عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كتب التراث.. والخطاب الديني

الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل الدكتور مختار جمعة وزير الاوقاف. وبحث معه تجديد الخطاب الديني.. تجديد الخطاب الديني ضرورة ملحة وهامة.. وعلي رأس هذه الضرورة تنقية كتب التراث الديني.. هذا التراث الذي أصبح مقدساً.. مع العلم أن المقدس في الاسلام هو القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزله علي نبيه ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام.

تنقية هذا التراث أصبح ضرورة هامة.. فهذا التراث يقدم تأويلات القدامي وتأويلاتهم وما دخل إليه من أساطير يهودية.. وتفسيراتهم وتأويلاتهم كانت تخص هؤلاء فقط وحدهم وتخص عصرهم وبيئاتهم التي نشأوا فيها.. بل إن بعضاً من هذه التفسيرات والتأويلات كانت جزءاً لا يتجزء من الصراع علي الحكم بين الحزبين الكبيرين الشيعة والسنة.. التي تحولت من صراع سياسي علي الحكم له مفكروه ومفسروه إلي صراع ديني وأصبح كل منهما مذهبا دينيا يتصارع مع الاخر بفتاوي التكفير التي تبيح العنف والقتل.
كتب التراث التي أصبحت مقدسة والعياذ بالله.. بكل ما فيها من عنف وتفسيرات الأقدمين للاسف يتم تدريسها في المعاهد الازهرية الابتدائية والاعدادية والثانوية.. لتصبح معامل تفريخ الإرهاب.. أين الازهر الشريف من هذا كله.. لن ينفع أي تجديد للخطاب الديني.. إلا بعد تنقية المقررات الدراسية من كتب التراث المحنط منذ عشرة قرون.
ولنا في الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان القدوة والمثل للعالم المجتهد.. فقد وجد الإمام أبو حنيفة أن اصحاب رسول الله أبا بكر الصديق.. وعمر بن الخطاب وعلياً ابن ابي طالب وغيرهم من كبار الصحابة رضوان الله عليهم.. لم يرووا أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام بمقادير.. تتناسب مع طول صحبتهم وملازمتهم لرسول الله.. بل إنهم كانوا يفتون بأقواله من غير أن ينسبوها إليه خشية الكذب عليه.. بالرغم أنهم حملوا علم رسول الله إلي الاخلاف من بعده.. بل إن عمر بن الخطاب نهي أباهرة عن الحديث عن رسول الله وكذلك فعلت أم المؤمنين عائشة.
لقد رفض الإمام الأعظم أبو

حنيفة أن يأخذ بأقوال وتفاسير التابعين وهم من هم قائلاً قولته المشهورة: هم رجال ونحن رجال.. أي لنا عقول كما أن لهم عقولاً.. وهو أول من اجتهد واستخدم العقل في القياس في زمانه.. اذ لم يكن هناك نص من قرآن أو سنة أو قول صحابي جليل - فقد جاء عصر أبي حنيفة يختلف عن عصر الرسالة وحدث تطور لم يكن موجوداً من قبل.
وتتطور الدنيا وتتغير العصور.. وتقدم العلم وتغيرت الحياة.. وتوقف الاجتهاد عند عصر وعقول مضي عليها عشرة قرون.. فهل نتصور مثلاً أن شيخ الاسلام ابن تيمية أفتي بتكفير كل من يعمل بعلم غير علوم الدين.. وأفتي بتكفير مؤسس علم الكيمياء جابر بن حيان.. والطبيب الأشهر الشيخ الرئيس ابن سينا وعالم الرياضيات ومؤسس علم الجبر ومخترع الصفر الخوارزمي والفارابي والكندي هؤلاء الذين يفخر بهم الآن المسلمون.. وأصبحوا رموزاً للحضارة الاسلامية..
تنقية كتب التراث الديني أصبحت ضرورة حتمية وهو الدور الهام للأزهر الشريف وعلمائه.. هذا التراث الذي أصبح أحـد منابع الارهاب.. وهو التجديد الحقيقي للخطاب الديني.. نحن لدينا المقدس وهو كتاب الله القرآن الكريم، وأفعال رسول الله نبي الرحمة وهي سنته العظيمة.. يا شيخ الأزهر الجليل.. من أجل اسلامنا العظيم.. تنقية التراث ضرورة.. افعلوها يرحمكم الله.