رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيها الرئيس تكلم حتى لا تحترق مصر!!

لا أصف الرئيس بالحصانة الإلهية أو العصمة من الخطأ؛ لأنه بشر يخطيء ويصيب، وسيد البشر كلهم صلى الله عليه وسلم قال:" كل بني آدم خطاء"، ولا أبرئه مما يحدث لأنه لم يخرج للناس يقول لهم قولة تصبرهم وتوضح لهم ماذا يريد ولم لا يتكلم للجمهور المحتشد -المعارضين قبل المؤيدين- ويشرح لهم وجهة نظره..

وأتمنى أن يخرج اليوم فيتحدث كما أخبرنا بذلك مساء أمس وألا تكون المسألة كما أذيع سابقا ثم صمت الرئيس وازداد صمته.
وعليه أن يخرج فيتكلم فإن كان يرى أن "مسودة الدستور" كانت توافقية ودعا لها القوى الثورية وشاركت فيها  لمدة خمسة أشهر مضت أو أكثر، ثم انسحبت بمحض إرادتها ليظهر على الملأ  يسألهم: لم انسحبوا ولم عارضوا بعد أن كانوا قوة فاعلة في صنع هذه المسودة ؟
إن الرئيس يرى ويشاهد ويسمع ويعلم أن  مصر تحترق ليست سيارة أو منشأة أو منزلا فقط..
مصر تحترق سياسيا وأخلاقيا في ميادين الاتحادية والتحرير وجامعة القاهرة ورابعة العدوية وغيرها من الميادين..
مصر تحترق اختلافا قبل ان تكون نيرانا ذات لهب، كما شاهدنا نموذجا منها أمام الاتحادية مساء أمس .. غير أن احتراقها السياسي والأخلاقي اشد ألما ووجعا و"غلبا"، بعد أن طفح الكيل وقام المعارضون والمؤيدون بنقل صورة ليست حسنة عن أخلاق مصر.
المعارضون- وهم يزدادون يوميا عددا وعدة وحشدا_يتساءلون: لم هذا الصمت الرهيب من قبل الرئيس.. وهم يحملون الرئيس كل ما يجري من إصابات أو دماء وقالوها صراحة أنهم فقدوا الثقة منه وانه  بذلك فقد الشرعية والشعب سيستعيد شرعيته الثورية بعد أن فقد شرعيته الدستورية.
حتى نائب الرئيس الرجل الرزين المحبوب ظهر ولم يقل شيئا يرضي الناس أو يقنعهم وان كان الرجل قد قدم مبادرة شخصية وأكد أنها شخصية وان الرئيس لن يخرج  على الناس متحدثا او شارحا او موضحا أي شيء.
تسعون في المائة من الشعب أو يزيد أُلبس عليهم الأمر وانطلت عليهم مقولة معارض شرس ومسعر حرب معارضة يقتات منها "ملايين مملينة" شهريا، بان "الدستور مسلوق".. وقائل تلك المقولة لم يتق الله فيها

ولم يراع مصلحة الشعب العليا لأنه لا يفقه شيئا في القانون ولم تتصفح عيناه مادة قانونية طوال حياته الإعلامية وهو ابعد ما يكون عن القانون ومواده وبنوده
ولو كان يعي ذلك وكان عادلا لقال ما قاله عمدة القانون الدكتور محمد سليم العوا الرجل المتزن الذي يحبه الناس -مؤيدين ومعارضين- وهو يقولها صراحة أن مناقشة الدستور لابد أن تكون هكذا في ساعات متصلة ولو ناقشوا مثلا 50 مادة ثم لم يسعفهم الوقت واستأنفوا المناقشة في الغد لابد أن  يبدأوا من البداية من المادة رقم واحد وليس خمسين التي وقفوا عندها وهذا عرف عام في كل دساتير العالم كله.
فانظروا إلى الرجل المتخصص ماذا قال وانظروا إلى الجاهل بالدستور وقانون بلده ماذا قال ؟ المتخصص يحكي ما يعلمه ويعرفه ويدلل عليه بالأمثلة الحية العالمية والجاهل "يهرف بما لا يعرف"، ويدعي زورا  وبهتانا انه "دستور مسلوق"!
النيران تشتعل في النفوس ومؤسسة الرئاسة، بالموقف الصامت، تفقد هيبتها والناس تتجرأ وتتشجع ويزيد الثوار عددا وعدة ويزداد الرجم بالحجارة لكلا الطرفين ولن تنتهي تلك المعارك الحجارية أو الملوتوفية وطلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع؛ حتى يظهر الرئيس ويقول كلمة تحقن الدماء وتصمت أصوات الأعيرة النارية وتترجم للناس ان الرئيس مع الناس ومن اجل الناس وهو يريد مصلحتهم التي هي مصلحة الوطن قبل كل شيء.
الله يستر عليك يا مصر !!
[email protected]