عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أردوجان والتوفيق بين العلمانية والإسلام

جاء رجب طيب أردوجان إلي القاهرة، يحمل معه في طائرته رجال الأعمال وانطلق بعدها إلي تونس ملهمة الربيع العربي ثم إلي ليبيا خرج في استقباله في مطار القاهرة المئات من أصحاب التيارات المتأسلمة

، يهتفون ويهللون ويكبرون وكأنما يحتفلون لقدوم الخليفة العثماني خليفة المسلمين احياءً لما يعتقدونه في فكرة الخلافة الإسلامية، وأن النموذج الإسلامي التركي هو النموذج الذي يريدونه ويطالبون بتطبيقه في مصر.

ولأن هؤلاء جميعا قد صدموا بعدها بساعات ليكشف انتهازيتهم السياسية وفقرهم الفكري والثقافي والسياسي.. فبعد ساعات قليلة اشاحوا عنه بوجوههم عندما قال الرجل أنا رئيس وزراء مسلم لدولة علمانية.

كان اردوجان صادقا وواضحا وصريحا.. متسقا مع نفسه ومصالح بلاده ولا أحد يستطيع أن ينكر أن رجب طيب أردوجان رجل مسلم متدين يفهم الإسلام الصحيح ووسطيته، بل حاول الرجل تقبيل يد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في اشارة واضحة إلي اهتمامه بأهمية الأزهر ومكانته، بل وزاد أن طلب من الامام الأكبر وثيقة الأزهر التي قدمها إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي أكدت مدنية الدولة في اشارة واضحة إلي أهميتها وطلب ترجمتها إلي التركية، بينما لم تهتم بها الأحزاب الدينية المصرية الجديدة لمرجعية لها.. والتي تصلح أن تكون مرجعية مهمة لأي نظام حكم قادم في مصر.

الأحزاب الدينية الجديدة في مصر.. أصابتها الصدمة بعد تصريحات رئيس وزراء تركيا فلم تودعه بالحفاوة الكبيرة التي استقبلته.. رغم مواقف الرجل الرائعة.

لم تعلم هذه الأحزاب وقادتها أن الأحزاب الإسلامية التي قامت في تركيا صاحبة تجربة كبيرة لم تتعلم منها

للأسف فهذه الأحزاب وآخرها حزب التنمية والعدالة في تركيا برئاسة أردوجان نجحت في التوفيق بين الليبرالية والإسلام الذي جاء بالحرية والعدالة للبشرية.. الأحزاب التركية سواء التي اضطهدتها العلمانية وقامت بحلها بتهمة تهديد علمانية الدولة، استفادت من التجربة وطورتها ونجحت في جذب المواطن التركي إليها بحكم تاريخه الإسلامي، بينما الأحزاب المصرية ذات المرجعية الدينية مازالت تعيش في عصر البداوة والجزية والرمح والسيف، بتأثير الفكر الصحراوي وأمواله القادمة، فكر الأحزاب الإسلامية التركية يرفض التشيع والوهابية السلفية، واستمد أفكاره من أفكار الطريقة النقشبندية التي قدمت إلي تركيا تورجوت اوزال ونجم الدين أربكان ورجب طيب أرودجان وعبدالله جول وأيضا الطريقة القادرية والتيجانية وهي طرق صوفية كبيرة متواجدة في مصر أيضا والعالم الإسلامي.

التجربة التركية جديرة بالدراسة خاصة بعد ثماني سنوات من حكم حزب التنمية والعدالة أصبحت تركيا الدولة رقم 16 في الاقتصاد العالمي.. لقد نجح أرودجان في كسب قلوب المصريين وتمنوا تطبيق تجربته في مصر التي تقوم علي التوفيق بين العلمانية والإسلام.. هل تفهمون؟