رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«انهيار دولة التمويل»

اعلم أن طريق محاربة الفساد ليس طريقاً مفروشاً بالورد أو تظن أن الناس سيصطفون على جانبي الطريق يصفقون لك.. بل هو طريق ملىء بالأشواك ... وستصطف كلابهم علي جانبى الطريق لتنهش فيك.. وستطلق شياطين الإنس ذئابها وأبواقها لتسوق الباطل وتدفن الحقائق.. ولكن في سنة ما في شهر ما في يوم ما في لحظة ما يتدخل الله خالق السموات والأرض والعالم بالنوايا والقلوب ليضىء بنوره الأرض فتسطع الحقيقة بنور ربها....

يوم دخلت قضية استيلاء الوزراء والمحافظين ولواءات كبار بالاستيلاء على أراضي مطوبس وفوه وكفر الشيخ وتجفيف بحيرة البرلس وجدت حرباً شديدة من ذيول لصوص الأراضي ووجدت حرباً أشد من النواب الذين كانوا ضالعين في هذا الأمر.. ويوم خضت قضايا الفساد في البرلمان حتي إنني وصفت يوماً أن البرلمان متواطئ مع الحكومة في الفساد علي الفور تمت إحالتي الي لجنة القيم... ويوم تقدمت باستجواب جريمة وفضيحة تصدير الغاز الي إسرائيل عن طريق إنشاء شركة شرق المتوسط لصاحبها حسين سالم قبل التعاقد بشهرين في اجتماع مجلس الوزراء برئاسة المرحوم الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء وإبلاغ رئيس الوزراء بخطاب منه لحسين سالم بالموافقة.. فوجئت بالدنيا كلها تقول انك تدخل عش الدبابير فالوثائق التي ذكرتها لم تكن تعلن بكاملها ويوماً بعد يوم فوجئت بحرب إعلامية علي لم أتوقعها.. ومنذ عام 2005 كانت لنا قضية في البرلمان وهي قضية التمويل الأجنبي المشبوه وهنا أؤكد مخطط التمويل الأجنبي لاختراق الأحزاب المصرية بحيث يتم تعاطي الفرصة للدول الممولة أن تتخذ من هذه الأحزاب قواعد سياسية لها وراي النظام في ذلك الوقت أنه لا يستطيع الوقوف في وجه أمريكا والاتحاد الأوروبي فتنبه بفكره العقيم إلي أنه أيضاً يمكنه الاستفادة من ذلك بأنه فرصة لتشويه هذه الأحزاب وإنه لن يمانع في مد حبل المشنقة للأحزاب حتي تخنق نفسها بنفسها... وعندما حاول البعض اختراق الوفد فماكان من الوفد إلا أن وجه ضربة قاضية لهم وقام بطردهم ولفظهم وشلحهم.. علي يد المرحوم الدكتور نعمان جمعة رئيس الوفد رحمه الله في 2005 .. وفي فترة ما حاولوا أن يعودوا في ثياب التائبين العابدين وما هي إلا أيام وعادوا الي مخططهم فوضع الوفديون خطة التخلص منهم وتوالت ضربات الإجهاض لهم حتي تم اجهاضهم الواحد تلو الآخر.. خاصة بعد أن أطلقوا علي أنفسهم أوصافاً وألقاباً فمنهم من أطلق علي نفسه جنرال التمويل الأمريكي المكلف باختراق الأحزاب المصرية حتي أنه في أحد التحقيقات التي أجريت معه يقول إنه استعان في جمعيته بأعضاء من حزبه وأحزاب أخري.. علماً بأنه يعلم تماماً أن قانون الجمعيات وقانون الأحزاب يجرمان هذا بل إن الأمم المتحدة تجرم هذا علي أحزاب العالم كما تجرمة الولايات المتحدة الأمريكية علي أحزابها... ولكن إثارة هذه القضية والتصدي لها كشف لنا أن التمويل الأجنبي يمثل دولة داخل الدولة.. دولة

لها تمويلها ولها قيادتها ولها قواعدها ولها إعلامها ومواقعها الإخبارية ولها ظهير خارجي ضخم.. وذلك لإنشاء قواعد سياسية وحزبية داخل ارض الوطن.. دولة التمويل الأجنبي أخطر علي مصر من كل الأخطار وربما يكون أكبر دليل علي ذلك خضوع سلطات الدولة جميعا للأوامر الأمريكية بخروج هؤلاء المتهمين معززين مكرمين علي طائرة المخابرات الأمريكية في 2012، الأمر الذي دعاني الي التقدم باستجواب حول هذه الفضيحة والجريمة المكتملة الأركان.. المهم أكرمني الله سبحانه وتعالي علي مواصلة إصراري في التصدي لهذا الأمر واحالة جنرالهم الي التحقيق فوقع مغشياً عليه معترفاً علي زملائه وأصدقائه من جنرالات التمويل المشبوه.. ولم ينس أن يهدد بهدم المعبد علي من فيه حتي ولو كان هذا المعبد الذي اتخذ منه سنوات غطاء أمام السفارات لجلب الدولارات واليورو ضارباً بتاريخ ونضال وكفاح هذا المعبد عرض الحائط.. ولكن سجدت لله حمداً وشكراً عندما كُشف كل عناصر الجناح التمويلى المشبوه من جيله ومن غير جيله.. إن دولة التمويل الأجنبي في مصر خاصة التي تريد اختراق الأحزاب المصرية تتطلب سرعة تدخل الدولة ضد هؤلاء لاعقي بلاط السفارات وأن تقوم الأحزاب بلفظهم وطردهم وشلحهم كما فعل الوفد العريق الذي ظل نظيفاً طاهراً منذ ولادته من رحم النضال في 1918 حتي تاريخه وساعته كما علي اجيال الوفد الشابة والواعدة أن تحافظ علي هذا الأمر فهو أمانة ومسئولية وسيأتي اليوم الذي يعرف شباب الوفد أننا خضنا من أجلهم قضية هامة وهي أن يتسلموا الحزب كما كان طاهراً ونظيفاً من جنرالات ومرتزقة التمويل.. شكراً لرجال الوفد وشيوخه وشبابه وسيداته وفتياته وأشباله الذين انتفضوا وتصدوا للمخطط السرطاني ورحم الله الدكتور نعمان جمعة الذي قام ببترهم ودفع الثمن غالياً عقاباً له علي هذا الموقف.. وأشهد الله ثم أسجل للتاريخ أن أكثر من وقف وصمد معنا لتطهير الحزب من مافيا التمويل الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب.