عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نبوءة يناير

كانت ليلة باردة من ليالي يناير العام الماضي.. استيقظت علي رنين هاتفي المحمول.. كان المتحدث زميلي في أخبار اليوم الأستاذ/ محمد الشرايدي المتخصص في الشئون العربية.. كان يتحدث من شرم الشيخ.. جاء صوته ممزوجاً بالفرحة قائلاً: مبروك زين العابدين بن علي هرب الثورة التونسية نجحت.. قلت له: عقبالنا.. قال لي تفتكر ممكن تحصل في مصر..

قلت له الأيام حبلي بالأحداث، الاوضاع في مصر وتونس متشابهة في كل شيء.. وانتهت المكالمة بعد أن هنأنا بعضنا بنجاح ثورة تونس وكانت هي الثورة الملهمة للربيع العربي.. وجلست إلي مكتبي أحلل الاوضاع في البلدين وكتبت مقالي الاسبوعي في جريدة الوفد والذي تم نشره في يوم 24 يناير.. ولأنني زرت تونس مرتين في مهام صحفية كلفني بها الأستاذ/ ابراهيم سعدة رئيس تحرير أخبار اليوم مرة في عهد الرئيس الحبيب بورقيبه ومرة ثانية في عهد الرئيس الهارب زين العابدين أوضحت في مقالي الأسبوعي الذي نشرته الوفد قبل الثورة بيوم واحد أن البلدين ظروفهما متشابهة تماماً حكماً مستبداً فاسداً.. أسرة تحتكر كل شيء الرئيس وزوجته وأولاده وأصهاره.. برلمان مزور يؤيد ويوافق ويصفق وحزب واحد في كلا البلدين يحتكر كل المناصب لا فرق بين الحزب الوطني الفاسد مصر وحزب الاتحاد الدستوري الفاسدة في تونس.. شباب يعاني من الفقر في والبطالة وضياع الكرامة ومعتقلون يملأون السجون وقبضة أمنية قاسية تحكم كل شيء لصالح النظام الفاسد في كل من البلدين وأنه هناك ارتباط وثيق بين مصر وتونس التي أعطت لمصر الشاعر الكبير بيرم التونسي والشيخ الخضر حسين شيخ الازهر في منتصف الخمسينيات ومن قبلهما العالم الاسلامي والمفكر الكبير ومؤسس علم الاجتماع عبدالرحمن بن خلدون قاضي المذهب المالكي بمصر، والمدفون بالقاهرة أيام السلطان الناصر قلاوون.. وذكرت ان رائحة الياسمين التي اندلعت واجتاحت رائحتها تونس وقضت علي نظام بن علي ستصل حتماً علي مصر.. ولن يستطيع الحاكم والنظام منع وصولها إلينا والثورة قادمة قادمة كان الامر تنبأ بالثورة.. وبالفعل كانت مخاطرة من الصديق العزيز/ وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الوفد الذي نشر فوراً يوم 24 يناير في ظل الظروف الصعبة وارهاصات

الثورة واستعداد النظام القائم علي قمع كل من يفكر في القيام بثورة مثلما في تونس وبالفعل تم نشر المقال المغامرة.. يومها التقيت باصدقائي الدكتور/ حسين البدراوي استاذ الجيوفيزياء بكلية العلوم بجامعة كفر الشيخ، والأستاذ/ حسن عامر المحامي واتهموني بالجنون بعد أن قرأوا هذا المقال وقال لي الدكتور البدراوي وهو من جيل الاتحادات الطلابية في منتصف السبيعينيات ما هذا الذي كتبت هذا الشعب قد مات وشباب هذه الايام شباب الانترنت «سيس» ولا يمكن أبداً ان تقوم ثورة في مصر فالخنوع والخوف هو سيد الموقف.. وفي اليوم التالي اندلعت الثورة قام بها هذا الشباب الذي استخدم الانترنت في إشعالها ونزلنا انا وزميلي الدكتور حسين البدراوي وحسن عامر الي قلب المظاهرات نهتف من اعمال قلوبنا بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة ورحيل النظام السابق لم نخف الأمن ولا الرصاص المطاطي أو الحي ولا القنابل المسيلة للدموع ولا هراوات الأمن المركزي.
شعرنا أن مصر استيقظت من جديد وجاء الطوفان لينهي حقبة كبيرة من الفساد هبطت بمصر إلي الحضيض كانت ثورة الشباب التي أيدها الشعب وأعادت الي المصريين كرامتهم وقررنا ألا نعود الي بيوتنا إلا بعد سقوط مبارك ورحيله.. ويوم الجمعة 11 فبراير وأنا في وسط المظاهرات جاءني صوت زميلي محمد الشرايدي علي المحمول وهو يهتف مبروك رحل مبارك كما رحل بن علي قلت له: منذ شهر قلت لك مصر ستلحق بتونس وحدث ونجحت الثور.