عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا أقباط مصر‮.. ‬رب ضارة نافعة‮!‬

 

رفض قلمي أن يكتب أي كلمة في موضوع العمرانية وأحداثها قبل تقديم واجب العزاء إلي أسرة »ماركويوس جاد شاكر« 19 سنة الذي راح ضحية تلك الأحداث ولا شك أن مصيبتهم في فقدان ابنهم كبيرة، فخالص العزاء لهم، وإن شاء الله يكون ابنكم قد انتقل إلي حياة أخري عند ربنا أفضل وأجمل وأحلي من حياتنا النكدة علي الأرض.

 

وعندي في أحداث العمرانية أربعة خواطر:

- لا شك أن ما جري معنا يمكن اعتباره تصعيداً خطيراً في الفتنة الطائفية التي تعصف ببلادي والسبب ليس في تلك التظاهرة التي جرت بل لسقوط ضحية فيها! ولأول مرة يلقي قبطي حتفه من قبل الشرطة، وكان الأقباط من قبل يلقون حتفهم برصاص الجماعات المتطرفة التي يرفضها إسلامنا الجميل.

- حاولت إدانة تظاهرة شباب الأقباط!! ولكن ضميري رفض قائلاً: ضع نفسك مكانهم.. كنيسة علي وشك الاكتمال والبناء فخرجت محافظة الجيزة تقول: »بناؤها مخالف وتمت بدون ترخيص والمفترض أنها كانت دار للخدمات فحسب«!! وأرد قائلاً: طيب كنتم فين من زمان؟ ولماذا لم يتم وقف البناء منذ البداية بدلاً من تركه يرتفع إلي عنان السماء.. وافترض معي يا صديقي القارئ أن مجموعة من المتدينين المسلمين قاموا ببناء جامع شامخ، وقبل أن يكتمل بأيام تم إيقاف أعمال التنفيذ بحجة أنه مخالف! فثار الشباب المسلم الذي يقطن بالحي وتظاهروا فلا تستطيع في هذه الحالة أن تلومهم.. أليس كذلك؟

- انتخابات مجلس الشعب بأوضاعها الحالية مفسدة كبيرة وتزيد من الفتنة الطائفية وقد تظن حضرتك أنني خرجت عن الموضوع، لكن هذا يدخل في قلب الموضوع، ويكفي أن تعلم أن حزب الحكومة رشح عشرة فقط علي قوائمه، ومن سينجح أقل من عدد أصابع اليد الواحدة وجميعهم من المليونيرات، مما يؤكد أن النظام الحاكم لا يؤمن بمبدأ المواطنة مما يزيد من الاحتقان الطائفي.

> وأدخل في صميم موضوعي الذي يمثله عنوان مقالي »يا أقباط مصر.. رب ضارة نافعة.. فما جري يؤكد من جديد أن شركاء الوطن لا يمكن أن ينالوا حقوقهم في ظل نظام الحكم القائم ولابد من تغيره إن عاجلاً أو آجلاً! واوعي حضرتك

تظن أن جمال مبارك يمكن أن يكون أفضل من والده، بل المؤكد أنه سيكون أسوأ لأنه ممثل طبقة الأثرياء ولم يخالط يوماً الناس العاديين والأهم أنه من المستحيل أن يكون الإنسان »بروحين«.. أقصد مستبدا من ناحية وليبراليا ومتسامحا من جهة أخري! فلابد من القضاء علي حكم الاستبداد الجاثم علي أنفاسنا بصرف النظر عن الحاكم! وأراهن أن بعض المتطرفين »دخلوا علي الخط« وسألوني: ما هو البديل يا أستاذ؟ هل تريد أن يحكمنا الإخوان المسلمون من أصحابك وحضرتك تنتمي إليهم وتؤكد دوماً أنك منهم؟ ولست مستعداً للدخول في جدل بيزنطي مع هؤلاء أو مناقشات عقيمة بل أقول لك إنني أحلم بنظام ليبرالي حر يقوم علي تداول السلطة أشبه ما يكون بالوضع الذي كان قائماً قبل الثورة ولكن بعيداً عن عيوبه الجسيمة والتي تمثلت في الاحتلال والحكم الملكي والإقطاع وسيطرة الأثرياء! ومع كل تلك السلبيات الخطيرة فقد عاش الأقباط عصرهم الذهبي في هذا العهد، والغريب أن التاريخ يعيد نفسه وعصر الباشوات عاد من جديد، ومليونيرات اليوم يتفوقون علي أقرانهم بالأمس »بمليون مرة«، والاستبداد السياسي أسوأ من طغيان الحكم الملكي الذي يبدو أنه سيعود من جديد لتحكمنا أسرة مبارك هذه المرة ولكن هيهات!! ومن فضلك انتظرني لأشرح لك بالتفصيل كيف تكون الانتحابات حرة في مقالي القادم وستتأكد حضرتك بعدها أنها بعيدة جداً عن تلك المهزلة التي تجري حالياً.