وقفة مع الدم
«إنهم حبات العيون وفلذات الأكباد» عبارة وردت فى مقال عملاق الصحافة المصرية الراحل أستاذنا «مصطفى شردى» كان ذلك فى الثمانينات.. عندما فجع الشعب المصرى من دماء المصريين ما بين الجماعات فى ذاك الوقت وبين الشرطة، والتى تحولت حينها إلى معارك ثأرية..
نتيجة لسياسة وزير الداخلية زكى بدر فى ذاك الوقت.. حينها أطلق عليها «الضرب فى سويداء القلب» وبدأ بالمتحدث الإعلامى للجماعات وهو علاء محيى الدين ثم أعقبه عضو آخر فى شارع الجلاء.. ومن هنا انطلقت المعارك الثأرية وكانت نتيجتها زيادة من الدماء.. واعتقد أن أى عاقل لا يقبل أبدًا أن ترجع مصر إلى تلك الأيام الصعبة من تاريخ مصر.. واعتقد أيضا ألا يقبل عاقل أو مؤمن بحرمة الدماء أيًا كانت هذه الدماء أن يستمر هذا الشحن المتبادل ضد أبناء الوطن أيا كان انتماؤهم.. واعتقد أنه لا يعقل فى حكومة جاءت فى أعقاب موجتين ثوريتين ألا تبدأ فورًا فى تشكيل لجنة تحقيق عليا فى كل واقعة على حدة وتحديد المسئول عن إراقة الدماء أو التمويل أو التحريض سواء كانوا من الأحزاب أو الأفراد أو مؤسسات الدولة.. وهذا بالطبع لن يوقف الإجراءات القضائية عن تطبيق القانون.. لأن هذه اللجنة ستكون أقرب إلى لجان تقصى الحقائق أو التحقيق السياسى، وكثيرًا ما يتم هذا فى بلاد العالم.. لا يمكن أن يقبل إنسان مهما بلغت شروره أن يرفض إعلان الحقائق الكاملة فى أحداث شهداء ثورة 25 يناير، أو موقعة الجمل، أو أحداث ماسبيرو، أو محمد محمود 1 و2، أو مجلس الوزراء، أو الاتحادية، أو المقطم، أو الحرس الجمهورى، أو المنصة، أو المنصورة، أو فض رابعة والنهضة، أو كرداسة، أو أسوان، أو محاولة اغتيال وزير الداخلية، أو أبوزعبل، أو حرق