عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حديث مرسي بين "القيل والقال"!

تأخر حديث  الرئيس مرسي للشعب كثيرا، ولولا هذا الحوار التلفزيوني والأسئلة التي ترجمت ما في نفوس الشعب، قبل نفوس المذيع والمذيعة اللذين أجريا الحوار، لما علمنا ما يريده الرجل من قراراته، ولما سمعنا كلاما تحليليا له ولا وجهة نظر، قد توضح اللبس أو قد تزيله من الأفهام ومن القلوب التي تغلي غلي المرجل بسبب " الإعلان الدستوري"

كلام الرئيس مرسي قبله البعض بنوع من الارتياح وعارضه البعض  قبل أن يسمعوا حتى وجهة نظره أو تبريره لفعل ذلك، حتى إن بعض الزملاء  قال- والحوار لم ينته بعد: وهو يسخر:" باقي لي نص ساعة وأنشل"!
فور انتهاء الحوار كان أصحاب "القال والقيل" قد صنفوا ما قاله  الرئيس وحللوه وانقسموا كما انقسم الشعب، إلى مع أصحاب  الرأي ونقيضه..
أصحاب"القال" يباركون ويشيدون بما قاله من احترامه للقضاء ودفاعه عنه وعدم التعدي عليه وما قاله عن الإعلان الدستوري انه مؤقت وفور الانتهاء من الدستور الجديد وانتخاب برلمان حر، تعود السلطات التشريعية إلى البرلمان، ولا يصبح لرئيس الجمهورية ولا لغيره الحق في اللجوء للاستثناءات التي فعلها الآن؛ لأن السلطة في يده، وهو يرى أن من حقه أن يفعل ذلك حماية للوطن والمواطنين وهي مسؤوليته التي يتحملها وحده، كما أشار إلى ذلك.
وفرح أصحاب "القال" أيضا باحترام الرئيس للتظاهر السلمي سواء معه او ضده وقال احترم المعارضة لكن بشكل ألا يعطل التظاهر عجلة الإنتاج التي هي غاية الكل الآن
وفرح أيضا أصحاب "القال" بمقولته إن الشرطة تتعافى  والأمن كذلك وانه لن يقبل للشرطة أن تعتدي على أحد من الشعب ولا يعتدي احد من الشعب على الشرطة
أما أصحاب "القيل"- سيما المعتكفون في ميدان التحرير- فاتهموه بأن كلامه عاطفي فقط وأنه يعبر عن وجهة نظره وأن مستشاريه لهم وجهة نظرهم وليس هناك توافق بين هذين من جهة، ولا بين هذين وبين المعارضين له من طرف آخر، في الرأي والمناصبين له العداء السياسي، وأصر هؤلاء على "فرعنة الرئيس"، ولم يعطوا له فرصة أن ينتظروا حتى تحل المشاكل وأن المسألة استثنائية ومؤقتة ورفض أصحاب هذا الرأي المخالف تلك الفرصة بحجة أنه لا صبر على" الدكتاتورية"..
وبالغ أصحاب " القيل" بوصفه أنه "عاجز"، وأنه أراد بالإعلان الدستوري؛ ليرضي جماعته وانه أثبت  أنه رئيس لفصيل واحد فقط وليس لكل المصريين.
وقالوا إن تحصينه مجلس الشورى والتأسيسية غير معقول، لأنه قال سيعيد تأسيس التأسيسية وأنها تستكمل عملها؛" إرضاء لجماعته" كما يحلو للبعض تكرار هذا في كل تصريح وكل لقاء وكل ندوة وكل مهاتفة فضائية.
وعلى النقيض من الوصف السابق" عاجز" وصفه أصحاب "القيل" بانه"كبر وعند"!
وكان للإعلام نصيب في " القيل" حيث احتجبت 11 صحيفة عن الصدور وسودت ثلاث فضائيات شاشاتها احتجاجا على الإعلان الدستوري وقال ما يهمهم شان هذه الصحف وهذه الفضائيات الكثير في حق مرسي وانتقدوه مر النقد وألَّبوا  المؤسسة القضائية عليه فأصبح الرجل واقعا بين مطرقة القضاء وسندان الفضاء.
ومن أصحاب "القيل" ما يعرفون بالقوى الوطنية أو في نظري" أصحاب الثورة على الثورة" فقد قالوها صراحة مثل ما قال حمدين صباحي:" إصرار مرسي على قراراته سيجبرنا إلى التصعيد "للعصيان المدني"!
وهناك فئة فاقت أصحاب القيل وهم من يعبر عنهم في أذهان

البعض بأنهم"غوغائيون" حيث نحوا  في "التحرير" منحى آخر غير الكلام والتحليل؛ بالفعل المبكر قبل مليونية الجمعة أو السبت، وهم يهتفون ضد مرسي:" ارحل ارحل"، وهي العبارة التي قيلت لمبارك أيام الثورة مع اختلاف الظرف ودور الرجلين وهدف الثوار في يناير ضد مبارك لهدف كان شبه إجماع من الشعب كله إلا قليلا وبين هدف من يساقون للتحرير الآن بـ"ذهب البعض وسيف الحياء"، فالمسالة مظاهرة على الإعلان الدستوري، وليس ضد رئيس أتى به الشعب وأجلسه على الكرسي بمحض إرادته على عكس الأول الذي فرض على الشعب فرضا دون إرادة منه.
بالطبع يدخل في أصحاب "القال والقيل" أصحاب "المليونيات" أمس الجمعة واليوم السبت وكل سيقول وسيهتف ويؤيد ويعارض، ولست أدري ماذا يخبئه اليوم السبت من أحداث وقبله الجمعة التي لم تلحقهما كتابة هذا الكلام..
لكن غير المتوقع وغير المستساغ أن تصبح قرارات مرسي "مدولة"، أي يتناولها العالم كله ودوله وتقول الصحافة الأمريكية و البريطانية كلاما كبيرا وهو في رأيي تدخل في شؤون مصر وأحوالها وتعدٍ على مقام رئاسة مصر ويصل " القيل"البريطاني مداه عندما يجعل محرر "التليجراف " كون كفلين" من مرسي آية الله خامنئي" المرشد الأعلى لثورة إيران، وذلك في حملة من الصحيفة شرسة وموسعة على قرارات الرئيس مرسي طارحا سؤالا خبيثا جدا تحت عنوان "هل ستتحول مصر إلى إيران جديدة"؟؟
أو ما تنشره "الدستور" نقلا عن "وول ستريت جورنال" بأن مصر مهددة بسحب الاستثمارات الأجنبية بسبب الصراع بين مرسي ومعارضيه"، وهو تصعيد آخر سافر، وتدخل اشد سفورا لدس أنوف القوم في شؤون مصر الداخلية.
أقترح أن تقوم الرئاسة وفورا بتوجيه الدعوة لكل القوى الوطنية ورموزها والجلوس على مائدة واحدة وإنهاء هذه المشكلة التي تصاعدت وتفاقمت وبلغت عنان السماء حفاظا على مصر التي نحبها جميعا وإن تفاوتت مساحة هذا الحب من إنسان لآخر ومن حزب لآخر ومن تيار لآخر.
أضع يدي على قلبي خوفا على مصر وأدعو من كل قلبي قائلا : الله يستر على مصر ويحرسها بعينه التي لا تنام ويحفظها بركنه الذي لايضام.. لو تحبون مصر قولوا معي : " آمين"!
[email protected]