عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خدعوك فقالوا.. الشعب المصري العظيم

إذا أردت أن تعالج مريضاً من مرض مُزمن يصعب الشفاء منه فعليك أولاً أن تواجهه بحقيقة مرضه، لا تخدعه بكلام معسول، فالحقيقة هي الدواء وإن كان مُراً..

نقطة ومن أول السطر.

لو أن هناك حقيقة واحدة يمكن الوصول إليها خلال السنوات الأربع الماضية فإنها ستكون كالتالي: أنا آسف يا شعب.. الصراحة راحة.. الشعب المصري ليس عظيماً.. الشعب المصري يعشق الهمجية والفهلوة، ولا تصلح معه الحرية ولا الديمقراطية.. هذا هو الواقع الذي يعترف به كثيرون في أحاديثهم الجانبية، ولكن يصيبهم الخرس عندما يواجهون المريض...

بعيداً عن السياسة "لعنة الله عليها"، لماذا لا ننظر إلى حقيقة المرض الذي يعاني منه قطاع عريض من المصريين.. الشعب المصري استشرى فيه "إنزيم" الهمجية والفوضى، هل من الممكن مثلاً أن تُحصي كم حوادث الطرق التي تقع في مصر وما هي أبرز أسبابها..

السبب الأبرز مثلاً لحادث تفحم العشرات من طلاب المدارس في البحيرة هو أن السائق سار بسرعة جنونية وقفز إلى الطريق العكسي فارتطم بشاحنة بنزين.. والسبب الرئيسي لمصرع طالبات الجامعة في سوهاج أن سائق الميكروباص "أخد غرزة" في الطريق العكسي فوقع التصادم وسقطت العربة في الترعة..

من منّا لا يرى سيارة نقل أو ميكروباص أو ملاكي تسير "عكسي" على الطرق السريعة.. من منّا لا يرى يومياً البلطجة وقلة الأدب في الشارع والعمل.. من منّا لا يرى ويسمع كم البذاءات والعنف المستشري في الأعمال الدرامية..

ننتقل إلى الحدث الأبرز حالياً.. الحادث المؤسف في الدفاع الجوي.. نفس سيناريو بورسعيد.. أُكرر مرة أخرى، بعيداً عن السياسة..

في بورسعيد كان التطور الطبيعي للكارثة واضح المعالم.. الكل على سبيل

المثال أدان حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وهاجم الدواعش.. ولكننا نسينا أن أول علامة على عنف الألتراس هو "حرق" مشجع زملكاوي أمام صالة ستاد القاهرة في عهد مبارك، وفي فبراير 2012 "لو جاي على بورسعيد اكتب وصية لأمك".. "بلد البالة مجبتش رجالة".. ثم وقعت الكارثة..

في الدفاع الجوي.. المشهد هادئ حتى حلول اللظلام.. تصل وفود الألتراس، كثير منهم بدون تذاكر.. "لازم نتفرج على المتش.. وإيه المشكلة لو مش معانا تذاكر.. هي بلطجة".. تبدأ عملية الاقتحام وتحطم الجماهير بوابتين للاستاد، الشرطة تقف وتتصدى لهم وتُطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بلا هوادة ودون تفكير في العواقب.. يفرً الجمع الغفير ويسقط البعض تحت الأقدام.. اختناق وتدافع.. ثم موت ثم بكاء ثم متاجرة وتسييس وكلُ يُغنّي على ليلاه ويريد تحقيق مبتغاه.. ولا إله إلا الله..

عفواً.. لن أسير على درب هؤلاء.. الصراحة راحة.. لو نزل علينا ملك من السماء يحكمنا فإنه لن يُفلح.. العيب فينا.. نواجهه أولاً ونتخلص من سلسلة الأمراض المزمنة قبل أن تتكرر المأساة بسيناريو لا يختلف كثيراً...