رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرية مبارك "الخاطئة" تنتصر !!

انتصر مبارك على مصر كلها الآن، بعد أن تحققت نظريته التي قالها للرئيس أوباما  أثناء  قيام الثورة: "إن شعب مصر لا تصلح معه الديمقراطية".

انتصرت نظريته "الخاطئة"- أكرر "الخاطئة"- على صحيح الديمقراطية التي كانت ولا تزال مطلب الجماهير.. فقد رأينا وشاهدنا فهم الشعب للديمقراطية على أنها " همجية" تفعل ما يحلو لك بدون أدب أو عيب أو "اختشا " فهموها على أنها  تخرب بلدك بيدك، وتنهب أهلك جهارا نهارا،  وتسفك دماء شباب بلدك الصاعد،بدون ذنب أو جريرة،  وتحرق باصات وبنايات ، وتقتحم مقارا مسالمة لبعض أبناء الشعب.. هذه الهمجية هي الصورة المغلوطة لدى أبناء الشعب عن الديمقراطية.
انتصر مبارك بعد أن أشاع أيام سلطته وبعد تنحيه وأثناء مرضه، وأثناء الثورة، وفي سجنه أن الإخوان لا يصلحون للحكم وأشاعها، وشاعت وذاعت وانتشرت بين الناس، وصدقها من لم يقرأ التاريخ ومن لم يفهم عبره وعظاته.
وكأني بمبارك الآن وهو يتابع ما يجري في مصر من خراب وتعطيل وتدمير ودماء تسفك لأبناء مصر وهو يقول بلسان حاله " أنا قلت الكلام دا ومحدش سمعني"؟
مع أن أبواب التاريخ وفصوله سطرت للإخوان تاريخا في الحراك السياسي والديني والاجتماعي منذ عقود تزيد عن  تسعة عقود أي من 1928م  ولم يغمطهم التاريخ حقهم في جهادهم ضد الإنجليز المحتل والجاثم على صدر مصر،  من أجل تحرير مصر، وجهادهم ضد الملك من أجل الثورة الأولى- ثورة يوليو-  التي اختطفها الناصريون وكان موقفهم من الإخوان المساعدين المعضدين لها أن عاملوهم على طريقة "جزاء سنمار"!
لا يزايد أحد  على هذا الكلام فيقول كلاما غير هذا، فقد أقسم جمال عبد الناصر على المصحف لقيادة الإخوان ومعه بعض قيادة الثورة - كما اعترفوا في مذكراتهم بذلك ، وأكده أكثر من واحد- ثم لما رأوا قوتهم وتنظيمهم وأن التاريخ سيجل لهم هذا النصر وأن الثورة ستصبح مدينة لهم، كانت مسرحية "حادث المنشية" في الإسكندرية، وبناء عليه تم تجميع الآلاف المؤلفة في يوم واحد واحدة إلى قبو السجون ومورست عليهم آلات التعذيب الشديد وغيبوا فترات طويلة في السجون، ونسي الناس دورهم في الثورة كما نسي عبد الناصر قسمه لهم على المصحف أن يطبق شرع الله وأن يكون عونا للإسلام في مصر.
تماما كما يقول عمرو موسى الآن: إن الإخوان اختطفوا ثورة يناير وقطفوا ثمارها، ولم يكونوا من مؤسسيها ، مع أن الأحداث تقول غير هذا وتثبت عكس ذلك.
وتماما كما يقول إبراهيم عيسى: إن فترات السجون التي قصاها الإخوان أثرت على أعصابهم وأصابتهم بالأمراض النفسية في إشارة واضحة لنقدهم والتلويح بنقائصهم وازدراء لتاريخهم الكبير من أجل الحرية لأجل أن ينقص من قيمة وتاريخ رئيس الدولة الذي خرج من تحت عبائتهم.. ولعمر الله هي عباءة لم تكن ذات يوم نجسة بل توضأت وصلت وصامت ولله في دجى الليل ركعت وسجدت وقامت..
هذا هو الحق المر ، ةالشديد المرارة، الذي أكتبه من  وحي شهادة التاريخ فقط،  لا من وحي انتماء لجماعة أو لحزب أو لتيار أيا كان تصنيف هذه الأشياء..( فأنا ابن المصحف والسبحة وسجادة الصلاة فقط لا غير).
ما يحدث في مصر الآن من لغط وغلط، وخلط وإلباس واضح للحق ثوب الباطل وإلباس الباطل

الواضح ثياب الحق الصريح، فأصبح الفلولي ثوريا من الطراز الأول، وأصبح من كانوا محسوبين على نظام سابق وأنظمة سابقة قوى وطنية، وتصدروا المشهد يريدون أن يقنعوا مصر كلها بأنه لن يصلحها سواهم، ولن يقودها لبر الأمان غيرهم، أما الإخوان ورئيسهم فهم "رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه". حسب مرآياتهم وأقوالهم وتصريحاتهم التي كانت تلمح تلميحا في البداية ثم ما لبثت أن كانت بعد القرارات المحصنة إياها صريحة وفجة وبعضها " وقحة"!
لو جلس بعض هؤلاء الذي يمثلون الأطياف والتيارات  والأحزاب مع رئيس الدولة جلسة صفاء وناقشوا الأمور كلها بإخلاص وصدق ووضعوا أيدهم على الداء ووصفوا له الدواء لما سمعنا ما سمعناه، و ما شاهدنا ما شاهدناه، ولاستقرت مصر التي بدأت تسترد كلمتها وكرامتها وقيمتها عالميا ولما انقسم الوطن شطرين مع الرئيس وضد الرئيس، ومع الحق وضد الحق ومع الباطل وضد الباطل!
جربوا لو كنت بحق مخلصين لله محبين للوطن مضحين من أجله فعلا لا قولا وعملا لا شعارات براقة، وصححوا النية، ولن يضيع الله مصر لو رأى منكم قلوبا صادقة ونوايا مخلصة وشفقة على سفينة الوطن التي تسير تلفحها الرياح يمينا ويسارا وتترنح وتكاد تغرق بمن فيها.. وسوف ترون بركة إخلاصكم هذا وحبكم لمصر خيرا وفيرا لكم ولمصر وللدنيا كلها.
كتبت هذا قبل اجتماع مجلس القضاء الأعلى مع الرئيس والمناقشات التي تمت بشأن الإعلان الدستوري وأمور أخرى.. وهذا هو الصواب وليس أن يجتمع المزايدون وأصحاب الأهواء والمصالح في نادي القضاة  برئاسة من تعرفونه ، ويعلنونها حربا شعواء على الرئيس.. والحمد لله هدأ اجتماع المجلس مع الرئاسة هذا الغليان الذي يشهده الشارع بعض الشيء وتفهم الناس ما يريده الرئيس وتفهم الرئيس ما يريده القضاء، فكانت بادرة طيبة ترجمت ما قلته في السطور السابقة.
*************************
◄عذب الكلام
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم  ولبئس المهاد}.. صدق رب العباد جل في علاه,

[email protected]