رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكافأة نتنياهو في مصر .. لماذا ؟

لا ادري بأي منطق تستقبل مصر مجرم الحرب بنيامين نتنياهو اليوم الخميس 6 يناير 2011 ، بعد أيام من إكتشاف شبكة تجسس اسرائيلية ضخمة في مصر ممتدة الي سوريا ولبنان وستة دول أسيوية ؟ ولا أدري باي منطق نستقبله والاتهامات التي وجهها علماء ومفكرون وباحثون لجهاز الموساد بالوقوف وراء مجزرة كنيسة القديسين لم تبرد بعد ولم نعرف خفاياها، وهو الذي قال رئيس جهاز مخابراته أن اسرائيل لن يهدأ لها بال حتي تبث الفتنة الطائفية في مصر وأنها تعكف علي هذا باستمرار طوال تاريخها!؟

لا أدري لماذا تستقبله مصر وهو بات منبوذا في كل العالم بسبب تعنته في مفاوضات السلام وجرائم دولته في حق الفلسطينيين والعرب والاسري المصريين العزل الأبرياء الذين قتلوهم بدك بارد في سيناء عامي 56 و67  ، وفي وقت تشكو فيه تل ابيب من نجاح العرب في حصار اسرائيل و"نزع الشرعية" عنها ؟

علي هامش حوار بـ (مركز الدراسات المستقبلية) التابع لمركز معلومات مجلس الوزراء المصري حضرها نخبة من الخبراء والسفراء والباحثين لمناقشة قضية (الدولة اليهودية في إسرائيل وتداعيات المستقبل) شاركت فيها ، عدًد السفير حسن عيسي (مدير إدارة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية السابق) ، المخاطر التي تهدد الدولة الصهيونية حاليا من ازدياد قوة المقاومة وتصاعد التوتر مع إيران وانفراط عقد التحالف مع تركيا وغيرها ، ولكنه قال أن أكثر ما يزعج إسرائيل ويشعرها بالخطر هو السعي العربي لنزع الشرعية عنها ، ومن ضمنه بلا شك حصار قادتها وفرض عزلة حولهم ونبذهم .

هاجس (نزع الشرعية) هذا عن إسرائيل ليس مجرد أمنية عربية طرحها السفير عيسي ،وإنما هو خطر حقيقي يتداوله القادة العسكريون والأكاديميون الصهاينة في مختلف المعاهد ومراكز البحوث الإسرائيلية ويعتبرونه الخطر الداهم الذي يهدد مستقبل الدولة العبرية وقد يقضي عليها بصورة أكبر من القوة المسلحة ، وأبرز من تحدث عن هذا الخطر الباحث الإسرائيلي بمعهد بحوث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب ومدير مركز الأبحاث السابق لسلاح الطيران الإسرائيلي ، العميد احتياط «شلومو بروم»، الذي وضع دراسة خطيرة وصريحة تكاد تجزم أن هذا الخطر (نزع الشرعية) هو الخطر الحقيقي علي الدولة العبرية مستقبلا

وما يزيد من القلق الإسرائيلي بشان المحاولات العربية لنزع الشرعية عن إسرائيل واعتبارها دولة مارقة مخالفة للقانون الدولي وعنصرية وتغتصب أراضي الفلسطينيين ، أن الإسرائيليين يستشعرون في نفس الوقت مخاطر تتعلق بضعف قوة الردع الصهيونية القديمة وانتقال الصراع إلي عمق الدولة الصهيونية  بعدما كانوا حريصين علي نقل الصراعات والحروب السابقة إلي ارضي الدول العربية والابتعاد بها عن العمق الصهيوني ، بخلاف تزايد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية بعدما اعترفت بها 4 دول لاتينية وهناك توقعات أن يبلغ عدد الدول المعترفة بها عام 2011

قرابة 50 دولة .

وبسبب سياسات نتنياهو وعنصريته هو وقادة الدولة العبرية ، أصبحوا يشكون مر الشكوي حاليا في تل ابيب مما يسمي السعي العربي والعالمي لـ (نزع شرعية اسرائيل) الذي سيعني نزع الريشة التي علي رأس اسرائيل ومحاكمة قادتها مستقبلا عن جرائم حروبهم وإمتلاكهم سلاحا نوويا غير شرعي ، والأهم مقاطعة العالم لاسرائيل سياسيا وأقتصاديا وتعليميا ، والاعتراف التدريجي للعالم بالدولة الفلسطينية كما فعلت دول أمريكا اللاتينية .

ووزير الحرب الصهيوني باراك حذر قبل وصول نتنياهو مصر من أن «الخطاب الفلسطيني غدا مقبولاً في العالم ما يستوجب إدارة معركة ضد مقاربة نزع الشرعية عن إسرائيل» ، ودعا نتنياهو المنبوذ في أمريكا ان يحرص وبكل قوة على علاقة اسرائيل مع الولايات المتحدة،باعتبارها "علاقات حيوية لأمن إسرائيل وهامش تحركها السياسي في العالم».

أعلم تماما أنه سيقال أن كراهية نتنياهو شئ واستقباله لمناقشة قضايا حيوية في المنطقة شئ أخر ، ولكن سؤالي هو : ألم يكن من الأنسب أن يجري تاجيل الزيارة علي الاقل لاستغلال زخم الهجوم علي حكومة نتنياهو محليا وعالميا في الضغط عليه وفرض تنازلات عليه ؟ .

هو حضر للقاهرة في توقيت يقصده جيدا ليقول للعالم أنه ليس منبوذا وأن مصر أكبر دولة عربية تستقبله وأنه رجل سلام ويبحث عن السلام ، واستقبالنا له يجعله يكسب هذه المعركة الدعائية ، في حين أن رفض استقباله حاليا كان سيزيد الحصار حوله .

لا أدري بأي منطق نستقبل مجرم حرب مثل نتنياهو ليدنس أرض مصر وكاننا نبرئ الموساد من دماء إخوتنا الاقباط الذي اهدرت دماؤهم في مصر بايدي خارجية – كما قال الرئيس مبارك ووزير الداخلية – برغم الدلائل والبراهين التي تشير لأن صاحب المصلحة الوحيد من هذه المجرزة هو العدو .. عدونا الحقيقي كي لا ننسي.. تل ابيب ؟ !