عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أقيلوا رؤساء تحرير هذه الصحف

أقيلوا رؤساء تحرير بعض الصحف "القومية"، نعم أقيلوهم، فقد ساهموا في نشر منظومة النفاق، وعلموا صغار الصحفيين- وكبارهم أيضا –إتقان سياسة التزلف و"مسح الجوخ" والتسبيح بحمد السلطان في ليله ونهاره، وخطئه وصوابه، ونومه ويقظته، وصحته ومرضه.

أقيلوهم لأنهم  بذروا النفاق الصحفي، وحصدوه ثمارا خبيثة موالية للحاكم، ظالما كان أو مظلوما.
أقيلوهم لأنهم طمسوا الحقائق، ونمقوا الزيف، وكرسوا صفحات كبيرة ومساحات طويلة للي عنق الحقيقة؛ وجرها بلجام النفاق من أجل هدف واحد هو مصلحة "صاحب النعمة" وولي الكلمة في تثبيتهم في مناصبهم، أولا وأخرا، وبعدها تأتي مصلحة الشعب، أو حتى مصلحة الصحفيين الذين يعملون في صحفهم وتحت رئاستهم..
وكم ظلم الكثير، وعانى الكثير، من ظلمهم وتجبرهم وطغيانهم.
نعم اهدموا معبد النفاق على رؤوسهم، وعرفوهم أن "الحق أبلج، والباطل لجلج"، وأن من كان يسبح بحمد النظام البائد، لم ينفعه تسبيحه، ولا تملقه، ولا نفاقه، وما راح من ذلك كله إلا بالتعب وإنفاق الأعمار في"مسح الجوخ" فقط.
أذكر واحدا منهم كان يستنكف أن يرد عليك التحية لو صادفته في المصعد أو حتى على الدرج، وينظر إليك" شزر مزر"،  في صورة عتل "جلواظ"  متكبر، يرى نفسه أنه فوقك وفوق البشر جميعا، ولو صادفه أحد أبناء المسؤولين الكبار لحمله على عنقه مهللا له ومكبرا.

وأعرف واحدا منهم كان يرى أن المؤسسة الصحفية هي "عزبة أبوه"، فيفعل ما يحلو له من نهب وسلب ، ويجير كل شئ فيها لصالح مصالحه، ويموت الصحفي المخلص لتلك المؤسسة جوعا  أو فقرا أو حتى حسرة على ما يرى ويشاهد ويسمع في مؤسسته من أفعال هؤلاء.
أقيلوهم لأنهم لم يراعوا حرمة قداسة القلم الذي أقسم الله به في قرآنه الكريم وجعل سورة تحمل اسمه" القلم" ولا قداسة الكتابة التي عطف بذكرها بعد ذكر القلم { ن والقلم وما يسطرون}.
وقديما قال شاعر حكيم:
  كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي/ بأن يدي تفنى ويبقى كتابُها
فإن كتبت خيرا ستجزى بمثله/ وإن كتبت شرا عليها حسابُها
أقيلوهم لأنهم لم يستشعروا المسؤولية  التي كانت تكليفا لهم لا تشريفا، كما علمنا الكبار الأوائل من رؤساء التحرير الذين كان لهم

الفضل في استشعار تلك المسؤولية والعمل على نزاهة القلم، مع نزاهة اليد واللسان، فيما يكتبون أو يقولون أو يتصرفون.
كان الكبار نماذج رائعة وقيما شريفة تمشي على الأرض، وكنا ونحن شبابا، في أول حياتنا الصحفية، نستشرف من أنفاسهم آمالنا المستقبلية، وننسى فيها آلامنا المبكية المحبطة، ونتطلع فيها إلى غد أفضل..
وما أدراكم  أن  سلوكهم الطيب كان إرهاصا لظهور الحق، وتمهيدا  لتحقيق تنبؤات الخير والعدل التي نشهدها هذه الأيام في ثورة التحرير، والانعتاق من أسر الظلم والقهر، والصدح بالحرية والتنسم بها الآن.
ابحثوا عن الشرفاء النزهاء الأكرمين وهم قادرون على أن تسيير مراكب الكلمة الطيبة بشراعات الفضيلة والصدق والحق، للوصول للغاية النبيلة وهي إيجاد مجتمع فاضل يحترم من فيه ويحب بعضه بعضها ويحدب بعضه  على بعض ويحقق صورة الإخوة الصادقة التي ننشدها وتنشدها معنا أقلام الشرفاء.
وتحية للشرفاء الصحفيين من الأقدمين الذين ثبتوا  على الحق الصريح، ودافعوا عنه وبثوه في نفوس الجبناء والمرجفين..
وتحية للشرفاء الذي يعملون بصمت ويراعون الله وضمائرهم في المعسر والميسر والمنشط والمكره.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
**عذب الكلام:
( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة  الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لايحب الفساد* وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد). صدق رب العالمين.

[email protected]