لو كنت رئيساً لحكومة الثورة؟!
كنت أجلس كعادتي في ميدان التحرير، ليس بجانب والعياذ بالله «كنتاكي» ولكن داخل حديقة مسجد عمر مكرم والتي ارتاح فيها دائما وأشعر فيها أنني مصرى فقط منذ ثورة 25 يناير، كنت اجلس وكلي أمل في ان ينقشع الظلام الذي مازال مسيطراً على تفكير رئيس الحكومة والذي جعلني اتخيل كثيراً أنه يعمل بالريموت كنترول، وليس رئيسا لحكومة ثورة «أبهرت العالم» اجمع في 18 يوماً، تذكرت التعديلات الوزارية المضروبة،
وحركة المحافظين الأخيرة والتي تأخر فيها رئيس الوزراء بدعوي مطالب الثوار ليلد في النهاية فأراً!! كل هذا كان يمر أمام عيني وأيقنت في النهاية أن رئيس الوزراء الثوري فشل في أن يخرج من عباءة النظام البائد، وكأن مصر لم تلد سوى هؤلاء الجهابذة من أبناء النظام السابق، وكأن مصر والتي انجبت زويل ومحفوظ والباز وكبار العلماء لا يصلح فيها من يتولى منصب وزير أو محافظ سوى «الروبي والفولي والمعداوي» كل هذا جعلني اتمنى ولو لأيام قليلة أن اكون رئيسا لحكومة الثورة، ثورة الشعب الذي اعرف معناها جيداً، ثورة الشعب الذي أراد الحياة وحطم كل القيود من أجل ان يسقط نظاماً جثم على صدره طوال 30 عاماً من الذل والهوان، رئيساً لحكومة أتي بها الشعب ولم يأت بها النظام، رئيساً لحكومة تعرف أنها مسئولة امام الشعب والثوار دون النظر لأي ضغوط من أي موقع أو سلطة، رئيساً لحكومة جاءت من أجل التطهير والنهضة في آن واحد، لم يشغلني ما هي القرارات التي أريد أن اتخذها وأنا رئيس لحكومة الثورة، بقدر ما كان يشغلني أولاً هموم أبناء الثورة وأهالي الشهداء الذين ضحى ابناءهم بدمائهم من اجل مصر كنت على الفور سأقوم بتعيين وزير جديد للداخلية من المدنيين المشهود لهم بالكفاءة وحب مصر، وليس من ضباط الشرطة، وكانت اولى تعليماتي للوزير الجديد هو استخدام صلاحياته في قانون الشرطة بايقاف جميع الضباط المتورطين والمتهمين بقتل واصابة الثوار عن العمل فوراً حتي يتم الانتهاء من محاكمتهم امام القضاء العادل، وكانت
M_S[email protected]yahoo.com