رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المستشار الزند.. والتوريث

صديقي المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، وبحكم علاقتي الشخصية به والتي تمتد لسنوات طويلة اعرف عنه انه رجل اصيل وله افكار اصلاحية، دخل إلي ساحة القضاء بحكم تفوقه في دراسته وكفاءته العلمية ولم يكن والده قاضيا ولا مستشاراً ولو تم تطبيق هذا الوضع عليه ما كان عين وكيلا للنيابة، ولكن كفاءته العلمية وتفوقه في دراسة القانون كانت سلاحه الوحيد، فهذه الوظيفة الحساسة تتطلب تفوقا وليست مكانا للناجحين بشق الانفس.

صديقي المستشار استفز كل المصريين لأنه لا يزال يعتنق نظرية التوريث التي سببت كل مشاكل مصر وأوجاعها وضياعها بسبب صعود الفاشلين والخائبين واصحاب الوساطات والاستثناءات إلي وظائف لا يستحقونها فكانت سبب كل البلاوي التي حدثت لمصر.

لم أكن اعرف ان تصريحات المستشار الزند تستفز كل الناس إلا عندما حضرت ندوة كبري للمؤرخ الكبير والمفكر العربي الدكتور محمود إسماعيل عندما فجر قضية توريث ابناء القضاة في تعيينات النيابة العامة وهم الحاصلون علي درجة مقبول بالعافية والتحاقهم بالنيابة بحجة أنهم ابناء قضاة علي حساب الكفاءات الحاصلين علي درجة جيد وجيد جدا فضجت مدرجات كلية الاداب بالتصفيق الحاد تأييدا لما يقوله استاذ تاريخ كبير في قامة وحجم د. محمود إسماعيل علي المستويين العربي والدولي.

ان هذه القضية الخطيرة اصبحت محل اهتمام كل المصريين وغضبهم بسبب تصريحات المستشار الزند بان ابن القاضي الحاصل علي تقدير مقبول يساوي زميله الحاصل علي تقدير جيد لأنه تربي في بيئة قضائية.

هل هذا معقول يا سيادة المستشار؟! المفروض ان ابن القاضي والذي تربي في بيئة قضائية ان يكون متفوقا في دراسة القانون، بل اين ضمير القاضي الذي يحكم بين الناس بالعدل ان يرضي ان يحصل ابنه علي وظيفة لا يستحقها ويغتصب حق زميله المتفوق، هل هذا هو العدل وهل هذا هو ضمير القاضي؟! وانت تعلم ان الظلم ومشروع التوريث دفع ملايين المصريين إلي الخروج في الشوارع والميادين في مدن مصر لاسقاط نظام فاسد وظالم، وانت تعلم ماذا حدث في قضية طنطا الشهيرة بين وكيل النيابة والمحامي الحاصل علي جيد جدا وشعوره بالظلم لعدم تعيينه رغم تفوقه وكانت فضيحة علي رؤوس الاشهاد نقلتها وكالات الأنباء العالمية والفضائيات إلي العالم اجمع.

يا سيادة المستشار وانت الجالس علي كرسي المستشار العظيم يحيي الرفاعي والمستشار زكريا عبدالعزيز وكم ناضلا من اجل الديمقراطية والعدالة واحترام القانون، فكان نادي القضاة منارة للحرية لكل المصريين.

كفي تصريحات تستفز الشباب وجماهير الشعب فلقد سقط مشروع التوريث إلي

الابد بكل اشكاله حتي لو كان تعيين ابن المستشار في وظيفة ليس كفئا لها في النيابة.

انني اعرفك رجلا واسع الصدر واقترح عليك حلا لمشكلة ابناء القضاة يتمثل في قبول كل من يحصل علي درجة الماجستير أو الدكتوراه في القانون ان يلتحق بالنيابة العامة او الهيئات القضائية ليحل بذلك مشكلة تقدير »مقبول«، ولائحة الدراسات العليا في كليات الحقوق تتيح ذلك.. فلو كان ابن المستشار فالحاً ولكن خانه التوفيق في مرحلة الليسانس فيمكنه اللحاق بالسلك القضائي بدرجة علمية اعلي في القانون.

لقد حزنت أن تخرج علينا بهجوم علي الدكتور حسن نافعة لأن الرجل قال رأيه في مقالته عن قاض يتولي قضية احد رموز النظام السابق وله به معرفة وذلك حرصا منه علي سمعة القضاء المصري وحزنت عندما وصفت رأيه بأنه كلام في الهواء.

يا سيدي الدنيا تغيرت فلا يوجد احد في مصر الآن علي رأسه ريشة وان كنت لا تصدقني اذهب إلي بورتو طرة أو مستشفي شرم الشيخ الدولي لتري وتشاهد هناك رموز النظام الفاسد الذين كان علي رؤوسهم ألف ريشة.

واخيرا يا رئيس نادي القضاة يجب ان تعلم ان القضاة ليسوا ملائكة فهم بشر يخطئون ويصيبون ويحلمون وهو ما استغله النظام السابق ومن حقك ان تدافع عن القضاة وابنائهم بحكم موقعك ولكن كل المصريين يعلمون ان نادي قضاة مصر هو اول من تصدي لظلم النظام السابق ونادي بالتغيير فكان احد اسباب ثورة 25 يناير.

انت رئيس نادي قضاة مصر والمفروض انك المدافع عن هذا الشعب ولست رئيسا لنقابة عمالية تطالب بمطالب فئوية، القضاة فوق رؤوسنا جميعا ولكن لا احد علي رأسه ريشة.