رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوبرا اللواء نعيم

كادت أن تضيع تماماً.. تآمر عليها الإخوان لتدميرها.. قطعة أثرية نادرة.. تحفة معمارية غاية فى الروعة.. قام بتصميمها المهندس الإيطالى الذى صمم دار الأوبرا بالقاهرة التى احترقت فى أوائل السبعينيات.. هذه التحفة الأثرية عمرها 75 عاماً.. أنشأها الملك فؤاد فى طنطا قلب الدلتا كمنارة ثقافية تصارع دور الأوبرا فى أوروبا.. وافتتحها مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء عام 1936.

إنها دار الأوبرا المنسية التى كادت أن تنتهى تماماً.. ولم تستطع هيئة الآثار أو وزارة الثقافة أو وزارة الإدارة المحلية فى استعادتها من أيدى الإخوان طوال أربعين عاماً على خشبة مسرحها، تألق عميد المسرح العربى يوسف بك وهبى والقديرة أمينة رزق وزكى طليمات وسميحة أيوب.. والفرق المسرحية الشهيرة.. وعليها غنت سيدة الغناء العربى أم كلثوم ومحمد فوزى وكان الدخول إلى لياليها بالملابس الرسمية.
استولى عليها الإخوان المسلمون كارهو الثقافة فى السبعينيات عندما استولوا على نقابة المهندسين وقاموا بتأجيرها من المحافظ وحولوها إلى ناد وقاعة أفراح.. وفشلت جهود هيئة الآثار ووزارة الثقافة ومحافظة الغربية المتعاقبين فى استعادتها.. وأصبحت مهددة بالإزالة بعد أن طالتها يد الإهمال عن عمد.
وعندما جاء المحافظ الشجاع اللواء الدكتور محمد نعيم.. وبدأ فى تنفيذ مخططه الحضارى لإعادة وجه طنطا كعروس للدلتا بعد ثورة 30 يونية.. استرجعها بقوة السلاح لإنقاذها من الهدم.. اقتحمها قوات الشرطة ورجاله فى المحافظة وطرد الإخوان منها.. قرر إعادتها إلى حالتها الأولى كدار للأوبرا كما كانت فى عاصمة الدلتا وإنقاذها.. واتفق مع وزير الثقافة على إعادة ترميمها وبدأت بالفعل عمليات الترميم مع وزارة الآثار والثقافة والمحافظة، وقاربت على الانتهاء لتعود

أثراً راقياً كما كانت منذ 75 عاماً.
أوبرا طنطا العائدة تحفة معمارية قادرة تكون من ثلاثة طوابق بنظام البناوير وتتميز خشبة المسرح بالاتساع والزخارف الرائعة وبه ستة مخارج للطوارئ، بخلاف المدخل الرئيسى ومزود بوسائل تهوية وإضاءة وأجهزة إنذار للتأمين ضد الحرائق بالإضافة إلى شبكة كهرباء فريدة من نوعها قامت بتعميمها إحدى الشركات الألمانية فى ثلاثينيات القرن الماضى.. وتتكون من خمس كتل معمارية تتناغم فيها النسب فى الارتفاع وحجم الكتلة تبعاً للمستخدم وصالة العرض التى تتسع لحوالى 700 متفرع ورصيف طائر متحرك لنقل المناظر المسرحية وإخفاؤها.. ومجموعة البناوير وهى تحفة معمارية فريدة من ثلاثة أدوار على شكل حدوة الفرس تطل على المسرح.. وصالة كبار الزوار.. كل هذا كان فى الثلاثينيات.
لقد سجل المحافظ الدكتور محمد نعيم اسمه بأحرف من نور، وهو يعيد لهذه المدينة وجهها الحضارى وشجاعته بإزالة العشوائيات التى يشرف عليها بنفسه.. متحدياً أصحاب المصالح والفاسدين، لقد نجح الرجل بقراراته الشجاعة كفدائى من أبطال حرب أكتوبر.. ليصبح أحد أبطال الشارع لإعادة الجمال إلى وجه مدينة عريقة.