عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العقاد والإخوان

عباس محمود العقاد.. الكاتب العملاق.. والمفكر الوطنى الحر.. الذى تصدى للرجعية المصرية والإنجليز والسراى والشيوعية.. وقدم للمكتبة العربية والإسلامية سلسلة العبقريات المشهورة.. عبقرية محمد.. عبقرية المسيح..

عبقرية أبوبكر.. عبقرية عمر.. عبقرية على.. عبقرية خالد.. هذا الكاتب الجبار الذى توفى منذ أكثر من نصف قرن.. كشف الإخوان المسلمين وتصدى لهم.. منذ الأربعينيات.. كشف إرهابهم وعنفهم وحلل نفسياتهم وأظهر اجرامهم.. وكأنه يعيش بيننا اليوم.
بأسلوبه التحليلى وطريقته كشف هذه الجماعة ومرشدهم حسن البنا فى الأربعينيات من القرن الماضى.. بعدما خرجت هذه الجماعة على حدود الدعوة الدينية إلى العمل السياسى السافر واتخذت العنف والإرهاب مسلكا لها منذ أن انشأت فرق الجوالة.. كميليشيات شبه عسكرية بالمخالفة للقانون 17 لسنة 1937 الذى يحظر على الأحزاب والهيئات السياسية أن تتخذ تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية.
بدأت هذه الميليشيات الإخوانية فى اتخاذ العنف وسيلة لها باستخدام القنابل اليدوية والرصاص فى الاعتداء على حزب الوفد والوفديين بإلقاء قنابل يدوية على مقر حزب الوفد فى بورسعيد فى 6 يوليو 1946 واستخدمت الرصاص فى ضرب الوفديين بالمقر وكانت النتيجة مقتل وفدى وإصابة 36 من الوفديين.. فقد كان الهدف الأساسى من إنشاء الجماعة القضاء على الوفد صاحب الأغلبية الشعبية.
واستمر العنف الإخوانى وقتلوا محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الحزب السعدى والقاضى المستشار الخازندار ونسف المحكمة فى قلب القاهرة.
كتب عباس محمود العقاد مقالا فى جريدة الأساس فى 13 ديسمبر 1948 بعنوان: «الحكومة وسماسرة الفوضى» يكشف فيه هذه الجماعة الإرهابية ويتهمه بأنها جماعة فاشية نازية ويحذر العالم من خطورتها وفى ختام مقاله يسأل الله ألا يجعلنا نمر بما مرت به الدول التى حكمتها الفاشية والنازية.. وكأن الأستاذ كان يقرأ الغيب.
بعدها مباشرة تلقى الأستاذ العقاد رسالة تهديد وصلته بالبريد.. نشرها بجريدة الأساس فى 22 ديسمبر 1948 وعلق عليها فاضحا جماعة الإخوان، متهما هذه الجماعة وقادتها بالجهل وضيق الأفق وسوء الأدب ونزعة الشر والافتراء لديهم وارتكابهم الآثام والشرور باسم الدين.. وأنهم طائفة من الدجالين باسم الدين وباسم الإسلام.. وبهذا الدجل يخدعون أطفالا فى الرابعة عشرة من عمرهم ليحملوا القنابل ويقذفوها على أناس فى سن آبائهم.. هذا المقال

كتبه الأستاذ العقاد منذ 65 عاما وكأنه يعيش معنا اعتصامى رابعة والنهضة ومظاهرات الإخوان.
العقاد أثار فى مقاله قضية الجهل الذى تستغله جماعة الإخوان لدى البسطاء.. وكيف تلعب هذه الجماعة على الشعور الدينى الغامض.. وليس على الثقافة الدينية التى تفتح أمام صاحبها آفاقا من التفكير المنطقى الواسع عاد العقاد فى مقاله بجريدة الأساس فى 2 يناير 1949 ليفضح حقيقة الإخوان بعنوان: «فتنة إسرائيلية» يتهم فيه الجماعة علانية بأنها تنظيم خارج على الدين.. وأن هذه العصابة التى ابتليت بها مصر هى أقرب إلى الدعوات الإسرائيلية والمجوس.. وأن حسن البنا نفسه جده كان يهوديا جاء إلى مصر من المغرب.
فى مقال الأستاذ العقاد بجريدة الأساس فى 17 يناير 1949.. وبأسلوبه التحليلى النفسى الذى اشتهر به كشف عن التفكير الاجرامى لجماعة الإخوان.. والتفكير الاجرامى لعصابات الاجرام فى مصر.. انتهى فيه إلى أن جماعة الإخوان هى مجموعة من المجرمين.. وأن هذه الجماعة مجرمون فى الصميم.. وأن حسن البنا مرشد الإخوان هو أيضا مجرم مثل خُط الصعيد زعيم العصابة الاجرامية الشهيرة.
ثم عاد الأستاذ العقاد فى مقاله فى 4 فبراير 1949.. شرح فيه أن الإخوان لا يمثلون الإسلام.. ولم يكونوا يوما لهم موقف محدد من المسألة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزى.. محذرًا من أنهم نكبة على الأمة ماذا كان سيكتب الأستاذ العقاد لو كان حيا بيننا اليوم.. عن هذه العصابة الإجرامية التى كشفها منذ الأربعينيات؟.