عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورتنا المجيدة ومفاجآتها السبع!

بما أنني عاصرت الثورة من أولها.. يعني شاهد شاف كل حاجة، خاصة المفاجآت السبع التي وقعت منذ بداية ثورتنا وحتي مغادرة الثوار لميدان التحرير الأسبوع الماضي.

المفاجأة الأولي: نوعية المتظاهرين

السبب الرئيس لنجاح ثورة مصر العظيمة تمثلت في نوعية المحتجين الذين نزلوا إلي الشارع في أول أيام الاحتجاج يوم 25 يناير الماضي، إنهم شباب واعد ومتعلم لم يشاركوا من قبل في أي من التظاهرات التي جرت من قبل ضد نظام مبارك، وتركز جهادهم في الفيس بوك وأجهزة الاتصالات الحديثة، وفي يوم الغضب قرروا النزول فكان هذا العامل الأساسي في نجاح ثورتنا.

المفاجأة الثانية: الناس تعاطفت مع الريس!!

بعد أسبوع من قيام الثورة خاطب الرئيس السابق مبارك الشعب لأول مرة مساء الثلاثاء 1 فبراير، وقدم عدداً من التنازلات لم تكن كافية بالطبع، ولكنه خاطب المصريين من الناحية العاطفية التي يتميزون بها، فنحن شعب طيب، وبعد انتهاء خطابه تعاطف جزء من الرأي العام معه، وكانت تلك مصيبة بالنسبة للثوار!!، وطالبونا بإخلاء ميدان التحرير الذي اعتصمنا به، فالريس حقق مطالبكم، وأنتم بإصراركم علي احتلال الميدان تعطلون مصالح الناس!! وكانت لهذه الضغوط وقع سيئ علينا خاصة بعدما سمعنا أن هناك تظاهرات مفتعلة قامت تهتف بحياته ولكننا صممنا علي عدم ترك الميدان حتي تحقيق الهدف النهائي وهو إسقاط النظام الحاكم كله وعلي رأسه مبارك.

المفاجأة الثالثة: الحجارة انتصرت

الحمد لله.. ربنا أنقذنا.. لم تمض ساعات علي خطاب الرئيس حتي عاد الرأي العام ليتعاطف مع الثوار من جديد والسبب هجوم مفاجئ دبره الحزب الحاكم وأنصار مبارك علي المحتجين في التحرير، حيث اقتحم الميدان راكبو الخيول والبلطجية المسلحون بالسكاكين وكل ما تتصوره حضرتك من آلات حادة.. فكيف أمكن التغلب علي هؤلاء؟ الإجابة: البركة في الحجارة التي انهالت علي المجرمين وتم إبعادهم عن وسط الميدان وكادوا أن يصلوا إليه، واستمرت المعركة بعد ذلك 12 ساعة ثم عادت من جديد بعد الفجر، وأخيراً نجح الأبطال في صد الهجوم وطرد أعدائهم الذين تراجعوا حتي ميدان عبدالمنعم رياض ثم كوبري أكتوبر.

المفاجأة الرابعة: الصلوات والشباب »الروش«

حقيقة يجب الاعتراف بها.. الشباب الذي أنقذ ميدان التحرير من البلطجية في الليلة الدموية ينتمي معظمهم إلي الإخوان المسلمين، وإلي جانبهم كان معهم »شباب روش« يحب مصر وليس له انتماء محدد، وأثبتوا أنهم رجالة مش متدلعين!!

وعندما يحين وقت الصلاة تجد الغالبية العظمي من الموجودين في الميدان يتوقفون عن كل شيء، ولأن عبادة ربنا أهم: وكانت هذه مفاجأة جميلة بالنسبة لي علي الأقل لأنني كنت أظن وبعض الظن إثم أن شباب »الفيس بوك« غير متدين!! والعبادات لا تهمه كثيراً! والحمد لله أنني تأكدت من واقع التحرير أن الشاب

العصري يهمه الجمع بين الدين والدنيا معاً.

والمفاجأة الأجمل كانت قداس الأقباط الذي أقيم في يوم أحد وكان المسلمون إلي جانبهم، وتأكد الجميع أن الفتنة الطائفية دخيلة علي مصر والمستفيد منها بالدرجة الأولي نظام الاستبداد الذي جثم علي أنفاسنا لسنوات.

المفاجأة الخامسة: تنح مفاجئ

قبل سقوطه بيوم خاطب الرئيس السابق شعب مصر من جديد وكان ذلك مساء الخميس 1 فبراير، ولم يكن موفقاً بالمرة!! وقبل نهاية خطابه أعلن أنه فوض سلطاته إلي نائبه عمر سليمان! وثار ميدان التحرير كله علي تلك الخطبة وتردد هتاف واحد استمر مدة طويلة: »ارحل.. ارحل«، وظن الجميع أن اعتصامنا في التحرير سيطول.. أسبوعاً جدياً علي الأقل حتي يتفضل حضرته ويرحل!! ولكن وفق مفاجأة كبري حيث تحقق حلم الشعب المصري في طرد مبارك من السلطة بعد 24 ساعة فقط أو أقل من خطابه وكان هذا أجمل خبر سمعته في حياتي.. والحمد لله رب العالمين.

المفاجأة السادسة: كنس الميدان!

الثورات عادة يصحبها الكثير من التدمير والخراب لكن ثورتنا المصرية العظيمة مختلفة، وقبل انصرافه من التحرير أصر الشباب علي تنظيف الميدان ووقف فتيان وفتيات في عمر الزهور وفي أيديهم »مقشات« وقاموا بعملهم علي أفضل وجه مع إنهم لم يفعلوا ذلك من قبل أبداً! وكنس الميدان له من وجهة نظري معني معنوياً آخر وهو كنس النظام السابق كله بأنظمته وأنصاره وبناء وضع جديد مختلف تماماً.

المفاجأة السابعة: مظاهرة فريدة من نوعها!

رفض بعض الشباب المتحمس مغادرة ميدان التحرير حتي تتحقق مطالب الثورة كلها، لكن الأغلبية رأت غير ذلك، وقام هؤلاء بمظاهرة رأيتها فريدة من نوعها، حيث إن طيلة أيام الثورة كانوا يهتفون: »الشعب يريد إسقاط النظام« لكن في اليوم الأخير هتفوا: »الشعب يريد إخلاء التحرير« إنها ثورة المفاجآت، وتوقع حضرتك المزيد منها.