رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"اجعلوها جمعة السلام"

مصر تحترق وتسير نحو الهاوية، تلك هي الحقيقة المرة التي ظهرت واضحة كالشمس في الساعات الماضية.
هناك "عصابات" وأعني ما أقول، من أصحاب المصالح من الجانبين، ممن لا يريدون للأمور أن تهدأ ومن المؤكد أنهم يريدونها نارا تأكل الجميع، بعد أن كانت الأوضاع تتجه نحو الهدوء النسبي عقب خطاب الرئيس مبارك مساء الثلاثاء.

شخصيا لا أعفي الرئيس مبارك من مسئولية ما يحدث في مصر، سواء كان على علم به، أو أنه اعتمد على جماعة فاسدة غررت به، وطمأنته أن كل شيء تمام. ولكن سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذا الطرح، فإن المكاسب التي حققها الشعب في أسبوع كانت ساحقة، صحيح أن النصر لم يكن بالضربة القاضية كما كان يريد البعض، ولكنه انتصار ثورة 9 أيام على نظام استمر لمدة 30 عاما.

من يريدون إحراق مصر هم الذين أرسلوا البلطجية وأرباب السوابق إلى التحرير لضرب متظاهرين أبرياء كان الوقت كفيلا بعودتهم إلى منازلهم التي غابوا عنها طويلا.

من يريدون إحراق مصر هم الفاسدون من الحزب الوطني الحاكم الذين يخشون على أنفسهم من المحاكمة والفضيحة وكشف المستور، بعد أن نهبوا خيرات البلاد وقهروا العباد وجلسوا في قصورهم مطمئنين، وهم الآن يقولون كما قال شمشون "علي وعلى أعدائي".

من يريدون إحراق مصر هم الذين خرجوا بعد دقائق قليلة من خطاب الرئيس يرفضون ما جاء به، ويقولون
: إنه رئيس غير شرعي ولا يمكن الاعتراف به.

ماذا يريد البرادعي وأعوانه أكثر من نهاية التمديد لولاية سادسة، ووأد حلم التوريث، وتعيين نائب رئيس وتشكيل حكومة نصفها مكون من وزراء جدد، رغم تحفظي على استمرار وجوه مرفوضة من أمثال الفقي وأبو الغيط ومصيلحي وعائشة، إضافة إلى محاكمة عسكرية لوزير قتل المصريين حبيب العادلي.

ماذا يريد هؤلاء أكثر من إعلان الالتزام بأحكام

القضاء فيما يتعلق بمجلس الشعب والشورى؟، وهي الأحكام التي ستؤدي قطعا إلى حل المجلسين أو تصحيح عضويتهما على أقل تقدير؟.

تلك هي الانتصارات التي حققها الشعب، وإذا كانت هناك أهداف أخرى فيمكن تحقيقها من خلال التفاوض. جلسنا مع إسرائيل بعد حروب طويلة، ووصلنا معها إلى اتفاقية السلام في كامب ديفيد، فلماذا لا نصل مع أنفسنا إلى كامب ديفيد مصرية، حقنا لدماء المصريين.

هل يريد المتظاهرون فراغا في السلطة، أم يريدون معارضين على الورق كي يقودوا مصر؟. يا سادة الديمقراطية في بلد ديكتاتوري لا تتحقق في يومين أو أسبوع أو عام، وحتى تكون على أسس صحيحة ربما يستغرق الأمر سنوات بشرط إخلاص النوايا.

من يقولون: إن اليوم سيكون جمعة الرحيل، أو سيخرجون لترديد هتاف بالروح بالدم نفديك يا مبارك، أدعوهم باسم كل مصري مخلص أن تكون جمعة سلام وبداية حقيقية لوطن نعيد بناءه من جديد، بأيدينا لا بأيدي من جثموا على صدورنا لمدة 3 عقود أو من عادوا من الخارج للبحث عن مكسب سياسي، أو من هم في الداخل ويريدون أن تكون مصر عراقا جديدا.
مصر للمصريين وليس للفاسدين والمخربين وطالبي السلطة.