عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عدوان غزة موجه الى مصر

·       قامـت (إسرائيل) باغتيال المجاهد زهير القيسى الأمين العام للجان المقاومة الشعبية ومخطِط عملية أسر جلعاد شاليط فاستشهد هو ورفيقه المجاهد محمود الحنني الأسير المُحَرَّر في صفقة تبادل الأسرى ، فرد المجاهدون الفلسطينيون ((كما هو متوقع)) بإطلاق عدد من الصواريخ على إسرائيل التى شنت عدوان جديد على غزة اسقط 26 شهيدا غير المصابين .

·       وكانت أبرز التصريحات (الإسرائيلية) المعبرة عن الأهداف الحقيقية وراء العدوان ما قاله "موشي يعالون" نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الشئون الاستراتيجية بأن ((جولة التصعيد الحالية أثبتت فشل نظرية أن الوضع الجديد في مصر المنبثق عن الثورة يكبل يد إسرائيل في قطاع غزة))
·       ليرسل بذلك ، للجميع وعلى رأسهم مصر، رسالة واضحة لا تحتمل التأويل . رسالة تهديد وتحدى وجس نبض واختبار نوايا للثورة المصرية .
·       فهم يريدون بهذا العدوان توجيه ذات الاستجواب الذى وجهته لنا ، ألف مرة , الوفود الامريكية المتتالية منذ قيام الثورة ألا وهو: هل ستلتزمون بمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ؟
·       ورغم ان إجابات الجميع ((للاسف الشديد)) جاءت بالإيجاب الذى كاد ان يقترن بالقسم ، باننا والله العظيم ثلاثة سنلتزم .. سنلتزم ، الا انه من الواضح انهم لم يطمئنوا الى الاجابات النظرية التى تلقوها من كافة الاطراف ، فقرروا أن يحصلوا على اجابة عملية على أرض الواقع . و جاءنا استجوابهم هذه المرة محمولا على  جثامين شهدائنا الكرام فى فلسطين .
·       وهو ليس نهجا اسرائيليا جديدا، بل كان هذا هو اسلوبهم على الدوام : فعلوها من قبل مع نظام السادات/مبارك ومع آخرين . فلقد وُضِعَت مصر بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، تحت اختبارات قاسية لمعرفة حقيقة نواياها وللتأكد من تخليها تماما عن اتفاقيات الدفاع العربى المشترك لصالح اسرائيل ، وتم اختبارها ثلاث مرات على الأقل :
1)   المرة الأولى تمت مع الاجتياحات الاسرائيلية للبنان عام  1978 فيما سمى بعملية الليطانى
2)   والثانية تمت فى ضرب المفاعل النووى العراقى فى يونيو 1981
3)   أما الاختبار الثالث فتم اثناء الاجتياح الاسرائيلى الاكبر والاخطر للبنان عام 1982فيما عرف بسلام الجليل 
·       ولما نجح النظام المصرى فى الاختبارات الثلاثة والتزم الصمت تماما، أعطته الولايات المتحدة شهادة حسن سير وسلوك وقبلت به عضوا عاملا ونشيطا فى الحظيرة الأمريكية .
·       و من يومها لم يخرج منها أبدا ، فأثبت ولاءه الكامل للأمريكان ولاسرائيل فى مناسبات متعددة : مثل حرب تحرير الكويت 1990/1991 ومقاومة (الإرهاب) واحتلال أفغانستان 2001 والعراق 2003 وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008/2009 ثم حصارها ، واخيرا تقسيم السودان وغيره الكثير .
***
·       والآن وانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة باتت على الأبواب ، فانه من الواضح ان الأمريكان والصهاينة لم يتخذوا بعد قرارهم النهائي بشأن ما يحدث في مصر ، هل يباركوه أم يحاولوا اجهاضه ؟ فقاموا بالعدوان الأخير على غزة لإحراج القوى الجديدة فى مصر واختبار حقيقة نوايها تجاه اسرائيل .
·       وحتى لا يكون هناك أي مجال للشك في أهداف هذا العدوان ، أعلن ((يعالون)) ما أعلنه ، في انتظار رد الفعل المصري .
·       والسؤال الآن هو هل ستنتصر قوى الثورة لفلسطين ؟ أم ستنتصر بقايا نظام مبارك لأمن اسرائيل ؟
و هل سنقف ذات الموقف الوطنى الذى وقفناه فى عدوان 2008 حين كنا فى المعارضة ؟ أم ان السلطة قد غيرتنا ؟
سنرى .