عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس الوزراء وطريقة مبارك!!

 

الرجل المحترم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء استمد شرعيته من ميدان التحرير، وتصور الناس أن له أحلاماً كبري سيعمل علي تحقيقها! لكن خاب أملنا، فهو يدير البلاد بذات طريقة مبارك!

وأشرح ما أعنيه قائلاً إن من مصائب الرئيس السابق أن العمل اليومي كان يستغرقه ويشغله عن أي شيء آخر، فلم يكن يحلم! أو يفكر في مستقبل بلادنا بطريقة استراتيجية تؤكد أن له رؤية! وهذا ما ألحظه علي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، فالعمل اليومي يستغرقه تماماً وأنا أعذره في ذلك، فمهامه ثقيلة والبلد علي كف عفريت، خاصة أنه جاء إلي الحكم في لحظة فاصلة.

وترتب علي انغماسه الكامل في العمل اليومي أن صدرت قرارات عدة بطريقة تقليدية تماماً وكأننا نعيش في العهد السابق، وأذكر خاصة قرارات التعيينات الأخيرة لرؤساء الصحف القومية! فلا فارق في طريقة إصدارها بين عهد الثورة والنظام البائد، ولو كان الباش مهندس الدكتور عصام شرف يحلم لفكر في الأمر بطريقة أخري، وترك للصحفيين مساحة للاختيار لكنه لم يفعل، وكانت النتيجة أن حدثت مشاكل عدة في عدد من الصحف والمجلات التي ظلت قياداتها موجودة دون تغيير مثل الكواكب وأخبار النجوم وأخبار الأدب، ومن حق أصحاب الأقلام أن يسألوا سؤالاً واحداً: لماذا لم تشمل التعديلات الصحفية هذه الصحف مع أن الصحفيين هناك طالبوا ذلك بإلحاح.. وهذا السؤال أراهن أن الدكتور عصام شرف لن يجد إجابة له!

وأنتقل إلي موضوع آخر ويتمثل في الحوار الوطني.. لقد تم تنظيمه بطريقة تقليدية جداً وافتتحه الدكتور عصام شرف، لكنه لم يلق القبول من القوي الوطنية والرأي العام فتوقف!! وانتقل الملف كله إلي الدكتور عبدالعزيز حجازي ليعيد تنظيمه من جديد، ونرجو من رئيس الوزراء أن يجد الوقت الكافي ليتحدث مع المشرف الجديد علي هذا الحوار عن أحلامه في كيفية الانتقال إلي أفق واسع ليخرج بما يفيد مصر بدلاً من أن تكون مجرد كلام في كلام!

ولأن الدكتور عصام شرف مستغرق في العمل

اليومي، فهو لا يدري بالمأساة التي حدثت في كبري الجامعات المصرية، أقصد جامعة القاهرة، وتحديداً في كلية الإعلام حيث دخلت الشرطة العسكرية إلي هناك لإنقاذ عميد الكلية من أيدي الطلاب الذين رفضوا وجوده وأصروا علي رحيله باعتباره أحد رموز الفساد في حزب مبارك! وكان من المتوقع دخول رئيس الوزراء علي الخط ليفك هذا الاشتباك ويتخذ قراراً غير تقليدي كأن يطلب من رئيس الجامعة إعطاء المسئول عن هذه الكلية إجازة مفتوحة إجبارية مادام طلابه يرفضونه إلي حد أن بعضهم أضرب عن الطعام والشراب من أجل رحيله ولكنه وقف ساكتاً أمام تدهور الأحوال في كلية الإعلام وكأن الأمر لا يعنيه!

ولو كان رئيس الوزراء يحلم أو عنده »خيال سياسي« لقام بنفسه بإدارة حوار في المجتمع حول نسبة الـ 50٪ من العمال والفلاحين وسيكتشف بسهولة أن الدنيا كلها في مصر ترفض هذه المهزلة، وهكذا يدخل التاريخ باعتباره صاحب مبادرة في إلغاء ما ظل يسيطر علي حياتنا السياسية لمدة 47 سنة منذ إقراره لأول مرة سنة 1964، وكان في البداية قراراً نبيلاً ومطلوباً في هذا الوقت لكنه استغل بعد ذلك لإفساد الحياة السياسية وأصبح إلغاؤه ضرورة ملحة وكنت أتوقع أن تتم علي يد رئيس الوزراء! لكن العمل اليومي يستغرقه، وحضرته »مش فاضي« لمثل هذه الأحلام.

[email protected]