رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة مرعبة!!

* عشت وأسرتى «ليلة مرعبة» علي طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوى.. بصراحة لم أتخيل أن الانفلات الأمنى الذى أحدثه زلزال ثورة 25 يناير وتوابعه.. يصل بنا إلى هذا الحد من الانفلات فى كل شىء.. حتى أصبحت أرواحنا رخيصة.. وعلاقتنا ببعضنا البعض متوترة.. ظاهرها الرحمة.. وباطنها الانفلات والتدنى الاخلاقى!!

* باختصار.. لم يمر علي هذا اليوم كيوم عادي.. كان هذا اليوم حلمًا مزعجًا.. وكابوسًا قاتلاً.. عشته وزوجتى وأبنائى الثلاثة ليلة سوداء من ليالى الانفلات الأمنى.. كادت أرواحنا تضيع هدرًا.. لولا الاستعانة بالله عز وجل.. فى لحظات عصيبة.. لا ينفع فيها مال ولا بنون!!

* فقد شاء القدر وأنا أقود سيارتى فى طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوى. وتحديدًا فى الكيلو 80 بالقرب من مدينة النوبارية الجديدة.. أن أكتشف انبعاث دخان كثيف من الموتور.. وسرعان ما اضطررت إلي تهدئة السرعة.. والوقوف جنبًا علي يمين الطريق.. وسط صراخات وذعر أبنائى الثلاثة وزرجتى.. لاكتشف أن «قربة» مياه تبريد الموتور قد تمزقت تمامًا.. لأجد أن المياه اختلطت بزيت الموتور المشتعل.. والدخان لايزال ينبعث من السيارة.. وتوقفت بعض الوقت علي جانب الطريق.. بعدما أدركت أن الأمر يحتاج إلي ميكانيكى متخصص.. وفى هذه اللحظات العصيبة.. فوجئت ببعض قائدى السيارات يتوقفون لتقديم يد العون والمساعدة السريعة.. ولكن دون جدوى.. حتى فوجئت بقائد سيارة نصف نقل يبدى رغبته طواعية فى «قطر» سيارتى المعطلة لتوصيلى إلي أقرب ميكانيكى علي بعد بضعة أمتار.. لدى توصيلى فوجئت بالشاب يطلب منى 80 جنيهًا مقابل توصيلى.. ولدى وصولى إلى «عشة الميكانيكى» هددنى بالدفع قائلاً: «مفيش حاجة لله بعد الثورة»!!.. وفى ظل الظروف العصيبة.. اضطررت إلي احتواء الموقف وارضاء الشاب البلطجى بدفع جزء من المبلغ الذى طلبه تحت التهديد وانصرف وهو يلعن ويسب.. بعدها بدأت تتكشف أمامى رويدًا رويدًا مشاهد القلق والرعب مع «الميكانيكى الجشع» الذى استغل الموقف أسوأ استغلال.. واضطررت منصاعًا للرضوخ إلي كل شروطه المجحفة وطلباته المستفزة.. لأجد «موتور السيارة» أمامى قد تحول إلي قطع غيار متناثرة على الأرض هنا وهناك.. المهم.. فشل «الميكانيكى الجشع» فى مهمته المستحيلة من الساعة الثالثة عصرًا وحتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.. أى حوالى أكثر من 10 ساعات.. لأجد نفسى وأسرتى فى رعب مميت.. ودقائق قاتلة.. خاصة بعد أن نصحنا «الميكانيكى الجشع» أن نمضى الليل داخل السيارة بعد اغلاقها علينا.. حتي يستأنف الاصلاح فى الصباح وانصرف.. فجأة انتاب

نجلى الأصغر حالة بكائية هستيرية.. وأسرتى فى رعب وذهول لما حدث.. ورغم هذه الظروف العصيبة المشحونة بالتوتر والخوف.. تمالكت نفسى حتى لا تتأثر أسرتى بما يدور حولنا.. خاصة اننى اكتشف بخربتى الأمنية الطويلة.. أننا وقعنا فى «فخ» البلطجية وقطاع الطرق الذين اعتبرونا فرائس سهلة علي طريق الرعب.. استشعرت بالخطر علي أسرتى.. بعدما حاصرتنا النظرات الشيطانية لثلاثة من البلطجية.. الذين كانوا يركبون «توك توك» ذهابًا وإيابًا فى ظل ظلام دامس تتخللها أصوات السيارات المسرعة علي الطريق.. حاولت تهدئة أسرتى رغم أن الخطر علينا أصبح وشيكًا.. وأرواحنا كادت تهدر خلال هذه اللحظات العصيبة..

* بعد الاستعانة بالله تعالى.. لم يكن أمامى فرصة سانحة سوى استغاثة عاجلة بغرفة عمليات مرور الطرق السريعة.. لأجد صوت ضابط شاب برتبة «نقيب» علي الطرف الآخر يهدئ من روعى.. وفى خلال دقائق معدودة.. وصل اثنان من أمناء الشرطة المكان المرعب.. وعرضا علي مساعدتى فورًا.. وتأمين مغادرتى الطريق المرعب بالتنسيق مع غرفة العمليات.. ووصل ونش الأعطال الخاص.. ووضعت فوقه سيارتى المفككة وبداخلها أفراد أسرتى الذين تنفسوا الصعداء.. وارتسمت الفرحة علي وجوههم وهم يغادرون هذا المكان المرعب.. بينما ركبت بجوار قائد الونش.. وفى طريقنا إلي الإسكندرية.. تجاذبت أطراف الحديث معه.. ليروى لى قصصًا مثيرة من ألف ليلة وليلة.. من جرائم قراسنة الطرق السريعة خاصة فى منطقة «النوبارية المرعبة» التي كنت فيها.. لأكتشف أن شعار مرحلة ما بعد الثورة «البلطجية وقطاع الطرق إيد واحدة»!!

ع السريع

** الدكتور عصام شرف رئيس حكومتنا «المهزوز» بيفكرنى دائمًا بشخصية المفتش «كرومبو» الذى لا يحل ولا يربط.. ولكنه يحكم «بالريموت كنترول»!!!

m.zaky[email protected]yahoo.com