رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المجلات الشبابية ونهاية الأمل

 

تأكدنا أن المجلات الشبابية قد انتهت وراح زمانها وأصبحت ليس لها وجود، كانت مجلة «الشباب» فى عصر الفطاحل «صلاح جلال» و«عبد الوهاب مطاوع»، ومعها مجلة «العربى»، فى زمن «أحمد بهاء الدين»، آخر تجربتين ناجحتين لمجلات شبابية استطاعت تحقيق جماهيرية كاسحة من خلال مدارس صحفية متميزة، كنت قد افتقدت بعدها إحساس اللهفة والاشتياق لاقتناء مجلة شبابية وانتظار منتصف الليل حتى أنزل إلى الشارع وأشترى العدد من على الرصيف والتهمه على سريرى حتى الصباح، كنت لا أطيق النوم حتى أشتريها مع الشباب، فمن المؤكد أن هناك كتابة شبابية مختلفة فى «الشباب» أو ملفا دسماً شبابياً فى «العربى»، لذلك كانت مجلتا الشباب والعربى هما الوجبة الدسمة الشبابية التى تشبعنا فيتاميناتها شهراً كاملاً.

انتظرنا طويلاً ومازلنا ننتظر حتى يجىء من يمنحنا نفس الإحساس والمتعة الغائبة لمجلة الشباب، الحال غير الحال، والظروف مختلفة، شباب اليوم أفكارهم مستقلة وجريئة وتحتاج بيتاً تسكنه ليحتويها وينشرها من أجلهم، فهم لم يكتفوا بالقراءة فقط ولكنهم فى أحيانا كثيرة يعبرون بالكتابة أملاً فى صناعة المستقبل، فالمواقع الإجتماعية والمدونات والمنتديات على النت، أظهرت مواهب شبابية غير مسبوقة، شباب مصرى يشارك ويعلق أولاً بأول ويتعقب الأحداث لحظة بلحظة، هنا الموهبة الفطرية ليست رفاهية أو ترفاً، ولكنها حجراً يقذف فى البحيرة الراكدة، فى هذا المناخ الشبابى المميز انتهت المجلات الشبابية فخذلت الجميع بثوبها القديم الممزق والمهترىء وخسرت معه ثقتنا واحترامنا.

والسؤال الآن : هل يستحق الشباب

المصرى - وأنا منهم - مجلة شبابية تعبر عنهم؟ أعتقد أن الإجابة نعم .. ليس تعاطفاً أو شفقة، ولكنه عار فى جبين الصحافة المصرية، وفى جبين أى مجتمع عاقل، أن يرى الشباب المصرى يلهث وراء كتابة تدوينات الـ «فيس بوك» التى أغلبها لا يخرج خارج ما تريده مصر نفسها، خاصة أن هذه المشاركات أحياناً قد توجه فى الاتجاه الخطأ، وبعد ذلك «نبكى على اللبن المسكوب» ونتكلم عن سمعة مصر والمصريين أمام العالم، ونتهم الجميع بالتشويه والتحامل دون التفريق بين من يحب ومن يكره.

هذا ليس هجوماً على المجلات الشبابية الحالية ولكنها محاولة لاستعراض حالتها النمطية التى عفا عليها الزمن وللتأكيد على أنه لا يوجد أمل فيها طالما بقيت على حالها.

كل هذه كانت أسباب حقيقية لفشل المجلات الشبابية بثوبها القديم المهترىء، وهو ما جعلنا نتأكد أن المجلات الشبابية ماتت ودفنت منذ أن نسيت شبابها، ولكن العقول المصرية لا تنتهى ولا تفنى ولا تموت.

facebook.com/Mohamed.Abbas.Manager