في حب دسوق وفوه ومطوبس
وكأن التاريخ والجغرافيا اجتمعا علي وحدتهم... هكذا يسطر التاريخ لنا... وهكذا ترسم الجغرافيا لنا... قصة آخر نقطة في رحلة النيل الطويلة التي بدأت من منابع الحبشة لتستمر منذ الخليقة حتي قيام الساعة بإذن الله الواحد الاحد... لا ينقطع بينهم ود ولا حب ولا صلة رحم...
وكأن الله أراد توحدهم مع بلوغ النيل آخر نقطة في رحلته من منبعه في الحبشة... فقد حمل النيل لهم كل الثقافات والحضارات لدول حوض النيل مهما اختلفت... وحمل لهم الخير ولم يفرق بينهم في العطاء... فذاب الكل في روح واحدة... ولأن النيل بهدوئه لا يعرف الا العطاء والخير... ولا يحمل الا سلاما وأمنا... فتعانق هناك النيل الوديع مع البحر الابيض المتوسط رغم غضب أمواجه وتقلب مزاجه الا انهما عاشا متعانقين متحابين... وكلما هاج البحر مزمجرا غاضبا بادره النيل من عطائه العذب ليعود له الهدوء والسكينة... وامتزجت ملوحة البحر مع عذوبة النيل وحلاوته... فكانت روعة خلق الله تجمع بين صلابة وخشونة وبين ثقافة وعذوبة في خلق الله الخلق هنا وروعة الخلق هنا تعني كل البشر في دسوق وفوه ومطوبس... فكما كانت دسوق ملتقي المناصلين والثائرين من رفاق عرابي مثل عبدالله النديم وغيره... كانت مطوبس مهد ومسقط رأس سعد زغلول... وكانت دسوق محط تعليمه الازهري في مسجد العارف بالله الشيخ ابراهيم الدسوقي... تتوسطهما فوه العريقة عاصمة مصر في عهد إحدي الاسر الفرعونية قبل الميلاد وكانت مقراً لقناصل الدول كما يحكي لنا التاريخ في كتاب ألفه الدكتور خالد عزب... ابن مطوبس... لم يفصل يبنهم الزمن يوما... وكما وحد النيل مشربهم... والجغرافيا مكانهم... والتاريخ اصلهم وحد النسب صلة رحمهما فمنهم الخال والعم وبنت الخال وابن العم... وكما قدم النيل عذوبة مياهه فكانت أشهر مصانع للحلوي في مصر تجدها فيهم... وكما قدم البحر ملوحة مياهه تجد أيضا لحوما طرية مما تشتهون فكانت هناك اشهر صناعة للملوحة والفسيخ والسردين.
وكان علماء مصر ونجومها وعلي رأسهم داعية عصره وزمانه فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي يذهبون ليتذوقوا فسيخ خميس في فوه... وتجد نور الشريف في محلات الصعيدي والصردي في دسوق... أما في إسكندرية فحدث ولا حرج عن أكشاك هريسة خير الدين والبنا بمطوبس... هنا تعرف معني الحرية الممزوجة بسمو الاخلاق... وهنا تعرف الانتماء الايدلوجي والفكري الذي يحترم ثقافة الاختلاف وتعدد الرؤي... هنا يعرف الناس قيمة الوطن الاصغر قريتهم مدينتهم محافظتهم لكنهم يعلون بمصلحة الوطن الاكبر... ومهما تعددت الاحزاب والرؤي فالمصلحة الوطنية أكبر من المصلحة الحزبية... ورغم ان الزمان لم يفصل بينهم... الا أن القساة والغلاظ من واضعي قانون تقسيم الدوائر فصلوا بينهم... ولكن هيهات يا ترزية الباطل والفرقة أن تنجوا من مخططكم أبدا... فمهما فعلتم لن تستطيعوا الفرقة ابدا... فيوما كنت نائبا عن فوه ومطوبس تعلمت منهما كيف يكون النائب نائباً عن الامة... ويوما شرفت بأن أكون مرشحاً عن دسوق وفوه ومطوبس فكان هذا تاجا علي رأسي ووساما علي صدري... يومها خرجت دسوق من اقصاها الي أقصاها حضرا وريفا لتقول كلمتها قوية... وتبعث برسالتها ان دسوق لا يضيع حق علي أرضها... ومن قال كلمة حق يوما دفاعا عن الامة سيجني ثمارها علي أرض دسوق... هنا علي ارض دسوق ومن رجال دسوق وسيداتها سبابها وفتياتها حتي أشبالها لا تمنح شهادتها الا لمن وقفوا أمام الطغاة... نعم
ترزية الجهل
يا حضرات الاغبياء يا ورثة ترقيع القوانين ان مواد قانونكم دليل علي تجمع غباء العالم في رؤوسكم فهو ينزع نيابة الامة من النائب ويجعله متقوقعا فيما يطلق عليه النائب الخدمي أو النائب الخاضع الذليل للسيد الوزير والسيد الغفير... سحقا لكم ولجهلكم.