عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطار الوطن الدامي

شعرت بالخجل منذ قليل حينما كنت أودع صغيرتي قبل منامهما وانا أعرف أن أهالي عدد من الشهداء الصغار في مصر قبل غزة لن يودعوا صغارهم اليوم، جرح دامٍ هاهنا وها هناك، وضمير البشر عن هؤلاء وهؤلاء مشغول بقول جحا لما قيل له بلدك تحترق قال المهم أسرتي بخير وأكمل لهوه ولعبه وانشغالاته بتوافه الحياة، بالأمس قلت لأحد الأصدقاء غزة تضرب بقسوة فقال لي:

-         هل هي قسوة أشد من قسوة بشار على أهله؟

     ضاعت الكلمات حينها من مخيلتي، إننا لم نعد نتقبل الموت أو القتل، مع جلال الأول وعظيم جرم الثاني، بل نقارنهما أيضاًن بشار هذا وغد تملك رقاب شعبه بالتزوير، ويوشك السوريون أن يتخلصوا منه، اللهم عجل فرجهم يارب، أما مسلسل ضرب غزة فلا يكاد ينتهي، بخاصة مع تدمير بنيتهم التحتية وإذلالهم، أو محاولة فعل ذلك من قبل عدو متغطرس فيما من العرب من يلعب معه بل له لعبة الاستغماية وهم يجهزون على بعض منا وعما قريب قد يحاولون الإجهاز علينا كلنا، تضرب غزة بيد العدو فننتفض، فيما لا مجال للمقارنة نضرب بيد الإهمال، أو يضرب بعضنا بعضاً في بلدنا مصر بيد الإهمال فيتحرك من يتحرك ويتكلم من يتكلم باسم الشهداء لإلقاء التبعة على الرئيس الدكتور محمد مرسي، وقد تولى الرجل الحكم منذ خمسة شهور فقط، ولا أنفي المسئولية عن أحد، ولكن إحقاقاً للحق: هل من الممكن أن يصلح الرجل ما افسد في مصر في عهد مبارك لثلاثة عقود وما أفسد من قبله في عهدي السادات وعبد الناصر في عقود ثلاثة أخرى.

     لا بد من الضرب بيد من فولاذ لا من حديد أعلم تماماً أن هذا قادم ولكن ريثما تتكون لدى الرجل قدرة كاملة للسيطرة على البلد، وفق معايير واضحة لديه، ولن يكون الضرب قبل استكمال أدوات البناء، هذا إن ترك ليبني من المتباكين، وممن يريدون هدم مصر كلها لأن الإخوان المسلمين

لا يعجبونهم ولأنهم يريدون السيطرة لأنفسهم، والسيادة الكاملة والنفوذ والمال والسير خلف خطا مبارك باسم الثورة.

    وحتى يقضي الله لبلدنا أمراً كان مفعولاً بل للأمة كلها صارت الأيام تمضي بأحداث تقض المضاجع وتدمي القلب، او لم يكن من الأجدى تحويل السيمافور في مزلقانات السكك الحديد لأخرى تدار إليكترونياً؟

   أو لم يكن من الأجدى أن تتحول السارينة الخاصة بالتنبيه بمرور القطار لخرى أكثر تكنولوجيا من تلك الخاصة بالعامل السكران أو النائم، أيهما تحب؟ أو لا تستحق مصر طرقاً مفعلة كتلك التي بالخليج؟ وهل نهب من ثرواتها القليل لمن يقول وأين المال؟

    وهل من المنطقي أن تنفرد بالبترول بعض دول العرب فيما تزرح الأمة تحت نير التخلف الشديد؟

    وهل من العقلانية ان تضرب غزة فيما الأمة تكتفي بالخطب الرنانة في جامعة الدول العربية ويقول ساستها بأنهم يعلمون إنما هم يخطبون لا أكثر بل اقل..

    وهل .. وهل .. وهل؟

    بالذمة ألم نعد نستحي من أنفسنا حينما نحسدها لأنها لا تزال على قيد الحياة فيما نحن، نقيد، كل من يحاول النجاة بنا وبلادنا، ونقبل قيد كل من يشدنا للخلف، ونتقبل الوضع، ونتاجر بدماء الشهداء من هاهنا وها هناك كل آن؟ بتجدد إهمالنا في كثير من مظاهر الحياة ثم نلقي بالتبعة على الآخرين.