يا أقباط مصر.. رب ضارة نافعة!
رفض قلمي أن يكتب أي كلمة في موضوع العمرانية وأحداثها قبل تقديم واجب العزاء إلي أسرة »ماركويوس جاد شاكر« 19 سنة الذي راح ضحية تلك الأحداث ولا شك أن مصيبتهم في فقدان ابنهم كبيرة، فخالص العزاء لهم، وإن شاء الله يكون ابنكم قد انتقل إلي حياة أخري عند ربنا أفضل وأجمل وأحلي من حياتنا النكدة علي الأرض.
وعندي في أحداث العمرانية أربعة خواطر:
- لا شك أن ما جري معنا يمكن اعتباره تصعيداً خطيراً في الفتنة الطائفية التي تعصف ببلادي والسبب ليس في تلك التظاهرة التي جرت بل لسقوط ضحية فيها! ولأول مرة يلقي قبطي حتفه من قبل الشرطة، وكان الأقباط من قبل يلقون حتفهم برصاص الجماعات المتطرفة التي يرفضها إسلامنا الجميل.
- حاولت إدانة تظاهرة شباب الأقباط!! ولكن ضميري رفض قائلاً: ضع نفسك مكانهم.. كنيسة علي وشك الاكتمال والبناء فخرجت محافظة الجيزة تقول: »بناؤها مخالف وتمت بدون ترخيص والمفترض أنها كانت دار للخدمات فحسب«!! وأرد قائلاً: طيب كنتم فين من زمان؟ ولماذا لم يتم وقف البناء منذ البداية بدلاً من تركه يرتفع إلي عنان السماء.. وافترض معي يا صديقي القارئ أن مجموعة من المتدينين المسلمين قاموا ببناء جامع شامخ، وقبل أن يكتمل بأيام تم إيقاف أعمال التنفيذ بحجة أنه مخالف! فثار الشباب المسلم الذي يقطن بالحي وتظاهروا فلا تستطيع في هذه الحالة أن تلومهم.. أليس كذلك؟
- انتخابات مجلس الشعب بأوضاعها الحالية مفسدة كبيرة وتزيد من الفتنة الطائفية وقد تظن حضرتك أنني خرجت عن الموضوع، لكن هذا يدخل في قلب الموضوع، ويكفي أن تعلم أن حزب الحكومة رشح عشرة فقط علي قوائمه، ومن سينجح أقل من عدد أصابع اليد الواحدة وجميعهم من المليونيرات، مما يؤكد أن النظام الحاكم لا يؤمن بمبدأ المواطنة مما يزيد من الاحتقان الطائفي.
> وأدخل في صميم موضوعي الذي يمثله عنوان مقالي »يا أقباط مصر.. رب ضارة نافعة.. فما جري يؤكد من جديد أن شركاء الوطن لا يمكن أن ينالوا حقوقهم في ظل نظام الحكم القائم ولابد من تغيره إن عاجلاً أو آجلاً! واوعي حضرتك