رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لعبة الديمقراطية الرائعة

كان المنظر رائعا.. الوجوه باسمة مستبشرة.. كأننا يوم عيد.. الطوابير أمام اللجان تتحرك في سلاسة، مواطنون ومواطنات ذهبوا بإرادتهم الحرة مصرين علي أداء دورهم السياسي..

لقد أصبح لأصواتهم قيمة واثقين ان إرادتهم ستحترم.. لا يوجد تقفيل للجان وحشو للصناديق بأوراق مزورة، كما كان يحدث في الماضي.. اختفي مخبرو أمن الدولة ورجال الحزب الفاسد داخل اللجان.. المشهد اختلف تماماً.. كان الشعور أنهم بأصواتهم يكتبون تاريخاً جديداً لمصر، وواقعاً جديداً يقول افخر بنفسك أنت مصري فشعب مصر يعيد كتابة التاريخ الديمقراطي، إنه العرس الجديد للديمقراطية عرس غاب منذ 59عاماً، والجميع متفق اتفاقاً ضمنياً علي احترام نتيجة الاستفتاء سواء كان نعم أو لا.

هذه هي مصر الجديدة التي وضعها القدر لتغيير الواقع السياسي في المنطقة كما هي عادتها، فإذا كان الاستبداد يحكم مصر تحولت دول المنطقة إلي دول يحكمها الاستبداد والطغيان، وإذا كانت الديمقراطية هي التي تحكم، تحولت المنطقة إلي دول ديمقراطية، وهذا هو ما نشاهده الآن، فبعد نجاح ثورة 25 يناير من أجل التغيير والعدالة والحرية والديمقراطية، ألهمت الثورة دول المنطقة، بعد أن جاءت رائحة الياسمين من ثورة تونس إلي مصر، وبعد نجاح ثورة مصر بساعات وأيام قليلة انتقل التغيير إلي المنطقة، ثارت ليبيا وخرج شعبها المسالم ليعلن الثورة علي الطاغية، وثار شباب اليمن والبحرين وأخيراً سوريا، كانت شعارات الثورة المصرية هي شعارات هذه الشعوب »سلمية.. سلمية« و»حرية وكرامة إنسانية« شعوب تريد إسقاط النظام.

من يرد أن يعرف عظمة شعب مصر ورقيه كان ولابد أن يري الإقبال غير المسبوق علي صناديق الاستفتاء، حتي الذين حاولوا أن يخلطوا الدين بالسياسة من خلال المنشورات التي كانت توزع خارج اللجان وتطالب الناخبين بأن يصوتوا بنعم ويقولوا إن التصويت بنعم واجب شرعي، خالفهم الصواب.

أثارت هذه المنشورات واللافتات استهجان الذين ذهبوا ليقولوا بإرادتهم »نعم«، وسخرية الذين ذهبوا ليقولوا »لا« نرفض خلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين من أجل مكسب دنيوي لأننا بطبيعتنا متدينون.. لقد خسر الذين كتبوا هذه المنشورات فلا يجب علي الإطلاق أن يكون الدين مطية من أجل مصلحة سياسية ومكسباً دنيوياً لأنه أعظم وأجل

من هذا بكثير.. لابد أن يعلموا أن وعي المصريين تشكل من جديد، واحترام لجميع الفصائل السياسية والتيارات واجب وطني ودعم للديمقراطية التي غابت عنا منذ 59 عاماً.. إننا نعبر إلي الديمقراطية التي ضحي الشعب من أجلها ومازالت دماء شهدائه لم تجف، فكما رفض الشعب ديكتاتورية الحزب الواحد سيرفض أيضاً أي ديكتاتورية تطل عليه حتي لو كانت باسم الدين وإقحامه في عالم السياسة، الشعب يريد أن تنشط الأحزاب القائمة، خاصة الأحزاب التاريخية صاحبة التاريخ الوطني الطويل وأن تنزل إلي الشارع في كل مدينة وقرية.. الجماهير ترحب بشدة بأحزاب جديدة، إلي جانب الأحزاب القديمة لتضخ الدماء في شرايين الحياة السياسية.. نريد أن نري الملعب الديمقراطي الجديد واللعبة الديمقراطية من أجل أن نصل إلي صفوف الدول المتقدمة وكانت البداية روعة الإقبال علي الاستفتاء وستكون اللعبة الديمقراطية أكثر روعة وإثارة في الانتخابات البرلمانية، عندما يذهب الناخب لاختيار الحزب الذي يريده ويحاسبه في الانتخابات التي تليها.. سنري روعة اللعبة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة عندما يختار الشعب رئيسه اختياراً حقيقياً بين عدد من المرشحين الأكفاء، سيكون الملعب الديمقراطي أكثر روعة وجمالاً من ملاعب كرة القدم وإثارتها، سينتقل الحديث عمن سيكون بطل الدوري العام إلي من سيكون الرئيس القادم أو من سيكون الحزب الذي سيكسب في ملعب الديمقراطية.. هذا هو التغيير الحقيقي إننا متفائلون بالمستقبل.. مصر الحضارة ستكتب التاريخ من جديد.