رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دفاعاً عن الثورة

«الثورة نجحت»، قالها لى أخى الأكبر وهو يكاد يبكى، حكى لى كيف أن أجمل أيام وليالى حياته عاشها فى ميدان التحرير على مدار أيام الثورة المصرية، قلت له «كلنا هذا الرجل»، وفى الوقت نفسه تصورت أن يكون مبالغاً، وفسرت كلماته على أنها رومانسية زائدة  لنهايات حزينة، ولكن حكى لى كيف أنه حين أراد أن يصلى خلعت شابة قبطية مصرية "الكوفية" التى ترتديها وأعطتها له حتى لا يسجد على الأرض، وحين كان يتوضأ وجد الشباب الأقباط يصبون له المياه.. وكيف كان المصريون يداً واحدة ضد الظلم والفساد.
ومن هنا علينا أن ننظر إلى إنجازات الثورة المصرية بعين وعقل كل مصرى، فالثورة كانت بالنسبة للمصريين طوق «النجاة»، بل نستطيع أن نقول إن الثورة قد نجحت فى مهمتها عندما تم الزج بمبارك ورجاله جميعاً فى السجن والحكم عليهم بالمؤبد وقد يكون الإعدام فيما بعد.. ونستطيع القول إن الثورة قد حققت أهدافها المنشودة؟، من إلغاء مشروع التوريث، وبدء تفكيك منظومة الفساد، وعودة الحريات ومشاركة كل مصرى فى صناعة المستقبل.. هذا هو النصر الحقيقى الذى يشكك فيه البعض فى مصر للأسف الشديد، ولكن الرد المنصف الذى سنقوله قريبا إننا قد صنعنا المستقبل الجديد بأيدينا.. لتعيش مصر حرة للأبد، وحققنا حلم الآجداد والآباء والأبناء.

من الممكن أن يصف البعض هذا الحلم بأنه حلم ساذج، ومن الممكن أن يسخر البعض قائلاً: «هو ده سقف طموحاتكم السياسية والاجتماعية»، بالطبع ليس هذا نهاية الحلم أو قمة السقف، ولكنه مجرد أمل بسيط وإقرار واقع ومواجهة نفس وحب وطن، فعندما قرأت

منذ ساعات سخرية واستهزاءً على الثورة وشبابها، لم أعرف وقتها هل أضحك أم أبكى، لم أصدق أنهم لا يزالون يصعب عليهم فهم الحقائق والبراهين، قلت هى نكتة مثلها مثل نكت الكاميرا الخفية وادينى عقلك التى ضحكنا عليها سنوات ونحن نعرف الحقيقة، تساءلت: كيف لم يعرفوا شعباً مصرياً من الألف إلى الياء حتى الآن؟!.. ونحن لدينا عشرات الآلاف من المفكرين والمثقفين والعلماء ومئات الألوف من الشيوخ والقساوسة الواعين وملايين من الشباب الواعد.. إلخ، وحتى الآن تأكد لهم نجاح الثورة فى كل الاختبارات والتحديات ؟!.. نثق فى أنفسنا ونقول لهم أننا صنعنا المستقبل، وحتى هذه اللحظة كلنا مصريين،  لا فرق بين مسلم ومسيحى، وبالطبع هم يشككون فى ذلك، يصنعون الفوضى فى الشوارع، ويمنعهم المسلمون والمسيحيون فى المساجد والكنائس.

ليكن شعب مصر هو  كلمة السر لوأد أى فتنة طائفية ولمواجهة الثورة المضادة ولضبط الانفلات الأمنى ولصناعة المستقبل الجديد، وحينما نجتمع فى التحرير للاحتفال بدولة القانون سيكون هذا هو العيد الحقيقى لنجاح الثورة المصرية، وسيكون كل رموز الفساد وقتها مجرد ذكرى.

[email protected]