رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثقافة الإلكترونية

نشر الثقافة الإلكترونية في المعاملات المالية ليس ترفاً، وإنما أمر حتمي إذا كانت مصر تريد العبور للمستقبل، ولا يمكن أن نتصور ضعف الانتشار الإلكتروني للمعاملات المالية رغم بدء مصر في استخدام هذه الآلية منذ التسعينيات، ولا يمكن أن نتصور حجم هذه الأموال التي تدار خارج الجهاز المصرفي والغريب أن الحكومات السابقة ساهمت في هذا النمو الضعيف للثقافة الإلكترونية.

مسئول رفيع المستوي بالحكومة قال إن منظومة ميكنة الخبز دفعت إلي دخول ما يزيد علي 27 مليار جنيه للجهاز المصرفي، وهذا طرف واحد من الأطراف المتعددة التي تتعامل مع الحكومة، فقد شهدت هذه المنظومة معارضة وسخرية وصل البعض إلي أن يقول بأن ماكينات سوف تخرج لنا الخبز بالكروت، وطبقت المنظومة وبدأت بعض المشاكل وتقوم الحكومة بحلها ولكن نأتي إلي الإيجابيات اختفت طوابير الخبز التي كانت ترسم عن مصر صورة سيئة، واختفي معها مافيا تجارة الدقيق المدعم، ووصل الدعم إلي مستحقيه، وبدأ الوعي يزيد، هذا يعني أن الحكومة من الممكن أن تدخل جميع المعاملات في إطار إلكتروني يستفيد الجميع ويقضي علي الفساد.
ولا ننكر أن هناك جهوداً تبذل من أجل الاقتصاد ولكن يجب أن تكون وفق منظومة متكاملة تقوم علي الابتكار والتفكير خارج الصندوق، والبعد عن الجزر المنعزلة التي تعمل فيها، ومشاركة كل من له خبرة من أجل تكامل كل الرؤي بما يخدم مصر والاقتصاد.
ولا شك أن تحويل جميع معاملات الدولة وخاصة في مجال الدعم الذي تقدمه مثل دعم البنزين إلي تعاملات إلكترونية من خلال بطاقات سوف يساهم في زيادة الناتج المحلي الاجمالي وهو ما

يعني تراجع العجز في الموازنة كنسبة وليس قيمة، بالإضافة إلي دخول قطاعات مختلفة إلي القطاع الرسمي، بما يترجم إلي زيادة في موارد الدولة، وزيادة في حجم السيولة بالبنوك والتي ستقوم البنوك بتوظيفها في قطاعات مختلفة بما ينتهي إلي زيادة في الإنتاج وأيضا الناتج المحلي الإجمالي، والأهم أن الثقافة الإلكترونية المالية سوف تقضي بنسبة 90% علي الفساد المستشري في جميع الخدمات التي تقدمها الحكومة، ولا يخفي علي أحد في الدولة أن استخراج ورقة من الحكومة هو يوم عذاب بالنسبة للمواطن ناهيك عن الفساد في جميع مراحل استخراج هذه الورقة والذي أخذ مسميات عديدة (إكراميات وشاي ونفحة وغيرها) ولم يترك هذا الفساد أي مكان في دواوين الحكومة والأجهزة التابعة حتي الأجهزة الأمنية والقضائية، إذاً نحن في حاجة إلى علاج سريع لمواجهة هذه المشاكل، مع ضرورة المتابعة والمراقبة الجيدة والتفكير المبتكر لمواجهة المشاكل، والعمل وفقاً لمنظومة متكاملة وخلق جهاز مركزي يشرف عليه مكتب رئيس الوزراء يستقبل شكاوي المواطن، ويضع الحلول المبتكرة وكل هذا من خلال منظومة إلكترونية.

[email protected]