رشدى أباظة.. وتقريب المذاهب
لم يشتغل يوماً بالسياسة.. ولم يهتم بها.. عاش حياته بين الجامعة والأبحاث والمعمل.. أشرف على 103 رسائل ماجستير ودكتوراه فى علم الحيوان وقدم «107» أبحاث علمية وأيضاً عمل عضواً باللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة... وعندما توفيت زوجته من «5 سنوات« ظل وفياً لذكراها حتى تخرج الأبناء وتزوجوا وشغلوا أماكن محترمة.. وظل سعيداً بوحدته وأبحاثه رغم انه في الخمسينيات من عمره.. حتى وقع فى عشق الشام وغرام اللاذقية الجميلة، وأعجب بالأساتذة الجامعية السورية التى وصفته بأنه شبيه للفنان الوسيم رشدى أباظة رغم بعد الشبه بينهما، وطبعاً مرآة الحب عمياء كما يقولون وصدق صديقى تشبيه الأستاذة السورية الجميلة وتفتحت الأزهار والورد فى حياته. الأستاذ الجامعى متدين سنى المذهب لا يترك فرضاً والجميلة الشامية شيعية المذهب الاثنان مسلمان دينهما واحد ورسولهما واحد والقرآن كتابهما وصلاتهما واحدة والكعبة قبلتهما.. جلس يوماً أمام التليفاز يستمع الى درس دينى فى قناة سلفية وفوجئ بسؤال للشيخ السلفى الوهابي من مشاهد يسأله: هل يجوز أن يتجوز مسلم سنى من مسلمة شيعية فكانت فتوى الشيخ السلفى...لا.
انزعج الأستاذ الجامعى المصرى وصدمته الفتوى وبعقليته البحثية بدأيدرس الأمر ويقرأ ويبحث وكانت النتيجة أن المسلمين فرقهم الخلاف المذهبى بين شيعة وسنة، فالخلاف لم يكن خلافاً فى العقيدة الدينية بل خلافاً سياسياً على من يتولى الحكم معاوية أم الإمام على رضى الله عنهما، وانقسم المسلمون بين الذين تشيعوا للإمام على بن أبى طالب ونادوا له بالحكم والإمامة والذين تحزبوا وأخذوا صف معاوية، وانقسم المسلمون الي أحزاب متعارضة تحسم الأمر بالسيف، وأريق دم المسلمين وذهبوا فرقاً وأحزاباً وفتاوى بالتكفير وتحول الخلاف السياسى على الحكم الى مذاهب تتقاتل من «1400» عام وحتى الآن، واستغل أعداء الإسلام هذه الفرقة ليزيدوا فى انقسامهم حتى المذهب السنى نفسه، تقاتل فيه المالكيون والأحناف والشافعية والحنابلة ونسوا
أصبح صديقى متحمساً للنموذج التركى الجديد الذى يقوم على أسلمة الحداثة واحترام الديمقراطية وأصبح الرجل سياسياً مهتماً بالسياسة وإنهاء الصراع المذهبى، وقرر ان يبدأ بنفسه على كتاب الله وسنة رسوله من زميلته الشيعية الجميلة وكان السبب رشدى أباظة... تصوروا.