رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نموت نموت ويحيا "التوك شو"

الشخصيات الواردة في هذا المقال من وحي خيال الكاتب.. ولكن في كثير من الأحيان يكون الخيال جزءاً من الواقع...

يستيقظ الإعلامي الشهير بعد مرور ساعة على انتصاف نهار القاهرة.. ينهض من على سريره، يبحث أولاً عن سيجارة أو ينادي خادمه ليحتسي فنجاناً من القهوة.. يبدأ في تصفح الأخبار سريعاً عبر الانترنت أو بضغطة بسيطة على زر التلفاز.. فجأة يدق جرس هاتفه المحمول ويظهر عليه رقم مألوف.. ينتفض الإعلامي لأنه يدرك أهمية هذا الاتصال..

ألو يا اكسلانس.. صباح الخيرات يا باشا..
يرد الاكسلانس ببرود: صباح الخير يا أستاذ.. ايه الأخبار عندك..

الإعلامي وقد بدأ القلق يساوره من لهجة الباشا: كله كويس.. أخبار معاليك ايه يا فندم..

الاكسلانس: والله مش كويسة أوي.. عاوزك ضروري قبل ما تطلع في البرنامج النهارده.. سلام دلوقتي وياريت متتأخرش..

يسرع الإعلامي الكبير إلى الحمام ليأخذ "دُش بارد" آخر بخلاف الذي ناله منذ لحظات عبر الهاتف.. يخرج ليرتدي ملابسه وهو يتحدث مع نفسه في المرآة: يا ترى فيه إيه.. هو الباشا شكله زعلان منّي ولا إيه.. ربنا يستر..

يخرج الإعلامي مسرعاً من منزله.. ينتظره السائق كي ينقله إلى مقر الباشا.. يتناول النجم السيجارة تلو الأخرى بشكل يثير فضول السائق الذي يسأله: مالك يا ريّس.. المزاج مش متضبط ليه النهارده..

يرد الإعلامي: مش عارف يا أسطى فيه إيه.. ادعي لي ربنا يعديها على خير..

صمت رهيب حتى وصول الإعلامي لمكتب الباشا.. ترحيب حار من السكرتيرة: أهلا يا فندم.. منور القناة.. أنا من معجبين حضرتك جداً.. اتفضل الباشا في انتظارك..

يبدأ اللقاء المنتظر..

يا اكسلانس.. أهلا بيك.. أنا سعيد بلقاء حضرتك جداً.
الباشا ببرود: أهلاً.. على فكرة أنا زعلان.. البرنامج مش سُخن زي زمان.. وبعدين نسبة المشاهدة في الحضيض.. والإعلانات تراجعت جداَ.. وأنا كده مضطر أنزل الراتب بتاعك.. أنا مش بدفع لك 12 مليون جنيه في السنة علشان نعمل برنامج وخلاص..

الإعلامي وقد تغير لون وجهه تماماً: يا باشا إحنا مش مقصرين خالص والله.. بنغطي كل حاجة.. بس الأمور

هديت كتير دلوقتي عن زمان..

الباشا: يعني ايه هديت.. طيب ما هي لو هديت نقفل البرنامج ونقضيها أفلام ومسرحيات وبرامج لايت وخلاص.. جرى ايه يا أستاذ.. انت راجل تعرف تولعها برده.. ده انت ليك تاريخ في التوليع..

الإعلامي: يا باشا زمان حاجة ودلوقتي حاجة تانية.. زمان كان فيه مظاهرات وشباب ثورة وألتراس ومجلس عسكري.. وبعد كده جم الإخوان ومرسي وصوابع بتلعب بره وجوه وحارات مزنوقة.. الراجل الله يفك سجنه كان شغال إعلانات دستورية ومليونيات واتحادية وشرعية ورابعة.. الدنيا هديت دلوقتي والناس زهقت.. هنعمل ايه يعني..

الباشا وقد استشاط غضباً وهو ينهي المقابلة: طيب طالما هديت يبقى تقعد في بيتك ومفيش برنامج.. مع السلامة..

يخرج الإعلامي الكبير وهو في حالة صدمة.. وبعدين.. هعمل ايه.. أنا خلاص اتعودت على مستوى دخل معين من سبوبة التوك شو دي.. ولو وقفت هيتخرب بيتي.. وهرجع تاني أخد الملاليم بتاعت الصحافة.. لا مش هينفع.. لازم نولعها.. هنولعها.. ايه العك ده يا حكومة.. يا داخلية فاشلة مش عارفة تحارب الإرهاب.. يا رئيس وزراء منظر مش عارف تدير البلد.. يا ريّس شكلك مش عارف تشتغل.. يا تشتغل يا تمشي أحسن لك.. فينكم يا ثوار مصر.. فين هتاف يسقط يسقط.. لازم حاجة تسقط علشان أعيش.. يعيش "التوك شو" أما الوطن فلا يستحق إلا "الشوز"..