رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهزلة هلال رمضان

من رحمة الله تعالى بالأمة العربية الإسلامية أن ربط تقويمها بدوران الارض حول القمر لا دورانها حول الشمس كما في التقويم الميلادي المعروف حيناً بالأفرنجي، وفي الحالة الأخيرة فإن الشهور تأتي في أمد محصور كل عام في أجواء معينة يعرفها ويعتادها أهل كل بلد، فشهر يناير يأتي في قمة البرد أو قربها، فيما أغسطس يأتي قرب القمة الأخرى،

أما التقويم العربي أو الهجري بمعنى أصح، فنظراً لا رتباط عبادتين مهمتين في الإسلام به فقد شاءت إرادة الله تعالى ان تتباين الأجواء فيهما، إذ يكفل التقويم الأخير فارق ما بين أحد عشر أو اثنا عشر يوماً مبكراً كل عام عن العام الماضي فيما يساوي تقلب الاجواء لكل شهر عربي وبالتالي تغير الحرارة أو البرودة على كل شهر هجري شيئاً فشيئاً، وبالتالي لا يأتي شهر رمضان في وقت محدد، وكذلك شعيرة الحج بل إنه في كل عام تختلف الأجواء عن سابقه ليبقى رونق الشهر الكريم متجدداً، وكذلك رحلة الحج وقدمتُ الشهر الكريم لأنه ما من مخلوق قادر على الحج كل عام.             
       ولكن كم من رحمة شرعها الله تعالى لأمته الإسلامية بوجه عام فأساء البشر استخدامها بما يطرح على النفس سؤالاً متجدداً: هل يعمل المسلمون لصالح أمتهم أم أعداءهم؟              
      كل عام وفي مطلع شهر رمضان الكريم المبارك تختلف الأمة لفريقين واحياناً أكثر فالنصف، وفي صفه المملكة العربية السعودية، يعلن الصيام في يوم وينحاز لصفه بخاصة مؤخراً كبريات الدول العربية، أما النصف الآخر فعدد من الدول، كان على قمتها حتى عام مضى ليبيا، وسلطنة عمان، وتركيا واندونيسيا هذا العام وأضف ما تعرف فإنه لأمر ممل.      
      والحديث الشريف الخاص بالأمر واضح: صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين يوماً، أو كما قال، صلى الله عليه وسلم، وصديقي العزيز الدكتور خالد حنفي، رئيس اتحاد مسلمي ألمانيا الآن وهو الأول انتخاباً، كان قد كتب مقالاً منذ عامين يوضح فيه أن الحديث يقبل الاختلاف ما بين من يرى الهلال من المسلمين وما بين من لا يرى، وفقما أذكر، بشرط أن يكونا مخلصين في الأمر، ولكن الآخ الحبيب هذا العام ضاق به، وله كل الحق والعذر، فإنه غم بالفعل على السادة من علمائنا فبدلاً من أن يتموا شعبان حتى ثلاثين يوماً أصروا على قصره على تسع وعشرين وتحدوا اجهزة المراصد الفلكية والعلم والتكنولجيا وقرروا الصيام أى من أبى ووافق من وافق، ولو أن هناك خطأ فالأمر سهل ميسور، فالخطأ في الزيادة خير من الخطأ في النقص في أيام شهر رمضان ،ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، والدكتور خالد حنفي يوضح أنه ما يقدر ب 75% من قرار شهر رمضان (بدايته) كانت قرارت خاطئة بالمرة، بل إن علماء الغرب يقولون: على المسلمين التحقق هل يرون الهلال أم كوكباً كالمشترى.                                                                                                      
     ألم يقل رسولنا العظيم، صلى الله عله وسلم، صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته أي أن الأمر يخص عموم المسلمين فلم يستاثر بعضنا بالقرار دون البعض الآخر؟ وهل نفى الرسول العظيم الرؤية العلمية ومتى كان الإسلام دون العلم؟                                                             
        فلماذا يتفنن السادة القائمون على أمور المسلمين في فرقتهم في بسيط الأمور وأحبها إلى الله تعالى؟ وهل صح قول الشيخ نصر فريد واصل من أن الحكام المسلمين يصرون عل عدم الأخذ أو إطلاق قمر صع بي يوحد بصورمفعل بداية الشهور العربية؟ ربما لكي لا يكون مر فال شؤم من وجهة نظرهم أو خير من وجهة نظرنا كمؤشر على وحدتنا؟                          
      هل فكر أحد ما من القائمين على الأمر

في صورتنا أمام الغرب بل أمام أنفسنا إذ نملك خير الأديان وافضلها وآخرها ولا نستطيع توحيد مطلع شهر الرحمة والمغفرة؟ وكم أذهل الغربيين حرصنا على الصيام دون رادع من بشر أو رقيب، وأبى مسئولونا إلا أن يسيئوا للإسلام بتلك الفرقة البغيضة وفي زمن المليارات التي يملكها المسلمين وأحياناً ينفقونها دون هدى لا نستطيع امتلاك قمر فعال يوحدنا كما أراد الله تعالى لنا، وندعي وجود أشخاص خارقي الذكاء يرون الهلال الوليد في كبد السماء فيما يغم على أرقى أجهزة الاستكشاف الإلكتروني، وكم من خطأ بشري وارد، دون قصد لكن لا يرد أثره لعظمه وخطورته؟، وفي النهاية القول الفصل للمملكة العربية السعودية إذ إن الحج بها، ورغم هذا كان القذافي لايوحد بداية ذي الحجة أحياناً معها، لماذا نجعل أنفسنا عرضة لاستهزاء العالم؟                                                               
       هل ننسى صيام المملكة 28 يوماً لرمضان ثم رؤي هلال شوال واضحاً ودفع الملك عبد الله الفدية عن المملكة بسبب شهادة من لم يرى شيئاً بأنه رأى الهلال؟ وهل انتهت وسائل خلاف الأمة فصار الهلال أشدها؟ وهل يرضي الله تعالى أن نجعل الصيام غرضاً سياسياً لإيقاع العداوة بين المسلمين و(تجريسهم) في العالم كله؟ وكم من رحمة جعلها الله تعالى لنا فاستخففنا بها وقلبناها رأساً على عقب؟ ترى كم عدد المرات التي أخطأنا فيها؟ وكم عدد الايام التي مرت من رمضان فيما من المسلمين مفطر بسبب فتاوى له أغراض سياسية؟ ولولا أن الأمر يتعلق بشيخ للأزهر ميت وأني لا أحب تناول من افضى لربه من الناس أو المسلمين اللهم إن لم يكن قد أجرم جرماً بيناً لقلت الكثير، وهل جرم بين اكثر من إفطار المسلمين في مصر يوماً في رمضان؟ ولكن فيما يفيد الكلام الآن والجرح نافذ ونازف بل يتكرر كل عام؟                      
        هل وحدت أم كلثوم العرب ولم يوحدهم الهلال، ولله المثل الأعلى ومع فارق التشبيه، وصدق الشيخ الغزالي لما قال: (الإسلام قضية ناجحة ولكن محاميها فاشل) فاشل أم مجرم يا مولانا رحمك الله تعالى، ومن جديد لنا يفيق مسئولونا وأمتنا وحكامنا وأصحاب رؤوس المال ممن ينفقونه بخبال إلا من رحم ربي وحتى الأخيرين لم يهتدوا لأحد أوجه وجوه الانفاق: قمر صناعي فعال لتوحيد بداية شهر رمضان بل كل مطالع الشهور العربية، وحتى ذلك الحين حفظنا الله تعالى من كل مكروه نتسبب فيه لبعضنا البعض..