رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هدايا الأهرام.. والدولة المرتشية !!

فضحت "هدايا الأهرام" رموزا وأسماء من كبار مسؤولي مصر،وبما أن الهدايا – قصدي الرشاوى-طالت وزراء ورئيسهم الأسبق "نظيف" بل طالت الرئيس السابق وعائلته، فهذا يعني أن الدولة كلها كانت مرتشية، إلا قليلا.

وان كان هؤلاء لم يتعلموا ان الرشوة حرام ولم يقرؤوا قاعدة" لعن الله الراشي والمرتشي والرائش".. والرائش يعني الذي يتوسط بين الاثنين أو الذي يحمل الرشوة من الراشي للمرتشي.. فهذا يعني أن أجهزة الدولة كانت فاسدة إلا قليلا وهذا الفساد الذي نخر في جسم الدولة قد استمكن منها وهو السبب الأكبر في اهتزاز بوصلة الاقتصاد أيام هؤلاء المرتشين، ثم توقفها أو شبه توقفها الآن وهذا تابع ملازم لزلزال الفساد الذي حدث.
ويبقى لهدايا الأهرام الشكر أنها كشفت ما لم نعرفه وان الهدايا كانت تسهل الطرق الصعبة وتسلك المسالك الحكومية والوزارية والرئاسية أيضا التي تستعصي على الحل والسير.
الذين ردوا الهدايا لا أعتقد أنهم ردوها لأنهم علموا  -وهم في السجن الآن -أنها محرمة تغضب الله جل في علاه، لأنهم لو وضعوا الله في حسبانهم  أيامها ما قبلوها من البداية، إذن فهم ردوها احتراما لأنفسهم أو لرد لبقايا اعتبارهم أمام الناس، سيما وأن "الفضيحة أصبحت بجلاجل"، ومع ذلك فمن قام بردها ننظر له نظرة فيها شيء من الاحترام لأنه احترم نفسه وشعر بمرارة الذنب وربما قساوة الحكم الذي ينتظره، وعلم وهو في السجن أن الحياة لا تستحق مزيد من الفساد وأكل أموال الناس بالباطل فصحا في داخلهم الضمير الميت أو الضمير الذي كان في إجازة طويلة بعض الشيء فقاموا برد الهدايا المتمثلة في الملايين المملينة..
وسيزيد الاحترام لأمثال هؤلاء لو قاموا برد كل الهدايا التي تحصلوا عليها من مؤسسات أخرى غير "الأهرام" ويبادروا في ذلك بمحض إرادتهم وليس خوفا من السجن والمحاكمة وإضافة إلى سجلاتهم السابقة سجل فساد مالي آخر متمثل في الهدية وهو المصطلح المهذب للرشوة.
لكن مًنْ مِنَ الجهات الأخرى سواء كانت  مؤسسات قطاع عام صحفية أو إعلامية أو

شركات بأنواعها دفعت هدايا مثل ما دفعته الأهرام أو أكثر قليلا أو أقل قليلا ولم تكتشف بعد؟!

ومن من الإعلاميين والصحفيين الجهابذة يأتينا بالأخبار "المستخبية" ويزودنا بالحقائق المطمورة في بطون الراشين والمرتشين..  ومن يدري لعل الأيام المقبلة ستوضح لنا ما كنا نجهله..ولا تستعجلوا فكل ماهو آت آت.
********************************
◄◄ الرجال مواقف
◄ قدمت لعمر بن عبد العزيز – رحمه الله – هدية وهو خليفة للمسلمين، فردها فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهدية فقال :" كانت له هدية ولنا رشوة".
= أتدرون ما الهدية ؟ تفاحا اشتهته نفسه وطلبه من أهل بيته. ولم يكن يملك ثمنه. أتدرون ممن كانت الهدية ؟ من ابن عم له ومن أهل بيته.. وكانت نفسه تاقت له واشتهته ..فقال لما رآه: ريح طيب وطعام طيب ولم يلمسه، ثم قال :ارفعوه لصاحبه وقولوا له لقد وقعت هديتك منا حيث نحب، فلما قيل له إن هذا من ابن عمك ومن أهل بيتك، يعني ليس لتسليك المسالك الصعبة ودهن السير من اجل مصالح خاصة، فكان رده السابق.
رحمك الله أيها الثاقب النظر البعيد الأثر الذي يعرف مبتدأ الهدية منها والخبر.. ليت الزمان يجود علينا برجال لهم مواقف مشرفة لعلتها تنقذنا من وبال سوء الأخلاق الذي نعيشه والفساد الذي نخر في مؤسساتنا.
[email protected]