رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا خير في حلم

الحلم سيد الأخلاق.. مقولة قديمة تورثناها عن اجيال عاينت الحياة وعاشرتها بحلوها ومرها، وإن كانت المقولة تدعو للتحلي بكرم الأخلاق والمسامحة والتعايش مع الخلان والصحاب والأصدقاء كما تدعو للصبر، في المقام الأول، مع الأعداء ومن هم ليسوا على الرأي الذي نحب، ولكن في المقابل فإن المثل القائل: من أمن العقوبة أساء الأدب.. ينبغي أن يظل ماثلاً لدى الأذهان، وأنا هنا لن أتوقف لدى الأحداث التي تمر بها مصر اليوم وقد أحزنت الصديق وفرحت العدو، ولكني أتعرض لمعن خطير جداً أراه جديراً بالانتباه..

إن من خرجوا على النظام اليوم ويكادون يعصفون بسلم مصر كلها أو يضعون درجة سلم لا أدري أهي الثالثة أم الثانية على احسن تقدير في سبيل الوصول لهذا، إنهم قد حسموا امرهم بعد أن حسبوه جيداً، فإن نجحت مساعيهم، التي يعرف كل واحد منهم في قرارة قرارة نفسه أنه على خطأ وخطأ بين، وإنه لن يفعل ما يفعل إلا لأنه يريد الخراب لمصر أو ان يحكمها هو، وكل واحد من ثلاثة أو أربعة من زعماء ما يحدث سوف (يطحن) بعضهم الآخر إن سقط السيد الرئيس الحالي محمد مرسي، لا قدر الله تعالى ولا شاء أو أراد سبحانه، أما نهاية الأمر فمن وجهة نظرهم أنهم سوف يربحون المكسب وينالون المنصب مهما وقع من ضحايا بين صفوف الشباب الذي يؤمن بعضهم بكلمات امثالهم أكثر مما يؤمن بالله تعالى، والتعبير لأحمد مطر حفظ الله بلده العراق وحفظ شعره، أما إن لم يصل أولاء لما يريدون فلا بأس عليهم إذ إن السيد الرئيس الذي يريدون نزع غطاء الشرعية عنه لا لسبب سوى أنه يريد الخير لهذا البلد، وبدأ إصلاح ما خربه الرئيس مبارك، منه لله تعالى، وما حدث من فوضى متعمدة وغير بعد الثورة، على نحو أطرحه في مرة قادمة، إن بقي في العمر بقية، أما إن لم يتحقق لهم ما يريدون فإنهم ليعلمون مقدار ما لدى الرئيس مرسي من حلم، ومن تنازل عن الحق الخاص به، يعني إن صابت فقد صابت وإن لم تصب فلم يحدث لهم شىء على الإطلاق، فمن يموت من الشباب لا يخصهم، وهم أحياناً يقفون حداداً على ارواح حفظها الله تعالى من الموت من الأساس، حفظ الله الجميع.

إنهم يثقون في صمت الرئيس عليهم في النهاية، مهما حدث ومهما عرضوا مصر للمخاطر، فالرجل متسامح والحال لا يسمح له بالتعرض لهم، وهو ما يشير لاحتمال تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً، وقد تدرجت في الحدوث الأزمات حتى وصلت لما عليه الحال الآن ولئن صمت الرئيس من جديد فلا أحد يدري كيف ستكون أول أزمة تالية، فهؤلاء يعدون للأزمات إعداداً جيداً ثم ينتظون أقرب فرصة لبث حقدهم عند أول منعطف.

إن جاز لي أن اروي عن موقف

خاص:

      كنت كتبت مقالاً في ذم نظام مبارك، واسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتي وما ترتب عليه، وشاء الله تعالى أن تقع مسودة له في يد أمن الدولة بعد أن رفعه إليهم طبيب بمستشفى للتأمين الصحي، كله كان يتجسس لا أعاد الله هذه الأيام، اللهم إلا من رحم ربي، ولما تم تسليمي لقسم شرطة الدقي، أخذ رئيس النيابة يراجع كلماتي على الدستور آنذاك، 1971م، بخاصة المادة التي تقول يعاقب بالحبس لمدة ستة شهور كل من كدر السلم الأهلي ولا أدري ماذا، ثم ينظر لملامحي، وكنت في مقبل العشرينيات من العمر، فلا يملك إلا أن يغادر الغرفة بنسخة الدستور ومسودة المقال، ولما نسي نسخة الدستور مرة من المرات الكثيرة التي خرج فيها علمت فيما يفكر، ويشفق، بفعل بقية من ضمير من اتخاذ القرار، ويبحث عمن يأخذه له، ولم يكن في المقال لا سب ولا شتم لمبارك بل رأي وتشبيه للحال بأمثال عربية أصيلة، وفي النهاية فعلها رئيس النيابة وكدت أعتقل وبحكم النيابة، وكان ضابط الأمن سلمني إليها في بادرة تطييب خاطر، بخاصة أني من المنيا في الاصل، ولطف الله تعالى بي إذ خرجت من الحجز المتعدد ( في بني مزار ومغاغة بالمنيا وجابر بن حيان بالقاهرة) بعد أقل من عشرين ليلة لكن بقضية مدوية تناقلتها ألسنة أهل بلدتي والبلاد المجاورة بلا مبالغة، ولأن السادة في أمن الدولة بجابر بن حيان عرضوا علي العمل معهم، لفك طلاسم كتابات الزملاء من امثالي، ولما رفضت تم طردي من عملي بالتلفزيون، بعدها بخمس سنوات، لمدة اثنتي عشرة سنة، أحتسبها عند الله تعالى..
أين هذا ممن يشتمون الرئيس بأمه؟ أو يحرضون على الخلاص منه، مما كان يحدث في زمن الرجل السابق أو مدعي الرجولة مبارك؟ وصدق من قال، مرة أخرى، من أمن العقوبة أساء الأدب.