دفاعاً عن مجلس الشورى!
انتهت بالأمس انتخابات مجلس الشورى، وكان إقبال الناس عليها ضعيفاً ومن أغرب ما قرأت ما زعمه البعض أن ذلك يرجع إلى الاحتجاج على انتخابات مجلس الشعب، الذى أتى بأغلبية إسلامية!! وأراهن أن ابتسامة ساخرة طرأت على وجهك بعدما قرأت هذا الرأى!! وأظن أن الناس غير مقتنعة بأهمية المجلس المسمى بالشورى ولذلك قاطعته!، خاصة بعدما تردد أنه كان يضم المحظوظين المرضى عنهم من النظام السابق!! ويبدو أن هناك اتجاهاً قوياً لإلغاء هذا المجلس نهائياً فى المستقبل لأسباب عدة أبسطها توفير النفقات وضغط مصروفات الدولة التى تعانى أزمة مالية! وإذا تمت ترجمة هذا الاتجاه إلى واقع يبقى ألف خسارة!
وإذا نظرت حضرتك إلى برلمان مصر قبل استيلاء الجيش على السلطة سنة 1952 تجد أنه كان يتكون من مجلس للنواب وآخر لشيوخ، وأتذكر جيداً ما أخبرنى به مؤسس الوفد الحديث الباشا العظيم فؤاد سراج الدين، حيث قال إنه قضى أجمل سنوات عمره معارضاً فى مجلس الشيوخ من سنة 1946 وحتى عاد الوفد إلى الحكم من جديد عام 1950، وفى العديد من دول العالم المتحضر تجد الهيئة التشريعية تتكون من مجلسين، فلماذا لا ندرس تجربة مصر قبل الثورة وتجارب الدول التى سبقتنا فى مضمار الديمقراطية ونستفيد منها ليكون لنا إلى جانب مجلس الشعب هيئة أخرى تشريعية تضىء الطريق لنواب الأمة، وتكون بمثابة فرامل لهم عند اللزوم.
ومن هذا المنطلق أتصور ضرورة وجود اختلاف جذرى فى تشكيلة غرفتى البرلمان، إن صح هذا التعبير، والأمر يحتاج إلى دراسة متعمقة و«بلاش» اتخاذ قرارات متعجلة بضغط من الشارع، وأتصور أن يضم مجلس الشورى أهل النخبة من علماء مصر فى شتى المجالات، ولذلك فالجزء الأكبر من الأعضاء يجب