رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الخراب بعد فشل الإضراب

فشل الإضراب فانتظروا الرد من دعاة الخراب.

هذا هو المتوقع في ظل التطور الطبيعي لأحداث ثورة 25 يناير منذ تنحي الرئيس السابق أو المخلوع حسني مبارك في 11 فبراير وحتى هذه اللحظة.

راجعوا تسلسل الأحداث التي شهدتها مصر منذ التنحي إلى إضراب 11 فبراير...

وقعت أحداث كنيسة صول بأطفيح في مطلع مارس الماضي قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي صوّت فيها الشعب ب"نعم" بنسبة 77%، وبعد 40 يوما من إعلان نتائج الاستفتاء وقعت أحداث فتنة إمبابه.

تعالت الأصوات من أجل إسقاط المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ مايو تقريبا، وتحركت مسيرة من التحرير تطالب بإسقاط المجلس العسكري في ذكرى الاحتفال بثورة 23 يوليو، لتقع موقعة العباسية.

وصلت دعوات إسقاط العسكري إلى ذروتها في أكتوبر، وشهدت محافظة أسوان واقعة كنيسة الماريناب، وفي التاسع من أكتوبر، ووسط الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر، وقعت أحداث ماسبيرو التي كادت أن تدخل مصر في فتنة طائفية واسعة النطاق.

في 19 نوفمبر 2011 وقبل الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب وقعت أحداث محمد محمود الأولى، واستمرت ما يقرب من أسبوع، وتعالت الأصوات المطالبة بإسقاط العسكري والمشير، إلا أن الانتخابات أجريت في موعدها ونجحت رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرة.

بعد جولتين من الانتخابات وقعت أحداث مجلس الوزراء قبل أيام من الجولة الثالثة، إلا أن الانتخابات مرت بسلام مرة أخرى، وأصبح لمصر مجلس شعب منتخب بصورة ديمقراطية للمرة الأولى منذ عقود طويلة.

عقد مجلس الشعب جلسته الأولى في 23 يناير، ومرّت الذكرى الأولى للثورة بسلام بين المطالبة بإسقاط حكم العسكر وبين الاحتفال، وفي الأول من فبراير وقعت مجزرة ستاد بورسعيد، وتبعتها أحداث وزارة الداخلية ثم مسيرات وزارة الدفاع وأخيرا الدعوة للعصيان المدني أو الإضراب وهي الدعوة التي لم تلق قبولا شعبيا.

إلى هنا نصل إلى نتيجة مهمة للغاية، وهي أن مرتكب هذه الجرائم

جهة واحدة، هدفها إشعال البلاد حتى لا تستقر بعد الثورة. ويبدو أن الطرف الثالث أو اللهو الخفي لن يهدأ. نحن الآن في طريق كتابة الدستور وفتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في 10 مارس، وفي ظل التطور الطبيعي للثورة خلال عام فإن هذا لن يحدث بسهولة.

إذا كنت ثوريا فإنك ستوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى المجلس العسكري أو الفلول أو كلاهما، وإذا كنت من مؤيدي الاستقرار والسير في خريطة الطريق المعلنة فستقول إن الذين خسروا السباق الديمقراطي في صناديق الانتخابات هم الآن الذين يرفعون شعار "فيها لا أخفيها"، وإذا كنت صحفيا مثل كاتب هذا المقال فإنك تضع الاحتمالات الثلاثة على الطاولة، لأن كلها احتمالات واردة، صحيح أنها بنسب مختلفة، ولكن لا يمكن استبعاد أحدها.

أرجو أن يخيب ظنّي وتمر الأمور بسلام، ولكن غياب الحساب يشجع على الخراب، اللهو الخفي يواصل مسيرته، والحركات الثورية تتحفز من أجل استغلال شرارة أخرى لإسقاط العسكر وفرض كلمتها على الجميع في ظل قاعدتهم بأن الثورة يجب أن تحكم، والتيارات الإسلامية تترقب الوضع ولن تتنازل عن مكاسبها بسهولة،
والمجلس العسكري يتحدث عن المؤامرات، ويبدو أنه تحرك أخيرا، ولكنه ربما يكون قد تحرّك بعد أن غادر القطار المحطة.