رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"جهنم الحمرا" في غزة !!

سماء غزة الآن كتل من النيران الحامية وكأنها "جهنم الحمراء" بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة..
الحمم انطلقت على البلدة الطيبة التي كتب عليها أن تقاسي الويل والثبور وعظائم الأمور على يد الآلة الصهيونية الغاشمة بدون ذنب اقترفته، إلا أن تصد الاعتداء وتدافع عن نفسها.
الحمم لا تفرق بين شيخ مسن وطفل رضيع، وبين امرأة مريضة وفتاة تنتظر المستقبل الباهر لتكوين أسرة تعمر كون الله، كما أراد الله..

الحمم تدلك المواقع والمنازل والشجر والحجر والبشر دكا كا، وتجعل بيوت البسطاء الفقراء ومزارعهم ومتاجرهم ومحالهم قاعا صفصفا.
إن إسرائيل الآن تحرق وتقتل وتدمر وتنتهك كل شيء بأمر قادتها  الكبار وأركان وزارة حربها وجنرالاتهم. وبكل الأسلحة الثقيلة وأيضا المحرمة دوليا كما اعترف أطباء مصريون يقدمون واجب الإغاثة الطبية للجرحى في غزة..
وهي تترصد بكل سفينة لو كانت أوربية في محاولة لقتل غزة اقتصاديا وإغاثيا، وهي تحاربهم برا وبحرا وجوا، وتضيق عليهم الخناق بكل وسيلة حتى تموت غزة والعالم كله يتفرج عليها وسط سيل من الاستنكارات والشجب وغاية ما يرمي إليه العرب الكرام هو وقف الحرب فقط وليس محاسبة المعتدي الظالم الغشوم..
هل تستحق غزة المعدمة فقرا، والمكتوفة الأيدي تحضرا، وتنمية وجوعا وعريا، وهي تبحث عن الغذاء والدواء وتعاني عجزهما بشدة، وعجز الغطاء وقد أقبلت بوادر الشتاء، هل تستحق أن تستعرض إسرائيل عضلاتها القوية عليها بكل ما تملك من قوة السلاح الجوي والبري والبحري أيضا؟
في ظني أن إسرائيل تعتبر شن الحرب على غزة تجربة ميدانية أو تدريبا حقيقيا تستعرض فيه قوتها من جهة وتطمئن على جنودها وآلتها الحربية من جهة أخرى، وهي تعلم أن غزة لا تملك إلا الصواريخ المحلية التي تصيب مرة وتخيب عشرين مرة ومرة..
وفي ظني أيضا أن استعراض القوة الإسرائيلية رسالة للعرب كلهم عامة ولمصر خاصة؛ أن إسرائيل هي الأقوى استقرارا وعتادا وليس عندها ما يشغلها من ثورات عربية وتبعات زلزالها القوي، ومشاكلها الداخلية وحوادثها المتتابعة وأزماتها المعيشية المتعددة..
وهب أن إسرائيل كانت تفعل ذلك لهذا السبب أو لذلك، فما دور حكام العالم العربي الكبير؟
هل سيقتصر دور الأمة العربية الكبيرة عددا و"زبدا كثغاء السيل" أيضا، على إرسال الأدوية والأغذية فقط وتموت القضية؟
لقد كان للنساء في عصر الإسلام الأول أثناء الحروب وظيفة سامية ، يداوين الجرحي ويسقين العطشى، ويقمن بحماية ظهر الجند،ويشجعونهم على القتال أو يردن الفار منهم لحظيرة المعركة . وبعضهن يشاركن فعلياُ في المعركة..
وكما قال قائل له تجربته الطويلة في العمل الإغاثي :" وبعد أن يسلخ جلد غزة ويجفف على شمس الحرية ، يتداعى حكام العرب ليقوموا بالشطر الأول من وظيفة النساء ، ويتباروا في من يسقي غزة ماء أو يعطيها حبة دواء .. وليتهم يقومون بالشطر الثاني من وظيفة النساء في عصر الإسلام الأول" ..
ويتساءل من قتلته الحيرة ويغلب عليه الحماس: هل  لأنهم أشباه نساء؟ أو يتركوا القتال لنساء غزة"؟
وصدق من قال وأضيف من عندي: أنهن –

أي النساء- سيثبتن أنهن أقوى وأرجل من الرجال؟!!
وقديما قال شاعر عربي بيتا حكيما:
أما الخيام فإنها كخيامهم// وأرى نساء الحي غير نسائها
وليت الامر اقتصر على ذلك لكن أكثر ما يغيظك هو ما يكرره بعضنا –كالببغاوات- وهو يردد ما قالته إسرائيل وأمريكا وكل دولة حليفة لهما تكره العرب والمسلمين على طول الخط.. فحين ضربت إسرائيل حماس ومقارها ويتَّمت أطفال غزة ورملت نساءهم، وقتلت شبابهم وشيوخهم بغاراتها المتتابعة، وبررت أمريكا هذا كله بأنه حق مشروع لإسرائيل لأنها تدافع عن نفسها، وحملت المسؤولية كاملة لحماس.
العبارة نفسها التي كررتها دول حليفة لهما وذهبت للتبرير نفسه، محملة حماس المسؤولية، ولم توجه اتهاما واحدا لإسرائيل بالرغم من أن إرهابها يتصاعد نارا موقدة في سماء غزة، وبيوتا مهدمة لأهاليها البسطاء الفقراء، ودماء تملأ الأفنية والشوارع والحارات.
وكرر أبناء جلدتنا من" بني العرب أوطاني" الكلام نفسه وكـأنهم أبواق أمريكية أو صهيونية تساهم في تبديد الحماس الذي انتابنا نحو غزة وإطفاء لنار الغيظ التي ملأت نفوسنا ونحن نرى النار الصهيونية تدمر كل شيء في غزة، والآلة الصهيونية -التي هي في حقيقتها أمريكية الصنع والهدية للبنت المدللة "إسرائيل" –  لا تفرق بين بشر وشجر وحجر وطفل وامرأة ومسن وشيخ لايكاد يصلب ظهره مشيا أو وقوفا، أو مريض أعجزه المرض والعوز عن التقاط أنفاسه المتهالكة..
لقد كدت أصاب بالشلل وأنا أرى صاروخا إسرائيليا وهو يقتل عائلة بأكملها في غزة، ولم تذكر لا أمريكا ولا حلفاؤها ولا بنو جلدتنا المقلدين ولم يكتبوا حرفا عن كيف ماتت العائلة كلها بعائلها وربة بيتها وأطفالها دفعة واحدة وهو غيض من فيض من عدد الشهداء والجرحى آثار القصف الغاشم، أما وقد جرح أو مات ثلاثة إسرائيليين في رد طبيعي من حماس قامت الدنيا غرب وشرق في استنكار شديد ومبالغ فيه وكأننا فعلا مع إسرائيل ضد حماس الذين هم أهالي غزة والمدافعون عنها والمحافظون على ما تبقى منها أرضا ووطنا.
[email protected]