رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اجعلوها «ثورة حتى النصر»

الحرية.. العدالة الاجتماعية.. الشجاعة.. الكرامة.. معان غابت عن حياتنا، وعن صحفنا وكتابنا وأفلامنا وأغانينا لسنوات طويلة.. عاشت مصر وشبابها فى واقع يائس وغلاء طاحن وذمم فاسدة، وفن هابط، ومستقبل مظلم.. وكان علينا أن نرضى بكل ذلك، وأى كلام عن تغيير الواقع مرفوض من أساسه.

فى هذا الظلام الحالك الذى تفجر بالكبت والطموحات معا، كان لابد من ميلاد مواطن مصرى جديد.. كان لابد من ميلاد مصر أخرى.. وكان لابد من تفجر روح غير الروح الوادعة الخانعة الخاضعة التى استنامت للقمع، واعتادت السلبية وارتضت التصالح مع الظلم.

أصبحنا فى حاجة ماسة إلى مثل جديدة.. إلى بطولات.. إلى نبرة أخري فيها تحد.. وفيها قوة.. نحن فى حاجة إلى حياة جديدة إلى مستوى معيشة مختلف، ومعاملة مختلفة, وأخلاق جديدة.

نحن فى حاجة إلى عبد الناصر جديد يعيد للشعب روح العزة والكرامة والقيادة، وإلى سادات جديد يعيد الشجاعة والبطولة والنصر..  وشعراوى جديد يحيى الضمائر الميتة.. ومحمد على جديد يبنى مصر المستقبل.

إن ثورة «مصر أولاً» كما أحب أن أطلق عليها جعلت شعب مصر ينتفض ويعود للحياة من جديد، شاهدنا فيها نموذجا فريدا للشجاعة والصمود والوحدة..  رأينا شعبا من مليون مواطن يدافع عن حق 80 مليون مصرى.

هؤلاء يا سادة هم رجال مصر.. إنها نماذج للبطولة حية ناطقة على صفحات الأخبار.. والتحدى الأسطورى للمواطن المصرى أصبح حقيقة يراها العالم على شاشات التليفزيون كل يوم.. وما اعتدى أحد على مصرى إلا رأيناه يدفع الثمن غاليا.

وأرجو أن تراجع الحكومة نفسها ومعها المجلس العسكرى مرتين قبل الطوفان، فالثورة التى قامت فى 25 يناير، عادت بقوة، ومازال فى الإمكان أبدع مما كان، وليتذكر الجميع أن ثورة الشعب لم تنتهى بعد والأهداف واضحة المعالم بين شعب قام بالثورة، ومجلس عسكرى وحكومة جرى تكليفهما بإدارة هذه الثورة لتحقيق إرادة الشعب، وليس من حق أحد الآن أن يتباطأ فى تنفيذ هذه الإرادة، أو يعتقد أن إرادة نشأت أعلى وأقوى من إرادة الشعب، أو أن هناك شرعية لأحد يمكن أن تتجاوز شرعية الشعب وعلى الجميع أن ينصاع لهذه الإرادة.
هم الآن فى الميدان، يوثقون عقد ملكية الوطن الذى امتلكوه بالدم، وبالشجاعة وبكسر حاجز الخوف، بينما كان غيرهم حتى أولئك الذين يديرون شئونهم، يتفرجون كالغرباء، ويشاركون فى كل ما جرى من فساد وإفساد وإهانة لكرامتهم حتى لو بالصمت.

حان وقت الفهم يا سادة.. إنها ليست انتفاضة عابرة كما يدعى البعض أو حتى تحريض منى لو قلت لهم اجعلوها «ثورة حتى النصر»!.