عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر واللاعبون بالنار2

أعددت هذا المقال للنشر أمس ولكن سبباً طارئاً خارجا عن الإرادة أجله..

شرفتني الثورة وزانتي وأكسبتني من حلل الشرف والفخار ما لا يليق بأمثالي ممن تعدوا الأربعين فسأموا الحياة وسئمتهم الأخيرة فأسلمتهم لأنفسهم وتركتهم للهلاك، شرفتني الثورة اليوم السبت السادس عشر من يونيو الحالي  وغداً ،بإذن الكريم، بأن سخرتني لفخار وطوق تكريم لست أهلاً له، قادتني ثورة الشباب في حين نادر من الزمان لمفصل حيوي منها، وانا الذي شاء اللإله أن أتمزق لمجرد أني تقاعست عن الثورة في أيامها الأولى وظننت كما ظن الخائبون من أمثالي أنها: (حديث خرافة يأم عمرو) برأي الشاعر الخائب ومع فارق التشبيه، كرمتني الثورة على تقصيري وأكسبتني ما لم أكن أستحقه، ورفعتني لمقام أرجو الله تعالى تقبل قليل قليل من قليله يوم القيامة بأن صيرتني مندوباً خاصاً عن مرشحها الوحيد الباقي الدكتور محمد مرسي، وإذا كان مقاتلو الليبيين العظماء من أنصار عمر المختار، رحمه الله ورحمه، وأين أنا بل زمرة اليوم منهم؟ إذا ما كانوا يربطون ركبهم قبل التراجع في المعارك فإني لأعلن هذا اليوم منتظراً غداً قد يسأل مثلي فيه عن هذا الموقف، وهو لناظره قريب إن تولى أمرنا بل إن خبنا وخاب أمرنا فأمرنا تولى عنا ليتراجع بمقدم معالي الفريق شفيق على الريق يوم الاثنين فجراً، قبيل الفجر أو فلنقل، والأمر لصاحبه بعيد حريق الاثنين إذ يشعل العسكري النار فينا وفي بيت إبراهيم ناجي في الأطلال، ويعلن فوز  الذي ضرب بالأحذية للمرة الأولى في التاريخ، يضرب مرشح للرئاسة في كل مكان لا يتشرف به، ويذهب إليه ثم يصر على الاستمرار في الموشح الفارغ الذي يسمى ترشيحاً، فيما يفاجأ عجوز بالدكتور مرسي خلفه فلا يصدق نفسه، أثناء الانتظار أمام إحدى اللجان فيتنفجر المقارنة بداخلة بكاء مراً لم يطفئه تقبيل الدكتور مرسي لرأسه.   
كنت أريد الحكي عن النماذج البشرية التي لقيتها اليوم بلجنة بإحدى مدارس كفر الجبل بالهرم، من القاضي المحترم بالفعل، ولولا خوفي لومه لذكرت اسمه، ومندوب مرشح اسمه الفشيق الذي أنكر كونه مندوباً له مرات وأصر على كونه، المندوب رجلاً محترماً لكن فرض الأمر عليه، وأناس انتخبوا الفشيق في جزء منهم لأنهم ذاقوا أحلى ما في الثورة ثم يريدون تصدير مرها للشباب، ومنتخب داعبته صادقاً في الطرفة بأن يغمس أصبعه في الحبر الذي قدم من دم شهداء شارع محمد محمود لما حددوا لمصر موعد الانتخابات وخاب سعي الإخوان في الصبر على العسكري في مجلس الشعب، أو من أجل، ومن ذا الذي لا يخيب مسعاه في هذه الدنيا؟ المهم كان الرجل الذي ذكرته بدم الشهداء قد أختار الفشيق شقشق فكاد أن يبكي، وعن الشيوخ الذي بكى بعضهم وهو يتمنى النصر للدكتور مرسي، كنت أتمنى الحكي أكثر لولا أني أعلم انه ليس وقته.
    بإذن الله في المقال القادم ستكون المؤشرات قد سادت مصر كلها وأنا مع من يرفعون أكف الضراعة للمولى بأن يثيب المجلس العسكري لرشده وكفى ما كان وما أضحك العالم علينا من تدبيره وتفريقه للقوى المختلفة التي كان من الممكن ألا تتناحر، وصدق من قال:(أيحسب أن لن يقدر عليه أحد)، قالها

من قبل من قالها لمبارك: ستموت وتدخل القبر وحدك ويبقى عملك فلم يتعظ فلم (لن) يدخل القبر إلا بعد أن يذوق ذلاً وهواناً لم يذقهما حاكم لا مصر بل للوطن العربي قبله، ولله در من لا يفهمون ولا يتعظون ولا يرتدعون ويلعبون بالنار من جديد ومع شعب كسر شبابه وكهولة على الأقل حاجز الخوف..
وشد القلوع يا مراكبي            مفيش رجوع يا .....
ويا شهداء شارع محمد محمود بالتحديد: 
قسماً إن أرواحنا قادمة على الدرب إليكم لعل ربنا يتقبلنا معكم ونبرأ إليه من تقصيرنا في حقكم.
ويا مصر:
تعبت وتعبنا، ولم يعد من مفر من عزة فيك ونيل حقوقنا أو قبر يلم شتات أحلامنا ويقدمنا على رب كريم، لا مؤاخذه، أرحم من مبارك وشفيق، ومن الفريق والمشير، والرئيس والخفير، الوزير والحقير..          
ويا شفيق، مع عدم حفظ الألقاب:
وعدت بإصلاح كل شئ وأمر في مصر سوى شئ واحد فحسب أهم من كل ما قلت القبر الذي سيلمنا إن قدمت علينا، بمعنى كذبت في كل شئ وفاتك الصدق حتى في هذا مع صدقه وبساطتته..
ويا مشير:
تأملنا منك الكثير فلا خيب رجاءنا فيك، ولا استطيع تجميل القول أكثر، غداً نقدم وتقدم ودماء الشهداء وأهليهم على الله جميعاً فراع تلك اللحظة، ولن ينفعك أو ينفعنا ساعتها لا كذب ولا مكر ولا تضليل..
ويا كل فاسد في مصر:
والله لم أكن أعلم ولا أعرف أن الوسية متسعة لكم بهذا الحجم حتى رأيت قتالكم على الانفراد بالبلد كله وصدق جل في علاه: والتين والزيتون، وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تكوين ثم رددناه أسفل سافلين..)
أتعبتمونا وضيقتم علينا واسعاً جداً واضررتمونا للبكاء في المواني البرية مما يفخر الشفيق بها وهو لا يدري معناً للغربة ولا طفح الكيل فالله ما بيننا وما بينكم.. 
وآخر دعاء لي في ليلة الإسراء والمعراج:
اللهم أحييني ما دامت الحياة خيراً لي، وأمتني ما دام الموت خيراً لي.
اللهم إن كنت صادقاً لك في عبادة، أياً ما كانت، وكنت قد قدرت على بلدي المذلة من جديد فإني لا أطيق البقاء مع الأصابة في الجسد أو الروح، ولكن رحمتك أوسع لي.