رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"فاليوم ننجيك ببدنك"

الرئيس ينتفض ويزوم.. ويزوم ممسكاً برقبته وهو نائم علي فراش حجرة العناية المركزة، وزوجته تتحرك بسرعة شديدة من صالون الضيافة الملحق بالغرفة وهي تردد.. تاني.. تاني.. كابوس كل يوم، وما إن تضع يدها علي رأس الرئيس السابق حتي يفيق مردداً : »اللهم اجعله خير.. اللهم اجعله خير«، وينظر نظرة خافتة الي وجهها، مبارك: مش عارف من يوم ماجيت المستشفي والكابوس المرعب ده مش عايز يسيبني.. ويتنهد وينظر الي سقف الغرفة.. يارب.. ناس، شباب، أطفال، شيوخ علي هيئة جماجم وعفاريت بيرقصوا حوالي، وكل واحد في ايده حبل مشنقة وعايزين يمسكوا رقبتي.. يارب ارحمني، خلاص انا بموت كل يوم.. يتجه برأسه إليها.. سوزان.. أولادي فين؟.. سوزان : قلتلك ميت مرة انهم في طرة.. مبارك: اوعي يا سوزان يودوني طرة.. العيال يستحملوا .. أنا لأ.. سوزان: عيالي راحوا مني خلاص، وتضع يدها علي رأسها وترمي بها علي حافة مرتبة سرير الرئيس السابق وبعد رفعها، مبارك: قلتلك ميت مرة سيبي العيال في حالهم.. جمال ما يدخلش الحزب.. انتي السبب.. انتي السبب في كل اللي حصل.. سوزان: أنا السبب، بتقول انا السبب، 30 سنة وأنا السبب، 30 سنة والحاشية السوء اللي وراك بتسرق في البلد وأنا السبب

سوزان واقفة: فاكر لما جيت من أديس أبابا بعد محاولة اغتيالك، وقلتلك الحمد لله، عايزين ننعش الناس ونعمل انفتاح في البلد علي طريقة السادات، والناس تدعيلنا بدل ما تدعي علينا.. فاكر كلمة الشيخ الشعراوي لما حط ايده علي كتفك وجيت قلتلي الراجل هيعلمني الدين.. يومين.. يومين اتنين ونسيت كل حاجة، بعد السيد كرشة بتاع اتحاد العمال لما راح جمع العمال من الشركات وهاتك »ياسيدي الرئيس عمال مصر بيحيوك« .. يا سيدي الرئيس »عمال مصر بيحبوك« وهاتك يا نفاق، 30 سنة وصفوت الشريف ووالي وزكريا بيقولولك كله تمام ياريس، وهما بيجوعوا البلد وبيسرقوا قوت الناس

مبارك يشاور بيده إليها تتوقف، سوزان: لا استني سيبني أقول كل اللي في نفسي.. سيبني أقولك مرة الحقيقة، كنت فين لما يوسف والي غرق البلد في المبيدات المسرطنة والشعب معظمه بقي مريض بالسرطان والفيروسات، كنت فين لما باعوا البلد واستولوا علي أراضي الدولة وسكنوا القصور والناس الغلابة عريانة بتنام وولادها من غير عشا ولا سكن يقدروا يعيشوا فيه زي البني آدمين، كنت فين لما الناس اتحرقت في قطر الصعيد ولا في قصر ثقافة بني سويف، ولما غرقوا في العبارة هما وولادهم، كنت فين لما دخلوا الناس المعتقلات

وشبحوا الناس وقتلوهم جوا السجون ومراكز الشرطة، اسكت، حميت رجالتك اللي كوشوا علي البلد، وجاي تقولي انتي السبب.. سوزان تجلس علي الكرسي في استرخاء : الشيء الوحيد اني خفت علي ولادي وقلت البلد كده رايحة في داهية ولازم جمال يكون مكان ابوه.. كنت بحاول انقاذ اسرتنا وتقولي انتي السبب، شوف وبص حواليك الكل في السجن والرؤساء وحتي أمريكا اللي كنت دايماً بتسمع كلامها وبتقول بلاش نزعلهم، سابوك علي أول محطة، انت ضيعتنا.. مبارك : انا كل ده ؟ ! انا عملت كتير للبلد، وحاربت عشان بلدي وبنيت كباري ووسعت طرق وحافظت علي الجيش وقوته، ومادخلتش مصر في حروب زي اللي حوالينا، سوزان: كل ده راح جنب اللي عملوه حاشية السوء اللي أوهمونا إن البلد بخير وهما بيسرقوا خير البلد، وخلونا نحس إن الناس بتعبدنا وعاوزانا .. ودخلت ابني الحزب، وقالولي هو الريس . هو الريس .. هو الريس، ولانسيت كلامك الاخير.. »خلوهم يتسلوا« وتبكي بحرقة ويبكي مبارك بهيستيريا ويقول: يارب سامحني.. سامحني يا غفور يا رحيم، وفي هذه الاثناء يفتح بيده الراديو الموجود بجواره ليستمع وزوجته الي صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد في إذاعة القرآن الكريم »فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية« صدق الله العظيم

.. هذا السيناريو ربما يتشابه مع الحقيقة قليلاً، ولكنه يجعلنا نتساءل في حيرة، هل من يتهافتون اليوم علي الترشح لرئاسة الجمهورية يضعون في رؤوسهم هذا الموقف الدرامي، وكيف سيكون حال كل منهم، حينما يعتلي منصب رئيس الجمهورية؟! إن الشعب أمانة والوطن أمانة، ومن يرد تحمل الأمانة لابد له أن يعرف قدر مسئوليته أمام الله والشعب والوطن.

_ [email protected]