رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الجنزوري».. والطريق المظلم

اليوم أجد العجب من إنسان أقدره وأحترمه وهو مساعي «الجنزوري» لعودة حزب أضاع البلاد والعباد.

كان مشهداً عجيباً لا يمكن لأي معني بالعمل العام ولا الرأي العام كله أن يمحو هذا المشهد من ذاكرته.. رئيس وزراء مصر القوي في ذاك الوقت الذي لا يستخدم كثيراً ولا يردد دائماً عبارة (بناء علي توجيهات السيد الرئيس) كما اعتدنا من المسئولين التي كان يطلقها كل مسئول مع كل صباح وكل مساء مع الشروق والغروب.. ومن هنا احترم الشعب «الجنزوري» وقدر احترامه لمنصب وموقع رئيس الوزراء.. وحيث ان احترام المسئول في بلدنا له حدود تماماً مثلما أن النجاح والحب لهما سقف وغير مسموح بتجاوز الحدود.. وحيث ان هناك انفصالا كاملا بين الشعب ومجلس الشعب في ذاك الوقت.. فـ«الجنزوري» يرفض تمييز أعضاء الوطني.. ويري فيهم مجموعة من أصحاب المصالح.. تأتمر بأمر من بيده قرار ترشيحهم تحت راية الحزب الوطني وما ادراك وما ترشيح الوطني فكل الدنيا المحليات بكل فروعها تنفيذي وشعبي ومن أجهزة الأمن بكل فروعها سياسي وجنائي حتي المطافئ كله تحت أمر وإذن فخامة النائب المضمون والمرشح المدعوم... فقد صدرت التعليمات إليه ومن غيره يستطيع تنفيذ التوجيهات ومن غيره الذي يضم بين أركان قاعاته المزورين والبلطجية وأرباب السوابق ولصوص الأراضي ومهربي أموال البلاد إلي خارج حدود الوطن... انه البرلمان الذي لابد أن يقوم بدوره في تلقين «الجنزوري» درساً لا ينساه.. وقد كان.. جاء الرجل ليلقي بيانه المعتاد له ولرؤساء الوزراء من قبله وما إن بدأ بيانه إلا وفوجئ بسفهاء يطلق عليهم ظلماً وعدواناً نوابا من حزب يدعي حزب الأغلبية... لم تخل عباراتهم من ألفاظ يعف الكاتب عن تسطيرها ويتأذي القارئ من قراءتها.. ويفر المستمع من سوقيتها.. واستمر التطاول وتشويش السفهاء بأمر وتوجيه من بيده قرار خرسهم ان أراد ولكن كيف يكون له القرار وهو مجرد عبد المأمور حتي وان كان المأمور كبير البلاد وحاكمها وحتي وان كان العبد زعيماً للأغلبية حينها رحمه الله.. لم يستطع «الجنزوري» مواصلة بيانه بفعل السفهاء.. وهنا ذاع صيت المؤامرة... وصال وجال الكاتب إبراهيم سعدة علي صفحات «أخبار اليوم» وكشف أسرار المؤامرة علي «الجنزوري»- من الحزب الوطني.. ورغم ذلك لم يكتفوا حتي نجحوا في إخراجه بشكل مهين

من السلطة فلم يمكنوه من تقديم استقالته بل طالبوا بإرسالها مع مندوب من مجلس الوزراء... فهو غير مرغوب في لقائه حتي وهو يقدم استقالته وخرج ليأتي من خلفه لا يوجه له كلمة شكر واحدة كما اعتاد الآخرون أو يزوره في بيته جبراً للخواطر... ولكن قصدوا وتعمدوا إعلان قيام عاطف عبيد بتوجيه الشكر لماهر أباظة وسليمان متولي وزيارتهما وشكرهما وكأنها رسالة موجهة لـ«الجنزوري»... لم يكتفوا بذلك بل حاصروه وحددوا إقامته وأوعزوا لأبواقهم أطرحوه أرضاً وشوهوه ما طاب لكم... وقد كان واستمر طويلاً حتي سمحوا له بحضور عزاء الأصدقاء والمعارف ولكن ظل الرجل مكرما من عموم الشعب حتي وان حددوا إقامته.. ثم تنقلب الدنيا رأساً علي عقب ويذهب كل من وقف ضده إلي منتزة طره ليخرج هو إلي رئاسة مجلس الوزراء من جديد مختاراً من المجلس العسكري... وتعود الأيام ليقف في البرلمان الأخير مردداً اني قد ظلمت كثيراً... وحيث ان «الجنزوري» قد ظلم وقد حددت إقامته بشكل غير رسمي وتآمروا عليه كما قال إبراهيم سعدة.. ولكن اليوم أجد العجب من إنسان أقدره وأحترمه وهو تكرار مساعي «الجنزوري» لعودة حزب أضاع البلاد والعباد.. فهم لم يتآمروا فقط علي «الجنزوري» بقدر ما تآمروا علي الوطن.. ان المجلدات لا تكفي تسطير مؤامرات حزب أطاح به الشعب ولفظه القضاء وأحرق صرحه الثوار لا يمكن أبداً أن يعود... حتي وان عاود الحنين «الجنزوري» لمن تآمروا عليه... يا دكتور انه طريق مظلم... احترس منه ومن عودتهم.