رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هكذا اختلف معي "القاضي"

"كلانا يختلف أيديولوجياً مع الآخر، لكني لا أرى ذلك مانعا في التعاون معا". هكذا دعاني الراحل عادل القاضي للعمل معاً في (بوابة الوفد).

قال كلاما جميلا عن تقديره لـ"بعض اليسار الذي لم يتلوث وظل يقول كلمة حق في وجه حاكم ظالم". وأتذكر قبل أسبوع من رحيله انه كرر ذات الوصف لي ولأستاذي عبد الله السناوي وهو يقف للصلاة في حجرة تحولت لمصلى ملحق بمكتبه المشترك مع توأم عمره عادل صبري، الذي منه علمت قبل سبع سنوات، تقريبا، بوجود كفاءة مصرية مُهدرة في الغربة، هو عادل القاضي.

كان حلمنا أن نكسر بـ"بوابة الوفد" حاجز المائة موقع الكبرى خلال عام، ونجحنا ان نكسر حاجز الأربعين في أربعة أشهر.

خلال هذه المدة القصيرة اختلفنا.. إلى درجة الحدة، احتد النقاش بينا مرات.. وهدأ بنفس الدرجة، وحين أبلغته أن لدي تجربة آخرى أريد أن أترك البوابة للإلتحاق بها، دعاني للجلوس معه، لأكتشف وجهاً آخر للفقيد.

كان ذلك نهاية الشهر الماضي، بدأ القاضي بالحديث عن خلافاتنا الأيديولوجية التي لا يجب ان تترك اثرها على تقديرنا لبعضنا البعض، فوافقته، ثم سألني: هل وقعت عقد معهم. قلت: لا. قال: ما ينفعشي. بدت علامات الدهشة والاستفسار على وجهي، فاستطرد: ما ينفعشي تنط في الهوا. شكرته وعبرت عن

إمتناني و"تمنعت". طرح وجهة نظره: انا مش بديك مساعدة، كل الحكاية أننا سنعيد صياغة طريقة تعاملك مع البوابة، سنتعاون في توظيف وقتك خلال "فترة الريبة" حتى تحسم موقفك نهائياً، أنت ح تشتغل بطريقتك وح تبعت شغلك كل يوم، وتحضر معانا إجتماعات مجلس التحرير لتطوير الموقع مرتين في الأسبوع. وقد كان.

لم يكن معنا سوى الزميل عادل صبري، وأن أخبرت أنا بعض زملائي في البوابة.

ها هو القاضي يغادرنا وهو "لسه بدري عليه" كما علق (السناوي) على خبر رحيله، تاركا نموذجاً لإنسان مصري لا يتجاوز فقط الخلافات "الحادة" فكرياً، لكنه يدعم من يقدره حتى ولو كان في خندق آخر.. مناقض له.

إنسان شاركت في تشييعه مروحة واسعة من الأطياف السياسية. مروحة ضمت "الداعية الديني".. جنباً إلى جنب مع "الناشطة المدنية".

رحمه الله بقدر رحابة صدره مع المُختلفين معه.