رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بين يدى الله

من أسعد لحظات حياتى فى الفترة الأخيرة تلك الساعات التى أقضيها فى ميدان التحرير مع الثوار. أتكلم معهم فى الماضى والحاضر والمستقبل. وفى كل مرة أزور فيها ميدان التحرير يمثل أمام عينى يوم 11 فبراير 2011.

 

عندما سمعنا خطاب التنحى للرئيس المخلوع حسنى مبارك على لسان نائبه عمر سليمان، لن أنسى أبدا ذلك اليوم، كانت الفرحة التى تشع من عيون كل رجل وامرأة وطفل شيئا جميلا حقا.. لقد عاد إليهم وطنهم بعد سنوات بأكملها من الفساد والظلم والطغيان.

لا يستطيع أحد أن يقدر هذه الفرحة وأثرها على النفس مثل طفل صغير كان تائها ثم عاد إلى أمه ..  التى بدونها لا يكون..

ونحن فى مصر شعب عمره سبعة آلاف سنة قدم للعالم حضارة أهم مقوماتها حب الأم مصر والالتصاق بها.. ولذلك لم تكن الفرحة التى رأيتها على وجوه الناس فرحة الإنسان بخير أو مكسب يناله فقط .. كانت فى الواقع أكثر من هذا بكثير وأبعد أثراً.. كانت فرحة يأس طويل تحول فجأة إلى أمل.. فقد جمد هؤلاء الناس لثلاثين عاما كاملة ماتت خلالها أجيال وولدت أجيال.. وتساءل المصريين عبر الزمن متى العودة ؟!.

ولكن السؤال ظل بلا إجابة ولو حتى على الأفق القريب.. حتى جاءت ثورة  25 يناير  التى لم تكن مجرد ثورة عادية بل عودة للوطن الأم.. بل إلى الذات نفسها.. وثورة 25 يناير شكلت وجدان جديد من صنعها.. 

 فى ذلك اليوم 25 يناير 2011 الذى

ظل قريبا من قلبى كل القرب لن أنسى أبدا هذا المنظر الذى هز كيانى هزا..

السيارة متجهة إلى مبنى المجمع.. وفجأة يعترض الطريق أحد الشباب ويشير إليها بالتوقف.. كان شابا رياضى الجسد، طويل القامة حاد النظرات رغم صغر سنه.. لم يتوقف السائق.. ولم يتراجع الشاب عن موقفه.. وفى ومضة عين كادت تدهسه السيارة وعشرات من الثوار الذين استطعوا ايقافها وتحطيمها بعد ذلك.

لم يستغرق كل هذا أكثر من لحظة زمن.. ولكن وراء هذه اللحظة كانت تكمن أيام وأعوام من الظلم والفساد والقمع.. ورغم قصر هذه اللحطة نفسها فقد كانت كل شيئ بالنسبة لهذا الشاب.. فقد امتد عمره ليرى بعينيه وطنه وقد عاد إليه.. ربما لما يعيش به طويلا لكنه سيدفن فى ترابه.. من هنا كان الإحساس بالطمأنينة والأمان والسلام.. مما جعله يسجد لله امتنانا لأنه أحياه من جديد.. وأعاد إليه أمه يرتمى فى أحضانها مرة أخرى..

يا مصرى.. لا تخف فمصر دائماً بين يدى الله.

facebook.com/Mohamed.Abbas