عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العباسية وعقول الدكاترة

استنكر الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الهجوم الذي تعرض له من متظاهري العباسية في جمعة "لا للتخريب، مستعينا بآيات من القرآن الكريم، أشك أنه يستطيع قراءتها بشكل صحيح، إلا أنه زاد على هذا وانتقد التليفزيون المصري لأنه تجرأ وقام بتغطية مظاهرة العباسية وقال: التليفزيون يسعى لتغييب العقول بينما تسعى الثورة لتحرير العقول.

وفي اليوم السابق على أول مظاهرة في ميدان العباسية، خرج الدكتور ممدوح حمزة عن شعوره، وقال ردا على تأكيد الإعلامية هالة سرحان على أنهم مواطنون ومن حقهم التعبير عن رأيهم: كسر حقهم.. يحمدوا ربنا إنهم متقتلوش.

أما أقوى التصريحات فقد صدر من دكتور أيضا، وهو الدكتور جمال زهران، الذي وصف متظاهري العباسية بأنهم "نبت شيطاني".

بسم الله ما شاء الله، الشخصيات المذكورة آنفا يحملون لقب "دكتور"، وهم من الوجوه التي لا تغيب عن أعين المشاهدين ليلا ونهارا في الفضائيات والصحف، بينما يكتفي الدكتور البرادعي بتغريداته على "تويتر" في مخاطبة المصريين.

وبما أننا نصرخ ليلا ونهارا من عصر الظلم والدكتاتورية وكبت الحريات الذي عانينا منه في 30 عاما تحت حكم الرئيس السابق أو المخلوع حسني مبارك، رغم أن ما سبق ليس صحيحا في مطلقه لمن يريد أن يكون عادلا فقط ولا يرتدي البردعة الثورية، فإنني أبشّر الشعب المصري بكل طوائفه أن القادم سيكون أسوأ مما رأوه في عهد مبارك إذا كانت تلك هي سياسة "السادة الدكاترة" وأمثالهم في التعامل مع معارضيهم.

تخيلوا مثلا طريقة تعامل هؤلاء السادة الدكاترة لو أصبح أحدهم مثلا رئيسا أو رئيس وزراء أو زيرا للداخلية، هل يمكن أن نتصور مثلا الدكتور البرادعي بحكم عمله السابق

مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يفكر في ضرب معارضيه في العباسية بقنبة نووية ذكية؟، وهل من الممكن أن يقوم الدكتور ممدوح حمزة بحكم تخصصه الهندسي بهدم كوبري العباسية فوق رؤوس المتظاهرين؟، وهل يمكن أن يأمر الدكتور زهران بحكم عمله أستاذا في جامعة قناة السويس بحمل المتظاهرين إلى الإسماعيلية مثلا وإلقائهم في مياه القناة؟.

الذين يتشدقون بالديمقراطية هم للأسف أول من يسفّهوا من يلجأ لحقه الديمقراطي.. انتفض المذكورون آنفا ضد مظاهرات العباسية ولم يسألوا أنفسهم لماذا خرج الناس إلى هناك؟، لماذا أصبح مجرد ذكر ميدان التحرير يجعل معظم المصريين يصاب بالغم على عكس ما كان عليه الوضع قبل 11 فبراير؟.

بالطبع فإن الإجابة الجاهزة لدى هؤلاء تتمثل في المجلس العسكري والثورة المضادة وأعداء الثورة، ومع اعترافي بصحة جزء مما سبق فإنكم كنتم خير من أعان هؤلاء على تعميق كراهية الناس للثورة، بدليل أن شباب الثورة القادر على تحريك الملايين في الشوارع كانت "خيبته ثقيلة" في صناديق الانتخابات، وبدلا من أن يعيدوا ترتيب أفكارهم فإنهم مستمرون في مسيرتهم الثورية.

ثورة ثورة.. إلى الأمام.....