رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة مضادة من أنفسنا !

 

يعني أيه يتحمس أحد القادة السلفيين بعد الثورة فيقول : إننا نريد ( جماهيرية إسلامية عظمي) ؟! .. ألا يدري هذا القيادي أن الحديث عن دولة إسلامية يثير حساسيات ويؤلب المعادين للثورة في الخارج قبل الداخل ، وأن العبرة ليست بالوصف (إسلامية) وإنما الممارسة والعمل وليس القول والوصف .. والا يدري أن عبارة (جماهيرية عظمي) تنعكس سلبا علي هذه الثورة المصرية الشعبية العظيمة وتعطي إنطباعا سلبيا فورا لأن العالم كله يري بعينيه ما يفعله ديكتاتور ليبيا من ذبح لشعبه وأن مجرد التشبه باسم دولته يشوه الثورة المصرية ؟!

ايضا ما معني أن يعلن أحد كبار القادة الحزبيين الذين عانوا من النظام السابق وكانوا أحد قادة ثورة 25 يناير أن الثورة المصرية أستلهمت في تجربتها ثورة إيران الاسلامية ؟! .. الا يدري أن هذا يثير أيضا حساسيات ويعزز من مخاوف الخارج وقوي الداخل المتخوفة من دولة دينية علي الطريقة الايرانية ؟! .

الا يدري هذا السياسي – حتي ولو كان تصريحه من قبيل المجاملة لشخصية رسمية إيرانية ألتقاها - أنه قدم – من حيث لا يحتسب - خدمة للصهيوني (نتنياهو) بهذا التصريح ، الذي يحاول الان تحريض الكونجرس وأمريكا علي الثورة المصرية بدعاوي أن (ربيع الثورات العربية قد ينقلب الي شتاء إيراني) ، أي أن الثورات العربية ستتحول الي ثورات اسلامية علي الطريقة الايرانية ما يضر مصالح العرب وأمريكا معا !.

أيضا ما معني أن يقطع أهالي قنا الطرق الأرضية والسكك الحديدية ويمنعون مرور السلع الرئيسية ويتسببون في خسائر لا تحتملها البلاد في ظل الثورة للإحتجاج علي تعيين محافظ جديد قبطي وشرطي لا يريدونه ؟ .. لماذا لا يكون الاحتجاج سلمي كما هي سمة الثورة المصرية الناجحة وهو يؤتي نفس النتائج ؟ ما هي الحكمة من أساليب العصور الوسطي بقطع الطرق ووقف حال الناس ؟ ولماذا يصر الدكتور يحيي الجمل علي تحدي إرادة أنباء قنا ورغباتهم المشروعة ويسعي لإفساد مهمة لجنة الوساطة المشكلة من العلماء والسياسيين بإعلانه أن المحافظ لن يستقيل وسيتولي عمله رغما عن الأهالي ، ما دفعهم بعد فتح طريق السكة الحديد استجابة للشيوخ أن يغلقوها مرة أخري ويعلنون أن يحيي الجمل زعيم الثورة المضادة في الصعيد ؟!

للأسف الشديد ليس من يقودون الثورة المضادة هم فقط أعوان النظام السابق وما يسمي (فلول الحزب الوطني) كما يستسهل البعض هذا القول ، فخطر هؤلاء معروف ويمكن القضاء عليه ، ولكن الخطر الحقيقي علي الثورة هو من أبناءها الذين يتصرفون عن جهل أو عدم وعي أو تطرف

في طلب المطالب ، فيعطون العدو الداخلي والخارجي للثورة الشعبية العظيمة (أداة) و(وسيلة) في يده يضرب بها الثورة في مقتل ويفرق بين أبناءها ويثير فزاعة الاسلاميين تارة والشرطة تارة أخري والحكم السابق تارة ثالثة ، ووسط هذا تقف الثورة تعاني الافلاس ولا تحقق الهدف الحقيقي منها وهو الانتقال الي التنمية .

يبدو ان عشرات السنين من الديكتاتورية والبعد عن الحرية أنستنا لغة الحوار وطرق التعبير السياسي الحصيف ، وأننا نحتاج الي تدريب حقيقي علي التصريحات السياسية ، وهو شئ ليس ترفا فكريا ولا سخرية ، وإنما هو علم حقيقي ومعمل يجب أن يرتاده كل من يرغب في العمل السياسي .

أعلم أن هذه الأمية السياسية في ممارسة السلطة أو إغراء الوقوف أمام الكاميرات بعد طول إستبعاد وتجاهل علي مدار سنوات طويلة يدفع البعض من مؤيدي الثورة للتحمس وإطلاق تصريحات غير مدروسة بعضها موفق والكثير منها طائش يشعل حرائق ويؤجج الثورة المضادة من حيث لا يدرون ثم يتساؤلون : من يؤجج الثورة المضادة ؟؟.

نصيحة لكل حزب سياسي جديد وكل جماعة إسلامية ليبرالية أو يسارية أو غيرها تسعي للعمل السياسي الذي حرمت منع سنوات أن تتدرب علي لغة الحوار وأن تتدرب علي لغة التصريحات وأن تمسك لسانها عن التصريحات التي تخدم أعداء الثورة في الداخل والخارج وتؤجج الخلافات بين أبناء الثورة وتضربها من الداخل .. فهذا هو منتهي أمل أعداء الثورة في الداخل والخارج .. أن نضرب رقاب بعضنا البعض وأن نفشل فيما بيننا ولا نعذر بعضنا أو نتسامح ونستمر في إطلاق التصريحات العنترية دون موائمة سياسية وحصافة تسمح بالاختلاف الفكري مع إحترام أراء الاخرين وتحافظ علي الثورة أهم وأعز ما نملك .