رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

" الآخر".. والعنصرية البغيضة

 لا أحبذ إطلاق كلمة "الآخر" على اي طرف من طرفي الشعب المصري- مسلميه وأقباطه- فضلا عن إقصاء أي طرف للطرف الآخر، وأنادي دائما بأن الخيطين الأبيض والأسود في مصر هما نسيجان مهمان يساهمان وبقوة في تطريز الثوب القشيب التي ترتديه مصر فتصبح في عيون أبنائها عروسا زكية وطلتها بهية.

وبقدر ما أصرخ في وجوه المتعصبين والمتعنصرين من المسلمين ضد إخوانهم في الانسانية أولا في الوطنية ثانيا، أعني الأٌقباط، بقدر ما يعلو صوتي أيضا ضد المتعنصرين أيضا من الأٌقباط الذين يطلقون سهامهم البذيئة والمغموسة بالسفاهة ضد كل من يمثل الإسلام أيا كان انتماؤه او تصنيفه او الدعوة التي يدعو اليها وينافح عنها ويبذل فيها جهده ووقته وعمره.
كم هائل غاب عني متابتعه من "الترهات" التي امتلأ بها "ايميلي " جعلني اقف مشدوها امام نسبة العنصرية التي يحلمها الطرف الآخر- القبطي- للطرف الآخر ايضا وهو الاسلامي.. ووصفي لها بأنها "ترهات" لم يأت من فراغ أو عن هوى او تعصب مني للاسلاميين على حساب الحق والحقيقة، أبدا فهذا ليس ديدني ولا خلقي الذي حثني عليه ديني أولا" ولايجرمنكم شنأن قوم على ألاتعدلوا، اعدلوا.." ولاإيماني ايضا بان القول السيء لايجابه بالقول السيء بل ان الحسنة تمحو السيئة قولا وفعلا وقد أمرنا ربنا ورب البشر جميعا ان نقول للناس حسنا وان ندفع بالتي هي أحسن حتى لكأن الذي بيننا وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. وهو الذي حثنا عليه رسول الانسانية جمعاء ونبي الرحمة كلها بقوله" وخالق الناس بخلق حسن".
اما ان يكتب كاتب قبطي( مدحت قلادة) مقالا عن السفليين ويجعل عنوانه" حوار بين سلفي وحمار" ويسقط ماشاء من الاسقاطات" البذيئة" على من  يمثل الدين الإسلامي ويصفه بانه لايسمعه إلا حمير مثله، فهي البذاءة بعينها ويرسم في صدر مقاله مرآة يطل منها وجه حمار في صورة انسان. ثم يتبنى بعض بني جلدته ومن هم على ديانته بنشر هذه المقالة على الملأ والتكفل بارسالها لكل اميل يعرفه ولايعرفه، فلا أرى مثل هذا الا عنصرية بغيضة كان على الطرف الآخر أن يتجنبها ولا يقع فيها ؟
وكون الطرف الآخر يصف بعض الكتاب الاسلاميين ممن مشهود لهم بنزاهة البحث وقوة الحجة والثبت في نقل الوقائع التاريخية بانهم خنازير ويصف أناس ماعلمنا عليهم الا خيرا فيما قالوه وفعلوه، فهي بذاءة ايضا نربأ بالطرف الآخر ان يخوض فيها وان يقع في فخها
إن البذاءة ليست وطنية حتى نجعلها لبانة في ألستنا وديدنا في رسائل ايميلاتنا، بل هي حماقة لايمكن ان يتحملها المشتوم من الشاتم، ولئن صبر عليه مرة ومرة فلن يصبر عليه ثالث مرة، وان كان للشاتم والبذيء لسان حاد للمشتوم البريء  ألسنة حداد أيضا،  وان كان الشاتم سفيها  او سلطه  عليه سفيها مثله ان يتصدى في حرب كلاميه ضبابية ضلالية فان

للمشتومين سفهاء ايضا يمكن ان يطلقوهم عليهم فلايبقوا لهم و لايذروا، هذا ان لم يقم المشتوم نفسه بعد ان  ينفد صبره هادرا يريه ما لايريد رؤيته ويسمعه مالايحب ان يسمعه.. وقديما قال قائل:" آلا لايجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا".

حتى في المزح لايقبل من قيل فيه بسخرية على نفسه الا ان يرد عليه بمثل مزحه مملوءا بالسخرية ايضا وقد استغل أصدقاء للشيخ عبد العزيز البشري غيابه في الحمام وهو يتوضأ بعد ان خلع جبته وعلقها على الحائط فقام أحدهم ورسم على أعلى الجبة رأس حمار وانتظروه، فلما فرغ من وضوئه و هم بلبس عبائته شاهد الرسمة فقال على البديهة: " من منكم مسح وجهه في عبائتي"؟!!

إن الذين يجلس – لاشغل له ولا مشغلة- يترصد للناس عيوبهم ويشوه- عن قصد وعمد- اخلاقهم ووطنيتهم وقبل ذلك دينهم الذي ارتضوه لارتضاء الله لهم ليسوا اسوياء ولا منصفين ولا وطنيين، فالسوي يقابل السيئة بالحسنة ويدفع بالتي هي احسن وهو الذي يطبق مبادئ الاحسان والرأفة والرحمة التي نادت بها اديان الله وجاء بها رسل الله استوى في ذلك موسى وعيسى ومحمد عليه سلام الله جميعا.
وان المنصفين لايقبلون ان يهان مسلم او يؤخذ الاسلام كله بجريرة من اخطا من المسلمين وضلت كلماته صوابها ، فهم يعلمون حقيقة الاسلام وسماحته ورحمته واخلاقياته العليا واخلاق رسوله التي شهد له بها الأعداء قديما وحديثا .
وان الوطنيين لايسعون إلى توسيع الهوة بين انباء الشعب الواحد والنسيج الواحد فلايفرقون بين مصري ومصري لانهم جربوا معنى الاخوة الانسانية والوطنية في الشدائد والملمات فانتصروا على هوى النفوس وعنصريتها وعصبيتها وفحيح سمومها فكانوا جميعا بني آدم وعبيد الله وان اختلفت خطوات ممشاهم هذا إلى المسجد الجامع وهذا على الكنيسة.
يا أهل مصر لاتتركوا للعصبية البغيضة مكانا بينكم من أجل مصركم كلكم ودمتم على حب جمعيا.
[email protected]