عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضيلة الشيخ اللواء محمد إبراهيم .. يا ملتزم !

لا أظن .. ولا أتخيل .. أن وزارة الداخلية بصدد إنشاء إدارة جديدة بجانب إدارات رخص المرور والأسلحة أسمها إدارة الترخيص بالقتل وصاحب الإمتياز هم الأخوة الملتزمون !

فقد فاجأنا اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بظهوره أمام كاميرات الفضاء متحدثاً باسم حزب " الملتزمون " !
فركت عينى غير مصدق وقلبت عقلى لأعيد فر خلايا مخى لكى أميز صورة الرجل الذى ظللت أصفق له شهوراً وليال تقديراً لملاحقته المجرمين واللصوص والمغتصبين من سارقى الأعراض ، عن الرجل الذى يتحدث أمامنا ، تنقصه اللحية ، التى يرفضها لبعض ضباطه ، فما افلحت !!
كان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم خير من تحدث باسم القتلة الثلاثة الذين استباحوا بأسم الله وبأسم الدين وبأسم الرسول وبأسم المسلمين دم طالب كلية الهندسة الشاب أحمد حسين .
وقف يبرر ويدافع ويفند .. كمحامٍ غير مسبوق البراعة يمكن أن يلجاً إليه الملتزمون الثلاثة الشيخ وليد والشيخ عنتر والشيخ معاصى .. شُخشخت ركبهم وركب الذين لقنوهم أن الدين السمح هو القتل العشوائى .
هل هذا لسان وزير الداخلية حقاً أم لسان وعقل موصولان إليه غيره ؟! كيف سمح لنفسه أن يسبق التحقيقات فى النيابة وكيف سمح لنفسه أن يقف أمام محكمة الرأى العام المصدوم المصعوق المخنوق ليقطع بما رواه من تفاصيل كأنه " ولى حميم " للقتلة ، إن سفك دماء الشاب كان جراء خناقة ! .
صدمتنا يا وزير . ليتك سكتَّ . ليتك ألتزمت بالسياسة ذاتها التى تعمل بها منذ تقليدك شرف حفظ أعراض وأموال وأمان المصريين . أهدرتها جميعاً بوقوفك مبرراً وشارحاًَ !
من كنت تجامل يا تـُرى ؟!
أتجامل الأجواء الغالبة ! لن يفيدك ! .. عمَّن كنت تدافع ؟! لن يجدى دفاعك لأن عملك السابق الداهم الناجح فى مطاردة الاجرام والفوضويين وقطاع الطرق ولصوص الأعراض والأموال والممتلكات كلها شفيع لك عند الشعب .
وحين نجلس وأكثر ما نجلس لنحكى فى سياستك نقول أن الرجل سوف يستمر لأنه نجح .
إنك الآن رسبت ! ورسوبك شعبياً وضميرياً له أسباب عديدة .. أولها أنك قرأت المشهد قراءة قبل أن يقرأه ويقضى فيه القضاء والنيابة معاً ! .
مجرد قرائتك .. بغض النظر عن صحيح القراءة وصحيح الاستخراجات والدلالات هو رسوب مهنى من الدرجة الأولى .
ثانى الأسباب وأفدحها وأخطرها أنك خرجت على الناس الآن بتصنيف جديد للمسلمين .. فأنا المسلم الذى يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. لم أعد مُسلماً ملتزماً ! .. إن الإلتزام درجة عالية .. وأنا الآن مسلم عادى جداً .. ولن أنل درجة الإلتزام إلا إذا امتطيت الموتوسيكل الذى صنعه كفار فى الغرب سخرهم الله لخدمة السادة الغافلين المسلمين المستهلكين لحضارة وعقول الغير من الكفار والمؤمنين معاً من شتى بقاع الأرض .. إلا بقاعنا ..
وبعد ركوب الموتوسيكل المصنوع بأيدى الكفرة الضالين سأحمل سنجة أو مطواة أو سيفاً أو سكيناً وسيركب معى ثلاثة .. وسنجوب الطرقات بحثاً عن رذيلة بعد المغرب !
الشارع كان خالياً .. والشاب كان فى وضع مخل .. ونصحوه .. وأصبحت خناقة ..                  وهكذا راح دم أحمد حسين طالب الهندسة هباءاً على أيدى هؤلاء الثلاثة الملتزمين اسلامياً !            ليسوا متشددين ..
ليسوا إرهابيين ! ..
ليسوا قتلة ! ..
ليسوا من أصحاب النهى والأمر عن المعروف وبالمعروف !  .. إنما مجرد ملتزمين ! .
لا .. يريد الوزير بمنتهى حسن النية – لا أحب سوء الظن بالناس – أن يثقل قلوبنا بهَم أن يكون بالوطن هيئة نشيطة اسمها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. كل ما فى الأمر أنهم شباب مسلم ملتزم .. أرادوا النصح للولد .. فجادلهم .. فسيحوا دمه !
كل مسلم ملتزم .. له الحق فى تسييح الدم بمقتضى كلام السيد الوزير ..  يترتب على ذلك أيضاً وبالمنطق أن المسلم العادى صار زائدة إيمانية .. مجرد رقم .. أو هو صوت يمكن شراؤه بالزيت أو السكر أو المائة جنيه أو استمالته ليأتى بالمختارين إلى سدة الحكم والبرلمان .. مجرد بطاقة تصويت .. لا قيمة له .. لماذا لا قيمة له ! .. لأنه غير ملتزم ! .. لا ينصح لا ينهى إلا بأمر .. مسلم عادى ليس معه ترخيص بلطجى !
الإلتزام الآن فى مصر .. باب واسع للهرولة داخله وتوليد الصفات والرتب والدرجات ..          فى ممارسة الناس ومعاقبتهم وإدخالهم من باب الجنة أو باب النار .
فى الأسباب أيضاً .. انك كنت تتحدث عن شاب مذبوح بحرفية ثم أظهرت الموقف الدموى كأنه " عراك " .. وأى ساذج من الـ 85 مليوناً .. كان يرد عليك أمام التلفزيونات فى بيوتهم .. فيم إذا كانوا يجوبون الشوارع محملين بالسلاح !؟ .. هل كانت الآلة الحادة التى مزقت شريان الشاب الذى لم يبدأ عمره بعد

