عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صدمة شفيق !

رغم فرحة المصريين الكبيرة باول انتخابات رئاسية نزيهة (فيما نعلم) وفرحتهم بقرب نهاية المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لرئيس منتخب ، .. نقول رغم كل ذلك الا ان صدمة كبيرة اصابتنا جميعا بعد اعلان النتائج وظهور حصول الفريق احمد شفيق ، آخر رئيس وزراء لمبارك ، على المركز الثانى بعد الدكتور محمد مرسى بـ 5.5 مليون صوت .

لم تكن هذه هى المفاجاة الوحيدة ، فلقد كانت هناك مفاجاة حصول حمدين صباحى على المركز الثالث بـ 4.6 مليون صوت ، ولكنها كانت مفاجأة سعيدة استقبلها الجميع بالترحاب والاستبشار بقدرة المصريين بعد الثورة على البناء والاضافة والتعدد والتنوع .
ولكن حكاية شفيق هى التى اصابت الغالبية بالصدمة ، لانهم لم يفهموا ما الذى حدث وادى الى تغير التوجهات التصويتية لقطاع من الناخبين على هذا الوجه ؟
ففى يناير الماضى قبل بضعة اشهر قليلة ، اجمع الشعب المصرى فى الانتخابات البرلمانية على مقاطعة مرشحى الفلول واسقاطهم جميعا فى تاكيد واضح على تمسكه بالثورة واصراره على اسقاط النظام القديم .
ثم هو نفس الشعب الذى خرج على بكرة ابيه فى ايام الثورة الاولى لاسقاط مبارك ونظامه : فوفقا لاقل التقارير تقديرا ، فان ما يقرب من 15 مليون مصرى قد شاركوا بانفسهم فى المظاهرات والاعتصامات الاولى على امتداد محافظات الجمهورية ، وهو ما يعنى ان غالبية الاسر المصرية كانت ممثلة ومشاركة فى الثورة بفرد واحد على الاقل .
ولذا كان من الغريب والمدهش والصادم فى نفس الوقت ان يفاجأ الناس بكل هذه الاعداد التى انتخبت شفيق ، وهو ما تسبب ((للوهلة الاولى)) فى اصابة الكثيرين بالاحباط والقلق الشديد على مستقبل الثورة ومصيرها .
الى هؤلاء الاخوة الكرام اوجه رسالة طمأنة ، وادعوهم الى قراءة هادئة و متأنية فى النتائج لنكتشف معا ان جملة الذين صوتوا لمرشحين من قوى الثورة ، من قوى ميدان التحرير فى ايامه الاولى ، قد بلغت 14 مليون تقريبا ، وهم جملة الذين صوتوا لمرسى وحمدين وابو الفتوح ، فى مقابل 8 مليون تقريبا  ، هم جملة الذين صوتوا لشفيق وموسى ، وهو ما يساوى 65% لصالح الثورة ، وهى نسبة مقبولة ومرضية ، مع العلم بان القوى

المضادة لا تزال حاكمة و قوية وثرية ومسيطرة ولها قدرات عالية على الدعاية والاعلام و الحشد والتعبئة وشراء الاصوات .
اما بالنسبة الى الذين يخشون من سيطرة الاسلاميين على مصر، فان النتائج تخبرنا ان جملة المصريين الذين صوتوا للتيار الاسلامى هم 9.5 مليون ، وهم جملة اصوات مرسى ، وابو الفتوح ، فى مواجهة 12.5 مليون صوتوا لغيره ، وهم جملة الذين صوتوا لحمدين وموسى وشفيق مع "اختلاف الدوافع والمنطلقات" . و هو ما يستدعى منا طرح هذه الفزاعة جانبا والتوقف عن الاصطفاف والانقسام على اساس الهوية ، واعادة تشكيل قوانا وجبهاتنا وصفوفنا على اساس المواقف والاستراتيجيات الوطنية والثورية .
وبالتالى فانه فيما عدا صدمة صعود شفيق الى الاعادة ، والخروج المكروه لحمدين وابو الفتوح ، فان كل القراءات الاخرى للنتائج تؤدى الى اعادة السكينة ، وليس الاستكانة، الى قلوب كل القلقين والخائفين على مستقبل الثورة ، على ان نسعى جميعا على الفور الى التوحد والاتفاق على كل القضايا الخلافية المعلقة التى تسببت فى انقسامنا فى الشهور الماضية ، والاصطفاف وراء خطة عمل واحدة لاستكمال مهام الثورة بدءا من اسقاط شفيق فى انتخابات الاعادة ، والتوافق على اللجنة التاسيسية للدستور ثم على الدستور ذاته،  ثم الشروع فى تاسيس اول حكومة ثورية ائتلافية بعد استلام السلطة ، تترجم وحدة كل قوى الثورة ، تلك الوحدة التى لا غنى عنها للانتصار فى مرحلة الاعادة ، وما يليها من مراحل .

[email protected]