. وفي ذات الوقت لا أقبل أبداً بسياسة الانفتاح سداح مداح الذي كان سائداً أيام الرئيس المخلوع ومن قبله الرئيس السادات رحمه الله.
باختصار أقول لحضرتك: إن بلدنا يجب أن تنطلق في طريق الإنتاج بحيث تكفي احتياجاتها الأساسية وهذا هو الشطر الأول من شعار »الكفاية والعدل« ويا سلام علي بلدنا لو كانت دولة مصدرة وليست مستوردة، وهذا لن يتحقق إلا بجناحين لا يستغني أحدهما عن الآخر، القطاع العام والخاص، يعني الدولة شريك أساسي في تلك النهضة ولكن بعيداً عن »التكويش« والاحتكار، وعهد عبدالناصر رأينا سحقاً للقطاع الخاص لحساب القطاع العام، وفي زمن خلفائه وحتي الآن شاهدنا العكس تماماً حيث تم بيع غالبية الشركات العامة الناجحة إلي المليونيرات!! وسيناء حالياً بعد تحررها من الاستبداد السياسي الذي ظل جاثماً علي أنفاسنا سنوات طوالاً في انتظارها نهضة كبري لن يقدر علي تحقيقها سوي اجتماع الأخوة الأشقاء معاً، القطاع العام والخاص أو الدولة مع الأثرياء الشرفاء.
وإذا انتقلنا إلي الحديث عن الشطر الثاني من الشعار المرفوع أو العدل