عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قراءة فى كف مصر

الأحداث السريعة المتلاحقة التى جرت فى خلال الشهور الماضية تغرينا بقراءة الكف..

أقصد كف مصر.. والنظر فى مستقبلها.. فأشياء كثيرة انتهت وحدثت، وأشياء أخرى

بسبيلها إلى الحدوث.. وأشياء ثالثة فى طريقها إلى التحول.. وأشياء أخرى تولد.. وأشياء تموت.

الحزب الحاكم انتهى وكانت آخر محاولاته هى الفتنة الطائفية لإمبابة فى كنيسة مارمينا.. ومحاولة ذيوله الفاشلة لإختراق مؤتمر الوفاق الوطنى.. وما فعلته الفلول من قبل بدفع البلطجية لميدان التحرير فى موقعة الجمل.

وكان الفشل هو العامل المشترك الذى أصاب كل هذه المحاولات، وأكد انتهاء عصر الحزب الحاكم.

ثم رأينا موجة من الغزو الثقافى والفكرى تغرق مصر فى حروب الإسلاميين والعلمانيين وفزاعة السلفيين.. ثم كان انحسارها وأخيرا انشغالها مؤقتا فى داخل الأحزاب الجديدة.

ورأينا اللقاء بين الفكر الليبرالى والتيار الإسلامى فى تحالف الوفد والإخوان المسلمين يفرز زعامات سياسية جديدة تقود بدورها انتخابات المحليات والبرلمان معا.. ثم ننتظر انضمام المزيد للتحالف من أجل ضمان نجاح التجربة لصالح مصر.

والنغمة السائدة اليوم بين باقى الأحزاب.. هى.. الدستور أولاً أم الانتخابات البرلمانية؟.  وساد بينهم الرعب والخوف ليس من الدستور أو الانتخابات، بل فى حقيقة الأمر من القدرات التنظيمية للتيار الإسلامى والتجمعات الكبيرة، الأمر الذى أفرز بطبيعته تيارا جديدا من أنصاف المثقفين والخبثاء يشككون فى انجازات الثورة المصرية، ويعملون على تكفير الشعب بثورته وإحباط طموحات شبابه فى مستقبل أفضل.

وفى هذا التنافس والسباق والتناحر والتلاعب لا حياة للنمل الصغير، ولا للاتحادات الصغيرة، ولا للأحزاب الصغيرة.. والموضة الجديدة هى التجمعات.. تدخل كل عدد من الأحزاب فى تجمع كبير وتنظيم سياسى كبير.

والتجمع بدوره يحتاج إلى أخلاقيات ومبادئ، ويحتاج إلى نبذ الشخصانية والفردية.. وإلى

نشأة روح الجماعة، وأخلاقيات المصريين، وتقاليد المجتمع.

فهل نستطيع أن نفعل هذا كمصريين ليكون لنا وطن كبير، ولتعود مصر قائدة للعالم العربى والإسلامى من جديد وندخل كقيادة كبيرة مؤثرة.

وهل نستطيع أن ننبذ الشخصانية والفردية والطائفية والقبلية، وأن نكف عن التنابذ كسلفى وليبرالى ويسارى وإخوانى ومسلم ومسيحى، وأن نتصرف كمصريين.

أعرف ماذا يجول بخواطر المصريين الآن.. وأعرف السؤال الذى يقف على أطراف ألسنتهم.

ومن سيكون الرئيس القادم لمصر..

والحق أنى لا أجد له مكانا مهما فى مستقبل مصر.

لا أرى أهمية كبرى للرئيس القادم لمصر.. وإنما أرى الأحزاب فى المحليات والبرلمان مع باقى المصريين والشباب .. يحكمون.. بعد أن انتهت خرافة الحاكم الديكتاتور.. وبعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية.. لن يكون حاكم ديكتاتور جديد.. وهناك فهم عام فى العالم العربى اليوم أن أى حاكم ديكتاتور لابد أن يرحل.. وهم لهذا بدأوا بالثورات لتحرير أوطانهم المسلوبة.

الكل يريد أن يعيش بدون هذا الصداع المزمن المسمى الرئيس الديكتاتور ..

ووقفت الديكتاتورية لأول مرة منفردة.

والويل للمنفرد فى عصر التجمعات.

وهكذا تغيرت الخريطة فى أيام قليلة.

facebook.com/Mohamed.Abbas.Manager