.. ودخل الحب قلبه .. لم تدخله الكراهية .. هى زهرة أو باقة ورد حملها الملتزمون الثلاثة !! لقد كانوا خرجوا إلى الطريق يقطعونه على الأبرياء مدججين بالسلاح عازمين على إستخدامه وقد استخدموه !
إنها جريمة قتل مع سبق الإصرار وكان يمكن أن يكون ضحيتها أى مواطن آخر معه زوجته أو أخته أو حبيبته ..
هل صار الحب حراماً فى مصر ؟!
هل صار الحب نجاسة فى وطننا ؟!
هل صار الإجرام حلالاً فى مصرنا ؟!
هل صارت الكراهية حمى وجه الإسلام على أرضنا ؟1
من قال إن الاسلام لا يحب
من قال ان الرسول لم يحب
من قال إن العشق .. كفر .. وتنطع .. وشريان وجب قطعه ؟!
أهؤلاء يعلموننا ديننا يا شيخ الداخلية البالغ الكبير ؟! .. هل لو كان أحمد حسين هو أحمد محمد إبراهيم .. ابنك يعنى .. كنت ستخرج مبرراً مدافعاً .. فاصلاً بين كونهم قتله وكونهم أمر ونهى ! .. هل المشكلة يا سيدى فى الأمر والنهى .. بلاها .. كذلك .. إنهم قلته .. وبالعمد وبالإصرار .. وإنك صنفت وخلعت وخرجت علينا برتبة أعلى من رتبة المسلم ..
فالمسلم الآن فى مصر كالآتى :
1- مسلم عادى .. قيمته فى صوته .. وصوته فى الزيت !
2- مسلم اخوانجى .. وهذا يعرف كيف يصل للحكم .
3- مسلم جماعة تائب وعاقل ويرفض التهديد .. حتى الآن !
4- مسلم سلفى وهو أنواع :
أ – مسلم سلفى يرى التماثيل أنثى فتثيره وتحرك غرائزه فيطلب تكسيرها أو سترها كأنه على لمسة  !
ب – مسلم سلفى سلفى متمسك بالسنة وكتاب الله وآداب الإسلام وروحانيته وحب الناس وإحترامهم بغض النظر عن دينهم وعرقهم وألوانهم .. وهذا أعانه الله وأثابه .
جـ - وسلفى موتور يريد هدم الأهرامات لأنها فى نظره الأعمى مبان ٍ وثنية .
هؤلاء كلهم كوم .. والمسلم الملتزم دينياً حامل السكين قاطع الشريان .. الناهى الآمر .. كوم آخر !
إنه مسلم ملتزم !
وأنتم كلكم لا مؤاخذه .. غير ملتزمين !
فخذوا دينكم من الشيخ وليد القاتل والشيخ عنتر القاتل والشيخ معاطى القاتل !
■■■
وحين نتأمل موقفك أيها الوزير .. سيؤلمك ما ستكتشفه على أيدينا : لقد التزمت الصمت القاتل .. ولم تخرج بكلمة دفاعاً عن موقف ضابطك الرائد محمود كمال الذى رفض الوساطة لتعطيل عمله .. ومعاقبته لأنه لم يخف أن يكون الشاب الذى رفض اعطاءه الرخص قريباً لمركز قوة جديدة فى البلد !
كان أولى بك إذا تحدثت دفاعاً عن القتلة أن تتحدث أيضاً دفاعاً عمّن هم أقل دموية .. بل إن شئت الدقة أكثر رومانسية .. الشيخ البلكيمى العايق عاشق الفن والتجميل .. والشيخ ونيس وغرامياته قبل الفجر على جانب الطريق !!
■■■
أوجعت قلبى .. يا شيخ محمد إبراهيم
أرغمتنى قسرا على الرجوع إلى الكتابة ألماً وعذاباً وحسرة ورعباً بعد خصام مع الحياة استمر عاماً ونصف العام !
أرجوا .. آلا تتحدث مرة أخرى قبل أن يرتفع صوت القضاء معلناً الحقيقة مع أو ضد  .. لأننى أريد أن أكتب مرة أخرى ..
سامحك الله .. عذبت أحمد حسين فى قبره وألمت أهله وعذبتنى بالكتابة بعد أن هجرتها يأساً وهرباً مما يجرى لبلدى على يد أبناءه .
بقلم : محمد حسن الألفى