رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فرنسا تخلع النقاب

 

قامت الثورة الفرنسية عام 1789 علي مبادئ الحرية والإخاء والمساواة، واشتهرت العاصمة الفرنسية باريس دوما بأنها عاصمة النور والجمال، ولكن يبدو أن صناع القرار في فرنسا يشنون »ثورة مضادة« علي المبادئ التي قامت عليها الثورة الفرنسية، وبدأوا يتآمرون لتحويل عاصمة النور إلي »مدينة الظلمات«، من خلال قرارهم بحظر النقاب في الأماكن العامة.

في السنوات الأخيرة رفع الغربيون شعار »حرية التعبير« للدفاع عن أفكارهم وآرائهم المناهضة للإسلام، فمن حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه كيفما يريد ويشاء دون ضابط أو رابط، ودون أدني احترام للمقدسات، رأينا الدنمارك وهي تدافع عن رسومات كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم، وشاهدنا في هولندا أفلاما مسيئة للإسلام، وتصريحات معادية للدين الإسلامي من متطرفين علي شاكلة »جيرت فلدرز«، وغيرهم. وأخيرا قيام القس المتطرف تيري جونز بحرق المصحف الشريف في الولايات المتحدة الأمريكية.

إلي هنا فإن حرية التعبير هي خط الدفاع الأول والأخير عن هؤلاء، فلا يجب فرض القيود علي الفكر والرأي، حتي وإن كان هذا يثير مشاعر الآخرين، ولكن إذا حاول المسلمون التمسك بتعاليم دينهم، فالويل لهم، ولا عزاء لحرية التعبير التي يتفاخر بها الغربيون.

تخيلوا مثلا، وأقول مثلا، لو أننا في مصر قررنا إلزام النساء بارتداء الحجاب، وقررنا أيضا أن تلتزم كل النساء الأجنبيات

بهذا الزي احتراما للتقاليد والثقافة الإسلامية في مصر، كما قالت فرنسا إنها تحظر النقاب حفاظا علي هويتها وثقافتها، ماذا سيكون رد الفعل خارجيا وداخليا؟.

طبعا سنسمع عبارات رنانة: إرهاب.. تطرف فكري.. العودة إلي عصور الظلام.. استعباد النساء.. يريدونها خلافة إسلامية.. إنهم يخنقون حرية التعبير، ولكن أين تلك العبارات في مواجهة القرار الفرنسي الذي يمنع النساء المسلمات من حرية التعبير؟، تخيلوا أن سويسرا التي تفخر أنها دولة الحياد والتعدد الثقافي منعت إقامة المآذن، وترفض رفع الأذان في الصلوات الخمس من المساجد لأنها دولة مسيحية، وقال زعيم المعارضة اليمينية "أوسكار فرايزنجر" إنه مستعد لتغيير الدستور السويسري لأنه شاهد سيدة منتقبة في حمام السباحة!!.

لقد حظروا النقاب عن المسلمات في فرنسا والبقية تأتي، ولكنهم رفعوا النقاب عن »زيف« شعارات حرية التعبير والعدالة والمساواة، وهي الشعارات التي لا تستخدم إلا في مناهضة الإسلام.

[email protected]