شهداء الحدود .. وحقوقنا المدفونة
دماء الشهداء المصريين علي أيدي جبناء الصهاينة لم تجف بعد.. دماؤهم اختلطت بحبات رمال سيناء الطاهرة.. الصهاينة ضربوهم داخل حدودنا. يزعمون أن من قتل سفاحيهم خرجوا من حدودنا إلي إيلات..
والحقيقة أن أرض إيلات أيضا هي جزء من حدودنا.. اغتصبوها واحتلوها في عام 1949 وغيروا اسمها من أم الرشراش الي ايلات.. طوفان الغضب يندفع من قلوب المصريين الي كل بقعة من أرض الوطن.. وفصائل الأمة وأحزابها وتياراتها تتوحد علي كوبري جامعة القاهرة محاصرة سفارة العدو الصهيوني. شيوخ.. ورجال.. وشباب.. وسيدات.. وفتيات.. وأطفال جاءوا للانتقام لدماء الشهداء، هتافات تنطلق بصدق مطالبة من القائمين علي شئون البلاد السلاح والبارود وفتح الحدود للثأر.. نعم هتافات من قلوب الثوار.. ولكنها منطقية عندما تؤكد أن الذهاب الي الحدود لن يكون فقط بفتح الصدور.. ولكن بالسلاح والبارود.
أحمد الشحات شاب من بسطاء هذا الوطن عبر وجسد عن طلب المتظاهرين ممثلي الوطن.. تسلق عمارة الوطن وصولا الي سطح سفارة العدو لتطهيرها من الرجس والدنس.. حرر سماء الوطن من علم سفاحي وجزاري البشر.. لم يكن ما فكر فيه أحمد الشحات ببعيد عما يفكر فيه المصريون لأول مرة يسقط العلم من فوق سفارة العدو.. التي حددوا مكانها هنا لتكون تجسيدا وتصديقا لاستراتيجيتهم المنحوتة علي الكنيست نحو إسرائيل الكبري من النيل الي الفرات.. نسمات الهواء العليل تندفع الي رئة عشرات الآلاف من المتظاهرين.. يرفرف علم مصر في عزة وشموخ.. بعدما لوث هواء المحروسة سنوات برفع علم الصهاينة وبعدما كانت تتساقط من علمهم دماء شهداء الحدود.. ودماء أسري 56 و67 ودير ياسين وصابرا وشاتيلا وبحر البقر وأبوزعبل وجنين وغزة والجولان والقدس.. وكل الأراضي المحتلة.. في هذا الوقت يخرج علينا السفاح باراك مستخفا بدماء شهدائنا الطاهرة وبمنتهي البرود يرفض الاعتذار - وكان يتوجب علي مصر ألا تطلبه - ويؤكد فيما بعد بأنه لم ولن يعتذر.. وتخرج التصريحات بشكل يدعو للأسي بأن شيمون بيريز زعيم السفاحين قدم اعتذارا للسفير المصري في تل أبيب.. وكأن أسفهم أواعتذارهم الذي أنكروه فيما بعد هو حق الشهداء.. شيمون بيريز الذى كان العرب يوهمون أنفسهم أنه من الحمائم فى إسرائيل.. وليس من صقورها أمثال شامير وبيجين ونتنياهو وشارون.. وليس خفياً عن أحد أن بيريز هو مهندس المفاعل النووى الإسرائيلى والأب الروحى له.. وهو أحد جزارى إسرائيل فى جميع حربها مع العرب وجزار مذبحة قانا.. ومهندس عملية الإبادة المعروفة بعناقيد الغضب عام 1996.. ويتواصل الاستخفاف الصهيونى بالمطالب المصرية والمشاعر الوطنية حتى تنحدر إلى الدرك الأسفل من الاستخفاف واللامبالاة.. وحتى يفرغ بيريز الصهيونى الغضب العالمى والانتقادات الدولية من مضمونها يتخذ من مصطفى الكونى، نائب السفير المصرى بتل أبيب، أداة لإرسال رسالة للدنيا ومن بينها مصر والغاضبون، وكأنه يخرج لنا
adbelalemd@yahoo.com